النساء العربيات الأكثر تأثيرا في الغرب

إعداد: عمرو رضا
 
شهرزاد تولد من جديد، مع كل صباح تصنع أسطورتها لتبهر الغرب كعادتها، ومع كل قصة نجاح تؤكد أن المرأة العربية قادرة على هزيمة المستحيل نفسه، طالما ملكت فرصتها، وزيرة هنا ومهندسة مرموقة هناك وإعلامية ومسؤولة برلمانية... كلها مناصب وضعت المرأة العربية ضمن قوائم أكثر النساء تأثيرا ونفوذا في الغرب.
 
في البلاد البعيدة، الدنمارك، تعلو الأصوات اليمينية المتشددة في مواجهة الهجرة العربية والإسلامية تحديدا، وتعلو أيضا أسهم الفتاة الأردنية طالبة العلاقات الدولية سارة ناصر التي لم تتجاوز العشرينيات من عمرها، ومع ذلك دخلت قائمة أكثر خمس نساء نفوذا في البلاد. عبر 58 دقيقة فقط قدمت فيها دور لطيفة المرأة العربية والمسلمة في عمل درامي عن أوضاع المهاجرات، وانطلقت منه لتغزو كل البرامج الحوارية لشرح حقيقة وضع المرأة في الإسلام، وتوجيه الانتقادات اللاذعة للسياسة الدنماركية المعادية للعرب والإسلام، وكيف كان يتم استبعادها لمجرد أن شعرها أسود وبشرتها سمراء. ولاقت الشخصية قبولا عارما لدرجة أنها صارت نجمة لبرنامج مستقل يعرض على التلفزيون المحلي ساهم في تغيير أفكار المجتمع هناك عن المرأة العربية بعدما خاضت سارة محاورات شهيرة مع أكثر الشخصيات السياسية المعادية للعرب والاسلام.
 
في الدنمارك أيضا تبرز الناشطة الفلسطينية الأصل أسماء عبد الحميد صاحبة أول اطلالة بالحجاب في وسائل الاعلام، والسياسية الوحيدة الى نجحت في البرلمان رغم حجابها، وأصبحت أول امرأة عربية مسلمة محجبة تشارك في جلسة لمجلس بلدي لمدينة اودينسي (جزيرة فيوني) ثالث كبرى مدن المملكة الإسكندنافية. ولن تنسى الصحافة ما قالته اسماء يومها "اريد ان تقيموني على ما يوجد في راسي وليس على ما يوجد على رأسي".
 
المهندسة العراقية زها حديد لا زالت أيقونة نجاح المرأة العربية في الخارج، فهي المهندسة المعمارية الاشهر على الاطلاق في العالم، واول امرأة في العالم تحصل على جائزة بريتزكر في مجال التصميم المعماري والتي تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وكل زوار تصاميمها الفريدة في جميع دول العالم كالأستاذ الاولمبي في لندن والمبنى الرئيسي لشركة السيارات BMW ومركز روزنتال للفن المعاصر في الولايات المتحدة ودار الأوبرا في مدينة جوانكتشو في الصين، يخرجون بصورة جديدة عن شهرزاد العربية تؤكد أنها قادرة على منافسة الجميع. 
 
لا مجال للعواطف في بلد الماكينات المانيا الا العاطفة القومية المتشددة تجاه كل غريب، ومع هذا نجحت اللبنانية من أصل فلسطيني سوسن شبلي في ان تصبح المتحدثة الأولى بوزارة الخارجية الألمانية، وهو واحد من أكثر المناصب تأثيرا في الدولة القائدة للاتحاد الأوروبي كله، وهي أول عربي يحصل على المنصب الرفيع كما كانت أول عربية تتولى رئاسة قسم حوار الثقافات لدى وزير داخلية الحكومة المحلية في ولاية برلين برغم أنها ظلت حتى بلوغها سن الثانية عشرة بدون جنسية وبدون أوراق إقامة دائمة، واستكملت تعليمها بمنح دائمة نظير تفوقها الدائم.
 
تعيين وزيرة من أصل عربي في الحكومة الفرنسية ليس أمرا جديدا فالسيدة رشيدة داتي صاحبة السبق في ذلك مع الرئيس نيكولا ساركوزي، ولكن تبقى الوزيرة نجاة بلقاسم في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند حالة خاصة في التأثير على المجتمع الفرنسي كله، فوزيرة حقوق المرأة والناطقة باسم حكومة جان مارك أيرولت، تعد أول وزيرة من أصل عربي لم تولد داخل الأراضي الفرنسية، وانما هاجرت وهي في الخامسة من عمرها وكانت ترعى الماعز مع جدها قبل أن تسافر مع أسرتها إلى فرنسا، وهى واحدة من أكثر الداعمين لمنح الأقليات فرصا للمساواة في التعليم والعمل، ويعدها البعض صاحبة الفضل بنجاح هذه الحكومة في الانتخابات بقدرتها على حشد جميع أصوات الأقليات.
 
المهندسة المصرية المقيمة بكندا مديحة المهيلمي أول شخصية عربية يجتمع أعضاء الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين (ASME) لانتخابها رئيسا لهم، طوال 130 عاما هي عمر الجمعية العريقة في سابقة هي الاولى من نوعها. وهي أول عضو غير أميركي يرأس الجمعية وكذا أول سيدة مصرية وعربية ورابع سيدة على الإطلاق من بين أكثر من 130 عضو تولوا رئاسة الجمعية منذ تأسيسها، وتعد مديحة المهيلمي قطب الرئيس رقم 132 للجمعية ورابع امرأة تقود الجمعية الهندسية التي أسست عام 1880 وتضم أكثر من 130 ألف عضو في أكثر من 150 دولة حول العالم.
 
خلف أقوى رئيس في العالم باراك أوباما، تقف الفتاة المصرية داليا مجاهد كمستشارة للبيت الأبيض إضافة الى عملها كمديرة تنفيذية لمركز "غالوپ" للدراسات الإسلامية، وهي واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في البيت الأبيض، ويتردد دوما أنها صانعة توجهات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط وخصوصاً في الدول الشهيرة بالربيع العربي.
 
القوميات البلجيكية الثلاث تختلف في الكثير من التوجهات ولكنها اتفقت على تأثير المغربية الأصل فضيلة لعنان في دعم الثقافة الفرانكفوني، فتم تعيينها وزيرة للثقافة مع منحها وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أرفع وسام شرف تقديرا لمكانتها ودورها في إرساء التنوع الثقافي ومساهمتها في إشعاع الثقافة الفرنكوفونية وتعزيز التعاون بين بلجيكا وفرنسا وهي أول وزيرة بلجيكية من أصل عربي.
 
في بلجيكا أيضا تبرز السيدة الجزائرية فتيحَة السعِيدِي أول برلمانية بلجيكية، من أصل عربي، كما تم انتخابها مساعدة لعمدة بلدية إيفِير، كما سبق لها أن انتخبت ببرلمان بروكسل المحلى، طيلة 11 عاما، عن الحزب الاشتراكي الذي ما زالت تنتمي إليه.
 
شهرزاد العربية تولد من جديد، مع كل صباح تصنع أسطورتها لتبهر الغرب كعادتها، ومع كل قصة نجاح تؤكد أن المرأة العربية قادرة على هزيمة المستحيل نفسه... فقط امنحوها الفرصة.