دعاء عريقات: السينما هي بوابة "الخروج للنهار"

وجه مصري جميل، تبدأ خطواتها الأولى بهدوء وثقة، اعتماداً على موهبتها فقط التي أثبتتها من خلال حصولها على جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي، عن دورها في فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي، رغم أن الدور لم يتجاوز بضع دقائق. ومن خلال مشهد واحد، أثبتت دعاء عريقات أنها طاقة فنية كبيرة، تحتاج فقط لمن يوجهها ويحسن استغلالها. أطل علينا وجهها الرقيق هذا العام من خلال أكثر من عمل رمضاني، مثل "اسم مؤقت" للمخرج أحمد نادر جلال، و"بدون ذكر اسماء" للمخرج حسام علي، وظهرت من قبل في دور صغير في فيلم "في شقة مصر الجديدة" للمخرج الكبير محمد خان، لكنها ترى أن انطلاقتها الحقيقية هي فيلم "الخروج للنهار" الذي تنتظر عرضه بفارغ الصبر. عن الجائزة والفيلم وأحلامها، كان لنا معها هذا الحوار.
 
-نود أن نهنئك لحصولك على جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي، عن دورك في فيلم "الخروج للنهار"، حدثينا عن دورك في الفيلم؟
شكراً. دوري في الفيلم يتلخص في مشهد واحد مدته تسعة دقائق، وهو لفتاة بسيطة تلتقي بالبطلة مصادفة، وتعاني من هلوسات بسبب عدم زواجها، وتبحث عن الدجالين والمشعوذين ليحلوا لها هذه الأزمة، ورغم صغر حجم الدور، فهو مركب وصعب، لكنه كان ممتعاً جداً.
 
-تبدو الفكرة مثيرة، هل هي محور الفيلم؟
لا إطلاقاً، كما أخبرتك، أنا أقابل البطلة بالصدفة في إحدى سيارات الأجرة (الميكروباص)، وأحكي لها عن مشكلتي، أما الفيلم نفسه فهو يدور عن يوم في حياة البطلة "سعاد" التي تؤدي شخصيتها الزميلة دنيا ماهر.
 
-هذا أول تعاون بينك وبين المخرجة هالة لطفي، أليس كذلك؟
هذا صحيح، وهو أيضاً أول فيلم روائي طويل لها، وفي الحقيقة فإن هالة مخرجة رائعة، وهي تجيد التعامل مع ممثليها، وتحبهم وترعاهم، وهو ما يدفع الجميع للإجادة وتقديم أفضل ما عندهم، وعن نفسي فقد استمتعت جداً بالعمل معها.
 
-سبق وأن تعاملت مع مخرجين ذوي خبرة، مثل محمد خان وأحمد نادر جلال، فما الفارق بين أصحاب الخبرات، ومن يقدم عمله الأول؟
في رأيي لا يوجد فارق حقيقي، الفارق الوحيد يكون بين مخرج يخاف على عمله ويهتم به، وآخر لا يفعل، وهذا الأمر لا يتطلب خبرة بقدر ما يتطلب محبة للعمل نفسه، وحسن تعامل مع المشاركين فيه، وهذا ما لمسته مع أغلب المخرجين الذين تعاملت معهم.
 
-ظهرت في مسلسل "اسم مؤقت" للمخرج أحمد نادر جلال في رمضان، ما الفارق بين الدورين؟
الفارق كبير جداً، في الحقيقة لا يوجد وجه شبه بينهما، لا في الشكل ولا في المستوى الاجتماعي، ولا حتى في الهموم التي تحملها كل شخصية، في "اسم مؤقت" قدمت شخصية "دينا" التي تعمل في حملة المرشح الرئاسي "رأفت الراوي"، وهي شخصية واضحة ومحددة، تدور اهتماماتها كلها حول السياسة وشؤون البلد، أما شخصية "الخروج للنهار" فهي فتاة بسيطة تحمل هموم خاصة، وهو دور مركب كما أخبرتك من قبل.
 
-أُتيح لك العمل في السينما والتليفزيون، وكلاهما مختلف عن الآخر، أيهما تفضلين، خاصة في بداية حياتك، مع ملاحظة أن الدراما التلفزيونية تحقق انتشاراً أكبر؟
طبعاً الانتشار مهم، خاصة لمن هو في بداية حياته مثلي، لكن في الحقيقة السينما لها وضع آخر، وأنا "جعانة سينما"، فلو عُرض عليّ دورين في وقت واحد، أحدهما في السينما صغير ولكنه مميز وصعب، وآخر في التلفزيون بمساحة كبيرة، فإنني بالتأكيد سأختار السينما دون تفكير، والدليل هنا أن دوري في "الخروج للنهار" لم يتجاوز 9 دقائق، ولكني حصلت على جائزة عنه، فالأدوار ليست بحجمها، ولكن بقيمتها، وهذا ما يجعل السينما هي الأبقى، فهي أشبه ببوابة "الخروج للنهار" التي تفتح أمامنا آفاق العالم.
 
-رغم تخرجك في قسم المونتاج بمعهد السينما، إلا أنك اتجهت للتمثيل، فما هو السبب؟
اختياري من البداية كان واضحاً، وهو التمثيل، لأنه حلم حياتي، ودعمت ذلك الحلم بتدريبات على يد د. محمد عبد الهادي، ومروة جبريل، وجوديتا سالم، ودراستي للسينما عموماً ساعدتني في ذلك، خاصة أنه لا يوجد قسم تمثيل في المعهد، وعملت بالمونتاج فعلاً في بداية حياتي، ولكن كما أخبرتك، فإن حلمي الحقيقي كان التمثيل، وهذا ما أفعله الآن.
 
-إذا جاءتك الفرصة للعمل خارج مصر، فأي سينما تختارين؟ 
السينما الكورية والصينية.
 
-لماذا؟
السينما الكورية والصينية والآسيوية عموماً رائعة، ونحن هنا في مصر لا نعرف عنها الكثير للأسف، ونهتم فقط بسينما هوليوود، وبعض المثقفين يتابعون السينما الأوروبية، بينما أغلب أفلام هوليوود مأخوذ من أفلام آسيوية، فلماذا أشاهد التقليد ولا أرى الأصل؟ خاصة وأنه رائع بحق، أما عن العمل فبالتأكيد ستواجهني صعوبة اللغة، فيما عدا ذلك فهي سينما رائعة أحب مشاهدتها، وأتمنى العمل بمستوى مثلها.