تفاصيل غير متوقعة عن أودري هيبورن

أودري هيبورن التي أثرت العالم بأدوارها الرائعة، وعملها الخيري وجمالها الفريد من نوعه عانت معاناة شديدة خلال الاحتلال الألماني النازي لبلدة آرنم في هولندا خلال الفترة ما بين عامي 1944-1945، خلال تلك الفترة عانت أودري وما يقرب من 4 ملايين شخص من الجوع بسبب النازيين بل وأوشكت أيضا على الموت جوعا، وخلال تلك الفترة فقدت منزلها، وتركها والدها وأحلامها بأن تكون راقصة باليه وأقاربها الذين قتل بعضهم خلال الاحتلال النازي وتم ترحيل البعض الآخر، بالإضافة إلى أن حياتها كانت مهددة طوال ذلك الوقت بسبب غارات الحلفاء.
 
أودري هيبورن تحدثت عن تلك الفترة وقالت: "لقد كنا نتناول نبات القراص (nettles)، والجميع حاول أن يقوم بغلي العشب بالإضافة إلى زهور التيوليب"، الطعام التي كانت تأكله هيبورن خلال فترة الاحتلال النازي كان معظمه يتكون من نبات الهندباء (endive) وعدد من الخضراوات الورقية الجافة، براعم أزهار التيوليب، أودري كادت أن تموت جوعا خلال هذه الفترة وعندما كانت في السادسة عشر من عمرها كان وزنها 88 باوند وكانت تعاني من عدة أمراض هي الربو، واليرقان، وفقر الدم الحاد، والاستسقاء ولكنها نجت برغم كل شيء على العكس من 22 ألف هولندي قضوا نحبهم جوعا خلال تلك الفترة بعد أن صادر النازيون كل الطعام والوقود الذي كان لدي الهولنديون واحتفظوا به لأنفسهم.
 
لوكا دوتي ابن الممثلة الراحلة أودري هيبورن تحدث عن تفاصيل تلك الفترة في كتابه الجديد " Audrey at Home, Memories of My Mother's Kitchen" بالإضافة إلى عدد من وصفات الطهي المفضلة لدي هيبورن، وهو كتاب قامت بنشره دار نشر " Harper Design".
 
كشف الكتاب ان الحرب العالمية الثانية تسببت في القضاء على أحلام هيبورن في أن تصبح راقصة باليه بعد أن اضطرت إلى ترك مدرستها الخاصة في لندن والتخلي عن الباليه والعودة إلى هولندا بعد أن شعر والداها بالخوف من الغارات الألمانية على لندن، وهذا ما جعلها تتأخر 5 سنوات في التدريب عن باقي زميلاتها ممن كانوا يعيشون حياة أفضل في لندن، هيبورن قد تكون فد فقدت فرصتها في أن تكون راقصة باليه ولكنها استخدمت كل ما تعلمته من خلال دراستها للبالية لتصنع اسم لها في عالم التمثيل، لقد كانت هيبورن في حقيقة الأمر ليست ممثلة جميلة فقط وإنما امرأة تجتهد في عملها لتستعيد الأشياء التي فقدتها خلال الحرب وهي المنزل، والعائلة والأمان ومتعة التواجد في المطبخ والطهو.
 
الحالة الصحية لهيبورن كانت في غاية السوء بعد الحرب وفي صورها التي التقطت في تلك الفترة تظهر هالات سوداء حول عينيها ولقد بدأت بمحاولة تناول العديد من الأطعمة المغذية بعد الحرب حتى تستعيد صحتها ومنها السبانخ والخضراوات والكبد وبالطبع الشوكولاتة التي كانت تحبها كثيرا ولقد قالت هيبورن أن الشوكولاتة تساعدها على أن تشعر بشعور أفضل وتساعد على إزالة الحزن، وطبقا لما ذكره ابنها لوكا دوتي فإن والدته كانت تعشق الباستا ولا تستطيع الحياة بدونها على حد قوله وكانت تحب أيضا الأيس كريم بالفانيلا.
 
الزواج الأول لأودري هيبورن كان من الممثل ميل فيرير وبدأ هذا الزواج في عام 1954 واستمر لما يقرب من 15 عام وخلال هذا الزواج تعرضت للإجهاض 4 مرات وأنجبت طفلها الأول شون هيبورن فيرير في عام 1960، ولقد انفصلت عن زوجها الأول في عام 1968، وفي نفس العام قابلت الطبيب النفسي أندريا دوتي وخلال عام تزوج الاثنان وأنجبت أودري ابنهما لوكا دوتي في عام 1969 ولقد استمر هذا الزواج لمدة 13 عام وبعدها انفصل الزوجان.
 
الحب الأخير في حياة أودري هيبورن كان الممثل الهولندي روبرت ولدرز (Robert Wolders) وهو صديقها الذي بقيت معه حتى وفاتها وكانت هيبورن قد تحدت عنه في مقابلة مع لاري كينج في يوم 21 أكتوبر عام 1991 وقالت: "أعلم أن ما سأقوله سيبدو مملا للغاية ولكن فكرتي عن الحياة التي تشبه الجنة هي أن يكون روبرت وولدي مع في المنزل فأنا أكره الفراق، وأيضا الكلاب ومشاهدة فيلم جيد وتناول طعام رائع، أنا بالفعل أشعر بالسعادة كلما حدث هذا، هدفي لم يكن حياة مرفهة، عندما كنت طفلة كنت أرغب أن يكون لدي منزل بحديقة ولقد أصبح لدي الآن".
 
أودري هيبورن توفيت أثناء نومها في يوم 20 يناير 1993 عن عمر يناهز الثالثة والستين بعد صراع مع مرض سرطان الزائدة النادر، ولقد قضت هيبورن أيامها الأخيرة في منزلها الريفي في سويسرا وهو المنزل الذي يحتوي على حديقة جميلة تحتوي على أشجار للفاكهة والمنزل الذي كانت تحلم بامتلاكه طوال حياتها.
 
كتاب "Audrey at Home: Memories of My Mother's Kitchen" من تأليف لوكا دوتي متوفر حاليا على موقع Amazon.