جوان ريفرز... جنازة هوليودية بتراتيل ميريل ستريب وفستان فالنتينو

عماد عبد الرازق 
 
حصلت جوان ريفرز على ما كانت تتمناه بعد موتها في ان تشيع في جنازة "تكون حدثا فنيا مبهرا محاطا بالأضواء والكاميرات والاكشن من كل نوع". وبالفعل حصلت جوان على جنازة هوليودية مرصعة بنجوم ونجمات عاصمة السينما العالمية من أصدقائها ورفاقها وأفراد عائلتها. 
 
واصطف الصحفيون والمصورون وأطقم كافة وسائل الاعلام على جانبي "فيفث أفنيو" الشارع الذي شيع فيه جثمانها في ' تيمبلايمانوإل صنداى' بحي مانهاتن الراقي. 
 
وكما أرادت جوان كانت الجنازة حدثا مرحا أيضاً أطلقت فيه العديد من النكات من قبل الحضور من النجوم والنجمات ومن بينهم ووبيغولدبيرغ، سارة جيسكا باركر، كاثي غريفن، دونالد ترمب ( بليونير العقارات الشهير)، دايان سوير وباربرا والترز (مذيعتا التليفزيون الشهيرتان)، وهوارد ستيرن. 
 
وكانت جوان قد عبرت عن وصيتها تلك في كتابها "انا اكره الجميع بدءا بنفسي...I Hate Everyone.. Starting with Me" عام 2013. وقالت جوان أيضاً في كتابها موجهة الحديث لابنتها مليسا انها لا تريد حاخاما يتلو تراتيل على روحها بل تريد ان تحضر نجمة هوليوود ميريل ستريب جنازتها لتبكي عليها بخمس لهجات مختلفة، وان تدفن في فستان من تصميم المصمم الايطالي الشهير فالنتينو. 
 
وقالت أيضاً انها لا تريد احدا ان يلقي خطاب تعزية عليها بل تفضل ان يمسك المغني "بوبي فينتون" رأسها ويشدو بأغنية ' السيد وحيد Mr. Lonely '. وبعد ان افتتح حاخام مراسم التشييع بصلوات قصيرة غنت نجمة مسارح برودواي ' أودرا ماكدونالد' أغنية ' ابتسم. رغم ان قلبك يتوجع.. ابتسم حتى وان كان قلبك كسير' واحدة من أغنيات ريفرز المفضلة. النجم السينمائي الأسترالي " هيوجاكمان" غنى أغنية " سكوت من فضلكم. هناك سيدة على المسرح". 
 
وبدلا من ' فينتون' أدى كورال نيويورك للرجال مجموعة من أغنيات جوان المفضلة من بينها ' ياله من عالم رائع What A Wonderful World'. للمغني الراحل الساحر لويس ارمسترونغ، و' المنفق الكبير Big Spender'. لشيرلي باسي. 
 
واختتمت مراسم التشييع بفرقة موسيقى القرب التابعة لقسم شرطة نيويورك التي عزفت عدة أغاني من بينها ' بلغ تحياتي الى برودوايGive My a Regards To Broadway' و ' نيويورك نيويورك' للمغني الأشهر فرانك سيناترا.
 
جوان التي توفيت الخميس الماضي بعد ان توقف قلبها اثناء اجراء جراحة بالمنظار لها، كانت دائماً طوال حياتها شخصية مثيرة للجدل الذي لم يتوقف حتى بعد موتها بل زاد بدءا بذلك الي أثير حول سبب موتها بين معجبيها على شبكات التواصل الاجتماعي حيث اتهم بعضهم الأطباء في مستشفى ' ماونتسيناى' بالتقصير". 
 
لكن الجدل الأكبر كان دائماً بسبب أسلوب جوان في الكوميديا والسعي للإضحاك باي ثمن وعلى حساب اي شئ. وكانت شخصيتها الجريئة حد الوقاحة ولسانها السليط سببا دائماً في جلب المتاعب لها.  
 
الانقسام حول جوان وأسلوبها اللاذع في الكوميديا امتد أيضاً الى نادي معجبيها الضخم. وبندر ان نجد شخصا رجلا او امرأة من بين معجبيها لم يشعر او تشعر يوما ما بالإهانة من احدى نكاتها او تعليقاتها بسبب عدم مراعاتها أصول اللياقة او السخرية من جماعة عرقية او دينية بعينها او حتى من المشاهير مثل نجمة هوليوود إليزابيث تايلور او المغنية البريطانية ' اديل'. 
 
ويرجع ذلك الإصرار على السخرية من كل شئ الى نشأتها في عالم الكوميديا الذي اقتحمته في الستينات في وقت كان حكرا على الرجال. بل انه لايزال حتى اليوم يخضع لهيمنة نجوم كبار على حساب عدد قليل من نجمات الضحك. وبسبب حدة المنافسة لجأت جوان الى رفع سقف أسلوبها في الإضحاك والمضي الى ابعد مدى في ذلك لتضمن النجاح او على الأقل موطئ قدم في عالم ذكوري بامتياز. 
 
لكل ذلك لم تكن  جوان اليهودية الأصل تتردد في السخرية من اي شئ بما في ذلك الهولوكوست الذي يتعامل معه اليهود بنوع من القداسة ولا يسمحون أبدا بالتشكيك فيه. ولم تكن تدين بالولاء لأي أيديولوجية سياسية او فكرية بعينها، ولا جماعة او حزب سياسي ما بل  كانت قناعة جوان وفلسفتها التي لم تحد عنها أبدا هي إضحاك الناس على كل شيء وأي شيء لان الحياة قاسية بما فيه الكفاية ولا يمكن التعامل او التأقلم معها بسهولة دون السخرية، السلاح الأمضىللتغلب على الأحزان والأتراح.