الفنانات ورجال السياسة... العشق الممنوع

ما اجتمع رجل سياسة بفنانة الا وكانت الشائعات ثالثهما، لا يحدث هذا في وطننا العربي فقط، وانما في العالم كله، "فالعشق الممنوع" الذي يجمع أساطير السياسة بأساطير الجمال، اعتدنا أن يكون مجرد نزوة يجب أن تبقى سرا، لان النهايات غالبا حزينة، إما بلون الدم كما جرى للأيقونة مارلين مونرو، أو بطعم الفضيحة كما يحدث الآن لرئيسي أمريكا وفرنسا.
 
الرئيس الفرنسي هولاند تخيل أن قبعة الدراجات النارية، قادرة على إخفاء علاقته بالممثلة الفرنسية جولي جاييه، ولم يعلم أن وجبات الكرواسان الساخنة ستفتح الباب أمام أقوى عاصفة قد تطيح بالرجل وحزبه في الانتخابات المقبلة، فرغم أن الغرام صنع خصيصا من أجل الفرنسيين، والمجتمع الفرنسي وافق على أن تكون السيدة الأولى لقصر الاليزيه "صديقة للرئيس" وليست زوجته، الا أن المجتمع نفسه رفض هذه العلاقة الأخيرة بل ووصفها البعض بالكارثية.
 
أسباب الرفض كثيرة ولكن من أهمها أن البلاد التي تعانى من أزمات اقتصادية حادة تحتاج لرئيس متفرغ لإدارة شؤونها، وليس رئيسا مهتما بالتنكر وقيادة الدراجات النارية حتى يتمكن من مقابلة عشيقته، ويخصص حراسته الرئاسية لشراء الكرواسان الساخن، معرضا حياته الشخصية لخطر داهم بتواجده في شقة مستأجرة مع ممثلة شهيرة بالمواقف السياسية اليسارية الحادة، ومعرضا شعبيته لدمار شديد بعدما انهارت السيدة الأولى لقصر الاليزيه الصحافية المرموقة فاليري تريرفيلر فور سماع الخبر ونقلت للمستشفى بحالة سيئة ما اضطر هولاند لإنهاء علاقته بها رسميا.
 
من فرنسا للولايات المتحدة الأميركية دارت الدائرة على الرئيس المشغول بمتابعة الحسناوات باراك أوباما، فكما كشفت مجلة "كلوسر" فضيحة هولاند، نشرت صحيفة لوفيجارو ثاني أكبر صحيفة في فرنسا، تقريرا ساخنا يثير الشبهات حول علاقة غرامية تجمع الرئيس الأسمر بالمطربة اللاتينية السمراء بيونسي استنادا على لقطات متعددة تجمع الثنائي في البيت الأبيض مع الكثير من التوابل الصحفية حول أسباب حرص أوباما على دعوة المطربة لكل حفلات البيت الرئاسي، ولكن هذه العاصفة كغيرها ذهبت مع الريح فالشعب الأميركي اعتاد على الفضائح العاطفية لقاطني البيت الأبيض ولا يجدها مثيرة الآن.
 
"الكتاب الأحمر"
أكثر من نصف قرن تقريبا مر على الوفاة الغامضة لنجمة الاغراء الشقراء مارلين مونرو، ولا زالت الكتب والدراسات تفتش عن سر الوفاة، والجديد والأكثر إثارة ما بات يعرف بالكتاب الأحمر، وأهمية هذه القصة أنها المؤسسة تقريبا لكل محاذير العلاقة بين نساء الفن ورجال السلطة، ونهايتها لا زالت جرس إنذار لكل نجمة تظن أنها قادرة على ممارسة الاعيب الفن داخل أوكار "حواة السياسة".
 
فمارلين رمز الاغواء التي تباهت كثيرا بعلاقتها مع الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، ويقال انها كانت على علاقة أيضا بشقيقه بوبي، لم تصدق أنها ستمنع يوما من دخول البيت الأبيض، وظنت أن ما سمعته وعرفته ووثقته من الحبيب جون حول أدق أسرار شؤون الأمن القومي الأميركي، سيجعلها بمنأى من غدر الزمان كما تخيلت أن شعبيتها الطاغية ستمنع الرئيس من مجرد التفكير في إيذائها، ولكن لعبة السياسة لا تعرف المستحيل، وغادرت مارلين الحياة بعد أول تلميح منها بأنها كتبت كل ما سمعته من أسرار في "الكتاب الأحمر" وانها ستنشره، ولا زالت الجريمة مقيدة كحالة انتحار بالحبوب المنومة.
 
برلنتي والمشير
العشق الممنوع في الغرب يصبح مستحيلا في الشرق، ولولا قصة نضال نفيسة عبد الحميد الشهيرة بالفنانة برلنتي عبد الحميد أمام المحاكم المصرية، لإثبات صحة زواجها من المشير عبد الحكيم عامر لظلت هذه القصة طي الكتمان ومجرد شائعة من شائعات كثيرة أحاطت بالرجل الثان يفي الدولة المصرية، وقيل إنها تسببت في أكبر هزيمة عسكرية تتعرض لها مصر عام 1967، فالمشير الراحل ترك كل التهديدات على الحدود وتفرغ لمطاردة الفنانات والزواج بهن سرا.
 
ورغم أن الكثير من الشائعات تبين عدم دقتها أو أنها تخص رجالا آخرين حول المشير، الا أن الثابت قضائيا أن الرجل تزوج سرا من فنانة الاغراء برلنتي عبد الحميد، وهو ما أغضب الرئيس وقتها خاصة وان الزواج تزامن مع النكسة، فتم تنحية الرجل عن الحياة السياسية وانتهى الأمر بانتحاره واختفاء الفنانة طوال فترة حياة ناصر، ثم ظهورها مجددا لإثبات نسب ابنها عمرو للمشير، وهو ما تحقق بعد رحلة عناء يمكنكم قراءتها بالكامل في الكتاب المثير "المشير وأنا" من تأليف برلنتي شخصيا.
 
"الراقصة والسياسي"
الأداء المدهش للفنانة نبيلة عبيد في فيلمها الشهير "الراقصة والسياسي" لم يكن تمثيلا بقدر ما هو تجسيد لقصة حقيقية مرت بها نبيلة وكشفت عنها بنفسها مؤخرا، عندما اعترفت بالزواج السري من مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أسامة الباز، وأكدت أن الزواج ظل سرا قرابة العشر سنوات بناءً على طلبه، وأكدت أن الرئيس الأسبق مبارك كان على علم بهذا الزواج، ولكنها رفضت الكشف عن أسباب الطلاق ولم توضح هل كان الزواج المعلن للباز من الإعلامية هناء السمري السبب ام أن هناك أسباب أخرى.
 
هل كل العلاقات بين نجمات الفن وأهل السياسة ممنوعة؟ الواقع يقول لا فهناك على الضفة الأخرى حكايات لعلاقات دامت وظهرت الى النور وتم تتويجها بالزواج الرسمي، فالسيدة Peng Liyuan، انتقلت من خانة الرقص الشعبي الى مقر الحكم في الصين وصارت سيدة الصين الأولى، والفنانة الشعبية أيضا ريسول انضمت لقائمة السيدات الأول بعد زواجها من زعيم كوريا الشمالية، وزعماء أميركا الوسطى واللاتينية أيضا يهوون الزواج من الفنانات فسيدة المكسيك الأولى الآن هي ملكة الجمال السابقة والممثلة آنجيليكا ريفيرا.
 
وفي عالمنا العربي تعد الفنانة الشابة بسمة حالة فريدة في علاقة الفن بالسياسة، فقد ارتبطت بالبرلماني اللامع الدكتور عمرو حمزاوي، وفور كشف علاقتهما السرية بالمصادفة على إثر حادث سرقة بالإكراه تعرضا له في إحدى ضواحي العاصمة القاهرة، أعلن الدكتور عمرو حمزاوي عن زواجه رسميا بالفنانة الشابة، وأنجب منها "نادية" أول طفلة شرعية لزواج نجمات الفن برجال السياسة.