مشاعر ميشال أوباما تهز الأمريكيين

AFP: حاولت السيدة الاولى الاميركية ميشال اوباما مساء الثلاثاء اعادة البريق للحملة الانتخابية من اجل كسب قلوب الاميركيين عبر تاكيدهها ان الرئاسة لم تغير باراك اوباما وانه يستحق ثقة البلاد لولاية ثانية من اربع سنوات. وفي اليوم الاول من مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي بدأ الثلاثاء في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية حددت ميشال اوباما النقاط الفاصلة والفوارق بين الرئيس المنتهية ولايته ومنافسه الجمهوري لكن بدون ان تذكر ميت رومني ابدا بالاسم. واشادت ميشال اوباما التي علت الابتسامة وجهها وارتدت ثوبا زهريا مذهبا بدون اكمام من تصميم الاميركية تريسي ريز، بزوجها مؤكدة ان قيمه كانت دوما البوصلة التي توجه قراراته في كل المجالات من اقتصاد وتعليم وصحة وانه رجل "يمكننا الوثوق به". وقالت "يذكرني بان التغيير صعب وبان التغيير بطيء ولا يأتي ابدا على الفور. لكن في نهاية الامر، بلغناه ونبلغه على الدوام". واضافت "لقد لمست عن قرب ماذا يعني ان يكون الشخص رئيسا"، مضيفة "كرئيس يتلقى كل انواع النصح من كل انواع الناس لكن في نهاية المطاف حين يجب اتخاذ قرار كل ما يمكن ان يوجهك هو قيمك ورؤيتك وخبرات حياتك التي جعلتك ما انت عليه اليوم". وذكرت اوباما بانها وزوجها يتحدران من اسرتين متواضعتين، وبانها ابنة موظف بلدية يعاني من مرض التصلب اللوحي ووالدتها سكرتيرة في حين ان اوباما نشأ من دون ابيه، مع امه فقط التي "كانت تعمل جاهدة لتسديد فواتيرها". وتابعت ان "باراك يعلم ماذا يعني ان تكون عائلة تواجه صعوبات، انه يدرك ما هو الحلم الاميركي لانه عاشه". وقالت ان زوجها "يريد ان يحصل كل فرد في هذه البلاد على نفس الفرصة، بغض النظر عمن نحن او من اين اتينا او ما هو انتماؤنا او الاشخاص الذين نحبهم". ولم تأت ميشال اوباما ابدا على ذكر المرشح الجمهوري ميت رومني منافس زوجها في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر لكنها رسمت بوضوح الخطوط التي تفصل زوجها عن رجل الاعمال الفاحش الثراء والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس والذي كان والده حاكم ولاية ايضا. وقالت ميشال اوباما "بالنسبة لباراك اوباما النجاح لا يقاس بمبالغ المال التي تكسبها وانما بالفارق الذي نحدثه في حياة اخرين"، متحدثة عن اوباما الاب والزوج الذي لم تكن تريده ان يتغير بعد وصوله الى الرئاسة. وتابعت "لكنني رأيت ان وصول شخص الى الرئاسة لا يغير وانما يكشف حقيقة من انت"، وذلك وسط تصفيق حار من الحاضرين، مؤكدة انها تحب زوجها "اكثر مما كانت تحبه قبل اربع سنوات وحتى اكثر مما فعلت خلال السنوات ال23 الماضية". وقالت "يجب ان نوحد صفوفنا مرة جديدة وان نقف الى جانب الرجل الذي يمكننا الوثوق به لدفع هذه البلاد الى الامام". وميشال اوباما (48 عاما) امرأة ديناميكية وخفيفة الظل وتحظى بشعبية كبيرة واصبحت في الاشهر الماضية افضل مدافعة عن زوجها في محاولة لتخفيف استياء الناخبين من نتائج السياسة الاقتصادية، واقناعهم لا سيما النساء منهم، بالتصويت مجددا للشخص الذي وضعوا كل آمالهم فيه من اجل التغيير عام 2008. وهذه المحامية خريجة جامعة هارفرد العريقة هي ام لابنتين (11 و14 عاما) وكانت شخصية اساسية في الحملة الانتخابية. فمنذ الربيع شاركت في حوالى 80 تجمعا لجمع الاموال و24 من محطات الحملة الانتخابية لباراك اوباما. وميشال اوباما التي تجنبت على الدوام المواضيع الحساسة سياسيا، بنت شعبيتها على مواضيع تتوجه مباشرة للاميركيين مثل حملتها لمكافحة بدانة الاطفال واعتماد نظام غذائي سليم او لدعم عائلات قدامى المحاربين. وفي شارلوت اجمع المندوبون الديموقراطيون على الترحيب بخطابها. وقالت شلبي كاونتي الجدة التي قدمت الى شارلوت من ممفيس (تينيسي، جنوب) مع حفيدتها ان الاميركية الاولى "كانت رائعة، كانت مثالا لكل النساء".