العلاج باللعب أحدث الطرق لتأهيل الأطفال ضحايا الإساءة

نظمت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، في إطار برامجها لبناء وتطوير المهارات الإجتماعية والنفسية، ورشة تدريبية للمتخصصين حول العلاج باللعب وأحدث تطبيقاته، والتي تقام فعاليتها على مدار أربعة أيام وتختتم الخميس المقبل الموافق 28 مايو في فندق ديزرت بالم دبي.
 
وفي هذا الإطار أكدت سعادة عفراء البسطي، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن المؤسسة تعد من أوائل الجهات داخل الدولة التي تطبق أسلوب العلاج باللعب والذي يعد أحد أحدث طرق التأهيل النفسي والإجتماعي، خاصة لفئة الأطفال، وأظهر إستخدامه نتائج إيجابية للغاية على الحالات التي خضعت له.
 
وأضافت أنه إيمانا من المؤسسة بأن دعم إستقرار الأسر والمجتمع هو مسؤولية يشترك فيها الجميع، فإنها تحرص على تعريف مختلف الجهات المعنية والمتخصصين داخل الدولة بأحدث الممارسات العالمية في مجال الرعاية النفسية والإجتماعية، والتي من بينها أسلوب العلاج باللعب.
 
وقالت البسطي أن إقامة هذه الورشة يأتي ضمن سلسلة من الورش التدريبية التي تنظمها المؤسسة طوال العالم ضمن برنامج بناء وتطوير المهارات الاجتماعية والنفسية للمتخصصين العاملين في هذا المجال، والذي تأمل المؤسسة في أن يسهم في رفع مستوى الرعاية النفسية المقدمة لأفراد المجتمع بشكل عام.
 
وأضافت أن المؤسسة تسعى من خلال هذه الورشة لتوفير معلومات وتفاصيل كافية حول هذا النوع من العلاج ونظرياته وأساليبه وأحدث تطبيقاته، بما يلبّي رغبة العاملين في قطاع الرعاية النفسية والإجتماعية في تطوير قدراتهم في هذا المجال لخدمة المجتمع وأفراده بالشكل المأمول.
 
كما توجهت البسطي بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الورشة وكذلك لفندق ديزرت بالم والقائمين عليه على تعاونهم الكبير لتنظيم هذه الورشة ودعمهم لجهود المؤسسة في التوعية بقضايا العنف في المجتمع بشكل عام وخاصة تجاه النساء والأطفال، كما توجهت بالشكر لجميع المشاركين على حرصهم على تطوير مهاراتهم العلمية والعملية بالمشاركة في هذه الورشة.
 
ومن جهتها أكدت غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل، أن الورشة شهدت مشاركة أكثر من 50 مشاركاً من الأخصائيين النفسيين والإجتماعيين العاملين في المراكز الصحية، ودور الإيواء، والشرطة، والمؤسسات الاجتماعية، والمحاكم، النيابة، ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية
 
وأضافت أن أسلوب العلاج باللعب ساهم بشكل كبير في تأهيل العديد من ضحايا الإساءة الذين إستقبلتهم المؤسسة وخاصة من فئة الأطفال، وهو ما شجع المؤسسة على السعي لنشر هذا الأسلوب بين الجهات المعنية، وفي سبيل ذلك تم تحديد رسوم رمزية للمشاركة في الورشة.
 
وأوضحت أن المؤسسة تعمل حالياً على دراسة أحدث التطبيقات المستخدمة في أسلوب العلاج باللعب لتأهيل البالغين وليس الأطفال فقط، لتطبيقها في المؤسسة، مشيرة إلى ان هذا النوع من العلاج يعد أحد أهم طرق التأهيل الحديثة المطبقة في هذا المجال. 
 
ومن جانبه عرض الدكتور أمجد أبو جدي أستاذ الإرشاد والتقييم النفسي المشارك في جامعة عمان الأهلية، خلال الورشة مفهوم العلاج باللعب ونظرياته، وأساليبه، ومراحله وإكساب المتدربين مهارات العلاج باللعب، وكيفية بناء العلاقة العلاجية، بالإضافة إلى أساليب التقييم بإستخدام اللعب، وتطبيقات العلاج باللعب مع حالات الإساءة والمعرضة للخطر.
 
كما استعرض المحاضر خلال الورشة تصميم الألعاب العلاجية وتطبيقاتها مع الأطفال المساء اليهم والمعرضين لخطر، والأسس النظرية للعلاج بصندوق الرمل وفقا للنظريات السيكودينامية، والتعرف على قوة العلاج بالرمل العلاجية، والتعرف إلى مجالات استخدام العلاج بصندوق الرمل، والتعرف إلى الدلالات الرمزية لمشهد الرمل ومعايير تفسيرها، وكذلك نموذج رواية القصص في العلاج باللعب.
 
وأشار الدكتور أمجد إلى أن العلاج باللعب بحسب الجمعية الأمريكية يعرف بأنه الاستخدام المنظم للنماذج النظرية لإقامة علاقة بين شخصيات، في حين يوظف المعالج القدرة العلاجية للعب لمساعدة الطفل على التعامل مع التحديات الحالية التي تواجهه، والوقاية من مشكلات مستقبلية، لتحقيق نمو طبيعي في المظاهر النمائية كافة.