مدربة الخيول الإماراتية أساور في حوار مع هي

أبوظبي – فاتن أمان الإماراتية مريم أحمد تدرس القانون في جامعة الجزيرة. أحبت الخيل منذ الصغر فأنشأت إسطبلا في مزرعة عائلتها أطلقت عليه إسم "أساور" على طريق دبي العين، وفتحت أبوابه لتعليم وتدريب النساء والأطفال بمن فيهم الأطفال ذوي الإعاقة مجاناً، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من التوحد، والذين أثبتت الأبحاث العملية إمكانية علاجهم بركوب الخيل. وإيمانا منها بأهمية العمل التطوعي والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، على الرغم من صغر سنها، إلا أنها تدرك جيدا طريقها، وذات نظرة ثاقبة وحزم لا يخلو من طيبة أهل الإمارات وسماحتهم. مجلة "هي" التقتها ودار معها الحوار التالي. لا ندري بماذا نناديك "أساور" أم مريم؟ (تبتسم) الإثنان انا، ففي وسط رياضة الخيل ومحبيه، مشهورة بأساور، ويطلقون على إسم المدربة أساور كما أطلقته إسم على الإسطبل الذي أنشأته لتدريب الأطفال والسيدات. متى تأسس الإسطبل، لماذا أطلقت عليه إسم "أساور"؟ تأسست اسطبلات اساور للفروسية في 27/ 6 / 2012 وأطلقت عليه هذا الإسم لإنني كنت أريد أن أشتري أحد الخيول وكان إسمه "أساور" لكن لم أتمكن، وظل الإسم عالقا في ذهني، كما أنه إسم نسائي ويناسب الإسطبل المخصص لتدريب النساء والأطفال فقط لضرورة الحفاظ على العادات والتقاليد و الخصوصية بعدم اختلاط النساء بالرجال في ميادين الفروسية خصوصا المتحجبات منهن. كيف بدأت حكايتك مع الخيل؟ أهوى رياضة ركوب الخيل منذ الصغر، ولم أتمكن من تحقيق حلمي في اقتناء الخيول وتعلّم ركوبها إلا قبل أربع سنوات، حين بدأت بالانتظام في دورات تدريبية دورية حزت بعد إنجاز عدد منها على شهادة "رخصة مدربة" و في بداية الأمر تدربت في نادي عجمان للفروسية، ثم انتقلت إلى التدرب في أحد إسطبلات دبي، لأواصل دروس الفروسية وأحافظ على لياقتي، وبعدها فترة تدريبية مع هيئة تنمية المجتمع، التي تنظم دورات تدريب ركوب خيل بالتنسيق مع إدارة الخيالة في شرطة دبي وتحت إشرافها، وتقدمت للإمتحان وحصلت على الرخصة من "إتحاد الإمارات للفروسية" ويشترطون أن يكون لديك إسطبل به ما لا يقل عن 5 خيول، والحمدلله توفقت وبدأ إسطبل "أساور" يحقق وجود في ساحة رياضة الخيل. ما هو برنامج التدريب لديك في أساور؟ أقسم الدورات التدريبية في الإسطبل، الذي يضم سبعة خيول، ويقع على مساحة 900 متر مربع داخل مزرعة ممتدة الأرجاء تقع في منطقة مرغم التابعة لإمارة دبي على طريق العين-دبي، تقع وتضم أنواعاً شتى من الحيوانات، إلى ثلاثة مستويات وأنواع من الدورات، تتضمن ركوب الخيل ونشاطات رياضية، بالإضافة إلى التدريب على التعامل مع الخيل، والتعرف إلى طبيعة الغذاء الذي يتناوله، وكذلك إعطاء المتدربة فكرة مبسطة عن الأمراض التي يصاب بها، وكيفية التعامل معها، فضلاً عن تدريب الأطفال، الواقعة أعمارهم بين الرابعة والسادسة، على اللعب مع الخيل. عرفنا أن تدربين الأطفال ذوي الإعاقة مجانا. نعم أدرب الأطفال ذوي الإعاقة مجانا، إيمانا مني بأهمية التطوع والعمل الإنساني، ولما له من فائدة للأطفال خاصة المتوحدين حيث أثبتت الأبحاث العلمية إن حالتهم تتحسن بممارسة هذه الرياضة، شرط أن يكون واحد من ذوي الطفل أو المسؤول عن مراقبة حالته الصحية موجوداً أثناء ساعات التدريب. وبالنسبة للسيدات والأطفال الأصحاء، نقوم بتدريبهم على ركوب الخيل وتأهيلهم لمنافسات سباقات القدرة بأسعار مناسبة للجميع، وتأهيلهم لسباقات القدرة، وان يكن أيضا مدربين لمن يرغب. أتجدين فرق بين تدريب ذوي الإحتياجات الخاصة والأصحاء؟ لا شك ان تدريب ذوي الإعاقة يحتاج لوقت أطول من الأصحاء، لكن مع الصبر والتركيز معهم يتعلمون ولا يكون هناك فرق بينهم وبين الأصحاء الذين يتعلمون أسرع، وعموما التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة في الحياة العادية يحتاج لإسلوب ومهارات متخصصة، فما بالك تدريبهم لركوب الخيل، وأدربهم بنفسي حيث أنني مؤهلة ومرخصة لتدريبهم. هل حصلت أنت أو ممن دربتيهن على مراكز في سباقات القدرة؟ للآن لم أشترك أنا أو أي ممن دربتهن في سباقات للقدرة، ولكن مع الموسم الجديد الذي سيبدا في شهر أكتوبر القادم سأشارك كما سيشارك عدد من دربتهن سواء سيدات أو أطفال، وإنشاء الله نحقق مراكز متقدمة. من واقع تجربتك الشخصية، مالذي تعلمته من الخيل؟ بحكم ممارستي لرياضة الفروسية فقد خرجت بقناعة تامة أن الفروسية وركوب الخيل أداة تربوية نفيسة تكسب الاطفال خصالا حميدة وطباعا حسنة ومقومات شخصية مميزة، وقد لاحظت الفرق الشاسع بين نفسية الطفل في بداية الانخراط في هذه الرياضة الرجولية وبعد أن يمضي فترة ويتعلم الفروسية ويتأهل نفسيا وفنيا فيها، ففي البداية ألاحظ إنعزال الطفل وتخوفه وتردده وعدم إندماجه الاجتماعي مع من حوله والتردد عند الخطاب أو المواجهة بل وعدم الاجابة عند مجاذبة الحديث معه وطلب العون لإتخاذ القرارات وبعد أن يمارس هذه الرياضة ويتعلمها نجده مندمجا مع من حوله ويحسن التواصل الاجتماعي ولا يخجل من مواجهة من هم أكبر منه سنا في النقاشات، كما أنه يشعر بالاعتزاز بنفسه وانه قادر على النجاح بلا خوف أو تردد ماهي فوائد ركوب الخيل وأثره التربوي على الأطفال؟ الشجاعة الخيل مخلوق ضخم بالنسبة للطفل، بل وخطير في نظره، وذو قوة عالية، ثم يكتشف الطفل بالتدريب على الفروسية، انه يستطيع بمفرده توجيه هذا المخلوق، والسيطرة عليه، و بأصابعه الصغيرة فقط. القدرة على اتخاذ القرار عندما يكون الطفل الفارس على صهوة جواده يمر بمواقف عديدة ومتواصلة، يلزمه ان يوجه جواده سواء اثناء التوجيه، او الايقاف، او تقدير الابعاد، او اختيار المسلك، ومن خلال خيارات عديدة تستدعي الاستغراق في اتخاذ القرارات المتواصلة والعاجلة التي لا تقبل التأخير أو التردد وعندها يصل هذا الطفل إلى مرحلة من الجراءة على اتخاذ القرارات بحكمة تراعي المخاطر وعدم التردد في اتخاذ القرار. التواصل الاجتماعي عندما يلاحظ الطفل الفارس ان جواده لا يستجيب له عند الاهمال او القسوة او الجفاء والتهميش فانه سيضطر الى اتخاذ اسلوب اخر للحصول على هذه الاستجابه فيتعلم الاهتمام في من حوله والرحمة والتودد والانتباه، كما انه اثناء التدريب كي يستفيد من مدربه ومن مجموعته وهم ليسوا من أهله فلا بد له أن يكتشف وبنفسه طرق التواصل الاجتماعي السليمة مع ممارسة فعليه لهذا التواصل الاعتراف بالأخطاء والرجوع إلى الحق جرت العادة لدى مدربي الفروسية وكأسلوب فني ناجح تعليم المهاره بواسطة اسلوب تقرير الخطأ ثم التعديل والاعادة وهذا ما يسمى في علم التدريب "بالتغذية الراجعة " كما انه اسلوب ناجح في التدريب، وهو باب مشرع امام الطفل للتربيه على الاعتراف بالخطأ، والرجوع إلى الحق. ترقية خلق الصبر يلاحظ الطفل الفارس في بداية تعلمه للفروسية ان أقرانه من الفرسان الصغار يعدون بسرعه، فيَلِح على مدربه ان يعدو مثلهم، ثم يكتشف وبنفسه ان لا بد له من الصبر حتى يصل لتلك المرحلة، هذا على العموم وعلى الخصوص عندما يخرج بجواده إلى ساحة التدريب فلا بد له من مشي لا يقل عن ثلاث دقائق لتهيئة جواده للعدو، وهذا ما يسمى "بالإحماء" كما انه كي يتكيف مع أي جواد فلا بد له من فترة طويلة للتفاهم بينهم وإلا فلن تستقيم له الأمور كما يريد. استخدام الفروسية كورقة مكافأة تربوية للوالدين ان يستخدما هواية ابنهما كورقة تربوية اذا اشتد تعلقه بها سواء بالمنع او السماح حسب استقامته ونجاحه الاخلاقي وتحصيله الدراسي وهذا مجرب وذو فوائد ملحوظة.