تاريخ ساعات الغوص.. كيف بدأت هذه الفكرة المبدعة؟

ليس من السهل التغاضي عن الإنجازات التكنولوجية العديدة التي شهدتها صناعة الساعات على مر السنين، ولكن اليوم قد يبدو الأمر غريباً إذا تم طلب ساعة واكتشاف أنها غير مقاومة للماء. فالساعات الأولى التي يمكن ارتداؤها بالقرب من الماء كانت تعتبر قفزة فلكية إلى الأمام في هذه الصناعة. لذلك، سوف نكتشف اليوم كيف ولدت واحدة من أهم أنواع الساعات، ساعات الغوص.

ساعات الغوص تعد فئة من ساعات اليد الأكثر شهرة اليوم، فهناك العديد من الأسباب لشعبيتها. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن ساعات الغوص كانت أولًا وقبل كل شيء أدوات تم تطويرها لأداء مهمة بالغة الأهمية وهي القدرة على قياس مرور الوقت بشكل موثوق تحت الماء.

فإليك تاريخ ساعات الغوص، وكيف بدأت هذه الفكرة المبدعة

تاريخ ساعات الغوص

خلال القرن العشرين، أصبحت القدرة على التحديد الدقيق للوقت مسعى مهم، خاصة بالنسبة للمهن الأكثر خطورة، تلك التي يمكن أن ينتهي التأخير فيها بحياة الإنسان. فتم تكليف شركات صناعة الساعات بإنشاء أجهزة ضبط الوقت لقوات الجيش، مما أدى إلى إنشاء ساعة اليد، مما غيّر عالم صناعة الساعات ككل.

تطلبت الابتكارات في تقنيات الحرب أدوات ضبط الوقت أكثر دقة وتخصصاً. 

ساعات الغوص الأولى

قامت العديد من الشركات بابتكارات رئيسية تجاه ساعات الغوص. كانت ساعة رولكس أويستر، التي صدرت عام 1923، خطوة مهمة للغاية في عالم الساعات. كانت أول ساعة مقاومة للماء، عن طريق عزل العناصر الحيوية الأساسية لحركة الساعة بإحكام. ومنذ ذلك الحين، تتمتع العلامة التجارية الشهيرة بتاريخ عريق في ساعات الغوص تحت الماء، حيث أطلقت من بعدها ساعة Submariner في عام 1953. 

جاء ابتكار هام آخر من بانيراي Panerai حيث طورت العلامة التجارية الإيطالية ساعة Radiomir الحاصلة على براءة اختراع، وفي عام 1936 أنشأت "Radiomir Prototype"، مميزة على شكل وسادة، كان من المفترض استخدامه فوق معدات الغوص الأخرى. 

استمرت بانيراي في إنتاج العديد من ساعات Radiomir لمرسى Regia Marina الإيطالي خلال السنين التالية. كما أن ساعة Omega Marine كانت أول ساعة مقاومة للماء صنعت خصيصاً للغواصين. 

ساعة الغوص من أوميغا Omega

ساعة الغوص من Omega Marine
ساعة الغوص من Omega Marine

في الثلاثينيات من القرن الماضي، طورت أوميغا أول ساعة غوص مخصصة للاستخدام التجاري، وهي أوميغا مارين Marine، والتي تستخدم غلافاً خارجياً منزلقاً. وتم اعتماد الساعة كمقاومة للماء حتى عمق 135 متراً في عام 1937.

وفي سنوات ما بعد الحرب، أصبح الغوص ظاهرة ثقافية بفضل اختراع جهاز التنفس تحت الماء عام 1942 بالإضافة إلى الاستكشاف تحت الماء الذي حظي بدعاية واسعة لمخترعه جاك كوستو، وأصدرت أوميغا أول ساعة ساماستر Seamaster في عام 1948، ميث أصبحت القراءة المحسّنة ومقاومة الماء من العناصر الأساسية لساعة الغوص، لكن لم يكن أي من الوظائف المصممة خصيصاً لتمييزها كأدوات عملية.

Fifty Fathoms & Submariner: أولى ساعات الغوص الحديثة
صُنعت أولى ساعات الغوص "الحديثة" في عام 1953: فيفتي فاثومز من بلانكبين Blancpain وساب مارينر من رولكس Rolex. كلاهما يضم العديد من عناصر التصميم الرئيسية التي من شأنها أن تكون أساسية لساعة الغوص الحديثة وهي عالية التباين لتحسين الوضوح والرؤية، كما تمنح قراءة جيدة تحت الماء، واتباع الوقت.

ساعة BlancPain Fifty Fathoms

ساعة BlancPain Fifty Fathoms الأولى
ساعة BlancPain Fifty Fathoms الأولى

يرجع اسم The Fifty Fathoms إلى مقياس غوص إنجليزي قديم، يمكن أن يقاوم حوالي 90 متراً تحت الماء، وصممه الكابتن الفرنسي روبرت "بوب" مالوبييه. كان مالوبييه عميلًا سرياً فرنسياً، وعمل مع المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. بعد انتهاء الحرب، أسس فيلق الغطس القتالي للجيش الفرنسي. في هذا الدور، شرع في اختبار الساعات في الأعماق، ولم يتمكن من العثور على أي منها يناسب مطالبه. ثم شرع في تصميم واحدة خاصة به، وطلب من Blancpain، وهي شركة تصنيع ساعات صغيرة في ذلك الوقت، إنتاج ساعته.

وتم إصدار Fifty Fathoms في عام 1953، وهي تضع معياراً لساعات الغوص مع علامات ساعات بأشكال مختلفة لاستخدام أكثر سهولة، وإطاراً دواراً أحادي الاتجاه بمقياس مدته 15 دقيقة وحركة تلقائية. لقد حددت هذه المبادئ الأساسية المعيار منذ ذلك الحين وتم تبني الساعة بسرعة من قبل وحدات الغوص القتالية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك فرق البحرية الأمريكية.

ساعة غوص رولكس Rolex

ساعة غوص رولكس Rolex Submariner
ساعة غوص رولكس Rolex Submariner

الساعة الأكثر شهرة من ساعات الغوص هي ساعة رولكس، فقد عُرضت ساعة Submariner في معرض Baselworld عام 1954. تضمنت الساعة الأولى من رولكس الميناء والإطار باللونين الأبيض والأسود. وكانت الفكرة من وراء التصميم هي إنشاء أداة للغواصين، مع الاحتفاظ بالأناقة الكلاسيكية لساعة اليد، وتم إنشاء أول نموذج أولي لـ Submariner لمغامرة الغوص. 
في سبتمبر 1953، أخذ المغامر أوغست بيكارد غواصة إلى عمق أكثر من 3100 متر مع رولكس مربوط على بدن السفينة لإثبات قدرة رولكس على ذلك. في العام التالي، أصدرت رولكس ساعة Submariner، وهي ساعة لم تحدد فقط منذ أجيال شكل ساعة الغوص ولكن شكل الساعات الرياضية بشكل عام.
مع هذه التجربة في متناول اليد، أطلقت رولكس خط Submariner، الذي أصبح أحد أهم منتجاتها، وكان معلماً مهماً بالنسبة لرولكس لأنه مهد الطريق للشركة لتقود سوق الساعات الرياضية.

ساعة غوص من سيكو Seiko

ساعة غوص من سيكو Seiko
ساعة غوص من سيكو Seiko

أنتجت Seiko أول ساعتها للغواصين، وأول ساعة غوص يابانية على الإطلاق، في عام 1965. وكانت ساعة Diver's الأصلية 150M نتيجة التطوير الذي تم في الأصل لإنتاج ساعات مقاومة للماء لدورة الألعاب الأولمبية اليابانية لعام 1964، والتي كانت Seiko شريك التوقيت الرسمي لها. لقيت الساعة الجديدة استحساناً وأصبحت الساعة الرسمية للبعثة الاستكشافية الثامنة لليابان في القطب الجنوبي في عام 1966، وفي عام 1968 كرست Seiko نفسها حقاً لتصنيع الساعات للغواصين. 

ساعات الغوص اليوم

في ذروة شعبية للغوص كرياضة، وبداية استكشاف الإنسان للمحيطات، كانت ساعة الغوص أداة أساسية.  الآن، قد تكون وظيفتها غير ضرورية إلى حد ما لبعض الناس. ولكن في كلتا الحالتين، في الماضي والحاضر، تحتفظ ساعة الغوص بأهميتها، فهي متعددة الاستخدامات ومصممة بشكل كلاسيكي ومفيد للغاية تحت الضغط.

خلاصة: تاريخ ساعات الغوص، كيف بدأت هذه الفكرة المبدعة وكيف ساعدت الناس على استكشاف والغوص تحت الماء.