مصممة المجوهرات نادين قانصوه لـ "هي": قبل عشر سنوات انطلقت في رحلة مشوقة مع "بلعربي" وسعيدة بالأبواب التي فُتحت لي

تأثّرت بالعيش في أسرة تحمل هوية عربية ووطنية وتترجم ذلك في تصاميم "بلعربي"

 نادين قانصوه وجه من الوجوه الأبرز في دبي على الصعيد الفني والاجتماعي. مصممة المجوهرات والمصورة اللبنانية تحتفل اليوم بالسنة العاشرة على إطلالة دار المجوهرات "بلعربي"، طرحت من خلالها على مدى سنوات تصاميم مبتكرة ترتكز على الحرف العربي، بأسلوب فني سعى الكثير إلى تقليده دون جدوى. قانصوه التي تعاونت مع الكثير من الدور العالمية مثل لويس فويتون وغوتشي، عبّرت لـ "هي" عن رفضها الإفراط في التسويق لنفسها أو لدار "بلعربي" على مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفة عن أهمية عدم كشف تفاصيل حياتها الشخصية أو العائلية على تلك المواقع. معها كان هذا الحوار:

10 سنوات مرّت على تأسيسك دار "بلعربي". ما الذي تغيّر في نادين قانصوه بعد كل هذه السنوات؟

لا  أستطيع تحديد أمر واحد تغيّر بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة، لكن العلامة تطوّرت من الناحية الإبداعية. قبل 10 سنوات، انطلقت في رحلة مشوّقة مع بلعربي، وبفضل جميع التجارب والفرص السابقة التي خضناها في السنوات القليلة الماضية، فُتحت لنا الأبواب أمام الكثير من المشاريع الاستثنائية الأخرى. ونحن في صدد التحضير لمشروع مميّز للعلامة سنكشف عنه قريبا، فتابعوا آخر أخبارنا.

ما أهم حدث طبع فيك طوال هذه السنوات؟

تجلّت الحرب الأهلية اللبنانية دائما في صوري، إذ إنّها أمر عايشته منذ صغري. أمّا بالنسبة إلى علامة "بلعربي"، فقد تأثّرت بالعيش في أسرة تحمل هوية عربية ووطنية، وتترجم ذلك في تصاميم العلامة.

من كان الداعم الأبرز لك خلال السنوات العشر الأخيرة؟

قدّمت لي عائلتي دعما كبيرا لنمو العلامة، لأنني كمصمّمة وأمّ أعاني في إيجاد التوازن بين الاثنين، لكن مساندة عائلتي لي هو الأمر الأهمّ إذ إنّه أمدّني بالدعم اللازم لأطلق العنان لإبداعي وأحقّق حلمي. لولا إيمان الجميع بالعلامة لما تطوّرت في آخر 10 سنوات، وأنا ممتنّة جدا للدعم الذي حظيت به من عائلتي وأصدقائي والفنّانين وغيرهم.

تعاونت مع الكثير من الدور العالمية مثل لويس فويتون وغوتشي وكيلز وغيرها من الدور الأخرى. ماذا تعلّمت من هذه التعاونات؟ وكيف أضافت إلى مسيرتك المهنية؟

إنّه من دواعي سروري أن أتعاون مع علامات إقليمية وعالمية، فذلك يمنحنا نحن المصمّمين آفاقا جديدة ونظرة إلى طريقة عمل العلامات الكبرى، فضلا عن شهرة أوسع على ضوء عملنا على منصة أكبر. أحاول أن أعمل على مشاريع تتناول الفنّ والتصميم من زاوية جديدة ومفيدة، وهكذا حظيت بفرصة العمل مع بعض العلامات الرائعة في المنطقة. كما تعاونت مع بعض العلامات العالمية على مشاريع مميّزة، ومنها "لويس فيتون" و"غوتشي"   و"كيلز" و"كروتشياني". 

أخبرينا عن معرض The Tentations الذي ستفتتحينه قريبا بالتعاون مع المصمم سامر الأمين. ماذا سيتضمّن؟

إنه معرض مشوق جدا، وما زلنا نتكتّم عن التفاصيل حتّى الآن، لكن نأمل أن نراكم في المعرض! تحتفل علامة "بلعربي" من خلاله بمشوارها على مرّ السنوات العشر الأخيرة، عبر التعاون مع سامر الأمين الذي شاركنا هذا المشوار وتابعه عن كثب. إنّه مصمّم يكنّ جلّ الاحترام للعلامة.

بعد "بلعربي"، الكثير من المصممين اعتمدوا الخط العربي مصدر وحي لتصاميمهم ولكن بقيت تصاميم نادين قانصوه الأكثر فرادة وتميّزا. كيف تفسّرين هذا الأمر؟

استوحى الكثير من المصمّمين تصاميمهم من علامة "بلعربي"، وأنا أنظر إلى ذلك على أنّه تقدير جميل للعلامة، لكنّهم لن يصبحوا أبدا سبّاقين في هذا المجال، ولذلك تسبق العلامات المبدعة غيرها من العلامات بخطوة دائما، وستواصل ريادتها في السوق بطرح مفاهيم وتصاميم فريدة يتابعها الآخرون.

نلاحظ أنك ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن بحدود ومن دون مبالغة. هل تفضلين هذه المواقع والتطبيقات؟

نعم، طبعا أنا ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إنّها تشكّل جزءا مهما من تسليط الضوء على علامتي، لكن من المهمّ التنبّه إلى عدد المنشورات على تلك المواقع، من دون الإفراط في التسويق لنفسي أو للعلامة. يهمّني جدا ألا أكشف عن تفاصيل حياتي الشخصية أو العائلية على تلك المواقع. لطالما كنت دقيقة جدا فيما أنشره، وسأبقى كذلك، إذ أرى أنّه يجب وضع حدّ لتشارك التفاصيل الشخصية مع الآخرين. وتبيّن لي أنّه في بعض الحالات يعيش الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي حياة مختلفة كليا عن واقعهم الفعلي.

أنت أم فخورة لشابين وزوجة ومصوّرة ومصممة مجوهرات. هل ستفاجئنا نادين قانصوه بموهبة جديدة في المستقبل القريب؟

أعتزّ بأنني إنسانة تجيد إنجاز مهام متعددة في آن، وتضطلع بأدوار كثيرة في حياتها. فقد أسهم ذلك في تكوين شخصيتي. أستقي الوحي من كل ما أصادفه في حياتي. الفرصة سانحة دائما للتغيرات، وبما أنني خلاقة، يأخذني ذهني دائما إلى أماكن جديدة لذا فلننتظر لنرى ماذا يخبئ المستقبل لنادين قانصوه.

ما مشاريعك المستقبلية؟

لست إنسانة حازمة وصارمة في خططي، وأترك الأبواب مفتوحة دائما على مصراعيها تحسّبا للمغامرات الجديدة. ثمة مشاريع مستقبلية، وستطلق "بلعربي" مجموعة جديدة بالتعاون مع متجر Sauce في غضون بضعة أسابيع.

الاستمرارية لعشر سنوات أمر مشرف، فهي عشر سنوات من الكدّ والتعب ومن العمل بحب وشغف، وهذا إنجاز يستحق أن نحتفل به! فنحن لا نحتفي بإنجازاتنا والترويج للغتنا وثقافتنا فحسب، بل نحتفي أيضا باعتزازنا بالوطن. لقد كان مشوارنا حافلا طوال عشر سنوات رائعة.