متحف اللوفر...تاريخ أممي ينبض في قلب باريس

قصة اللوفر هي قصة القـلعة التي تحولت إلى قصر لملوك فرنسا حتى الثوره الفرنسية، ثم تحول بدوره إلى متحف سنة 1793. ويعتبر المتحف اليوم من أجمل متاحف العالم ويزوره سنويا أكثر من 8 ملايين زائر.

مسيرة تاريخية حافلة

يعود أصل اللوفر الرابض على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس،إلى العام 1200 م حيث قام فيليب بتشييد حصنه على ضفاف نهر السين، ثم بات المقر الرسمي لإقامة الملك تشالز الخامس. وقد انطلقت فكرة متحف اللوفر يوم بدأ الملك فرانسوالأول بجمع مختارات فنية جديدة مكونة من اثنتي عشر لوحة ثم تابع هنري الثاني و كاثرين دو ميديسي عملية إثراء المجموعة بأعمال مميزة كما فعل الكثير من الحكام غيرهم .

و عندما توفى لويس الرابع عشر في العام 1715 م كانت حصيلة المجموعة قد وصلت إلى 2500 قطعة و تحفة فنية ، ظلت هذه المجموعة خاصة لمتعة البلاط الملكي الحاكم فقط ،

و ذلك حتى قيام الثورة الفرنسية عام 1789 م ، أدرك لويس السادس عشر أهمية تحويل القصر إلى متحف العام 1793 م .

سنة 1984 م بوشرت أعمال توسعة المتحف وأستمر العمل فيه حتى بداية سنة 1998 م ، ليأخذ شكله النهائي الذي هو عليه الآن .

قطع فنية نادرة

يقسم  متحف اللوفر إلى أجزاء عدة حسب نوع الفن وتاريخه. ويبلغ مجموع طول قاعاته نحو 13 كيلومتراً، تحوي على أكثر من مليون قطعة فنية سواء كانت لوحة زيتية أو تمثالاً. ويتواجد فيه مجموعة رائعة من الآثار الإغريقية والرومانية والمصرية ومن حضارة بلاد الرافدين العريقة البالغة عددها 5664 قطعة أثرية، ناهيك عن لوحات وتماثيل يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

روائع الفنانين العالميين

يدخل الزائر إلى متحف اللوفر من خلال هرم زجاجي ضخم تم افتتاحه في عام 1989م، وأهم أقسام المتحف القاعة الكبرى التي شيدها كاترين دي ميديشي، في القرن السابع عشر، وتحتوي على العشرات من اللوحات النادرة لعباقرة الرسامين، تتصدرها تحفة ليوناردو دا فينشي الموناليزا الشهيرة التي رسمها عام 1503م. وأيضا من روائع لوحات القاعة وجه فرانسيس الأول للرسام تيتان.

البيليجورا..شبح اللوفر

وإلى يمين القاعة الكبرى، هناك قاعة ضيقة يعرض فيها بعض لوحات الرسام الفرنسي تولوتريك الذي اقترن اسمه بمقهى المولان روج. وفي قاعة أخرى من المتحف ،يمكن مشاهدة لوحة زيتية شهيرة هي لوحة تتويج نابليون الأول للرسام دافيد. ويحتوي المتحف أيضاً على تمثال البيليجورا، وهو الذي استخدم في فيلم (البيليجورا شبح اللوفر). وكما يحتوي المتحف على العديد من الأثار الشرق أوسطية والتي قام الأوروبيون بسرقتها خلال حملاتهم الصليبية والاستعمارية على مدار القرون حيث يتم عرضها حالياً في المعرض. وقد كتب عن هذا المتحف العديد من الروايات المشوقة، من أهمها رواية (شيفرة دا فينشي) للكاتب العالمي دان براون.