ماكسيما ملكة لا تعرف القيود

إعداد: عمرو رضا عندما اكد ملك وملكة هولندا الشابان فيليم الكسندر وماكسيما قبل اسبوعين من تنصيبهما على العرش، انهما يريدان الابتعاد قليلا عن البروتوكول وان يكونا قريبين من الناس، والتوفيق بين التقليد ومتطلبات القرن الحادي العشرين، ظن البعض أن القيود الملكية ستمنعهما. لكن "الساحرة" ماكيما تثبت يوما بعد يوم صدقهما، فمع كل ظهور لها منذ ان حملت لقب جلالة الملكة يشعر الشعب الهولندي بالكثير من النضج والعاطفة والفكاهة والجرأة. الاختبار الحقيقي الذي واجه الملكة ماكسيما أصغر ملكات أوروبا، منذ يوم تنصيبها الأول هو كيف يمكنها الاحتفاظ بشخصيتها الجريئة والمتواضعة والأنيقة، وفي الوقت نفسه القيام بكل واجباتها الملكية. وقد عبرته بنجاح بعدما حافظت على تواضعها الى حد أنها تخلت عن موكبها الملكي كله وذهبت الى حفل افتتاح حديقة تحمل اسمها بضاحية "أوتريخت"، مستقلة دراجة هوائية. كما دفعت "جلالة الملك" الى جولة للتنزه وسط عامة الشعب لاجراء حوارات عفوية مع البسطاء. وفي الوقت نفسه حرصت الملكة ماكسيما على أداء واجباتها الاجتماعية الرسمية على طريقتها الخاصة فعندما شاركت في الاحتفال بالعيد الـ150 لمستشفى صوفيا للأطفال في روتردام، تجولت داخل المستشفى والتقت بالعديد من الأطفال، فضلاً عن المسؤولين عن إدارة هذا المرفق الصحي برداء باللون الأحمر الزاهى في مخالفة واضحة لبروتوكول الأزياء الملكية الرسمية. ورغم أن الانتقادات طالتها الا أنها تجاهلت كل المنتقدين ووصفت حديثهم عن ضرورة الاحتفاظ "بالقيود الملكية" بالهراء. وواصلت رحلتها نحو "قلوب الشعب الهولندي" العاشق لابتسامتها التلقائية، وأناقتها الخاصة، وهدوئها الشديد، وحرصت على تكثيف زياراتها الداعمة لحقوق الأطفال والمرضى الى جانب الحفاظ على صورتها كزوجة وأماً من الطراز الأول بحرصها على رعاية بناتها الثلاث ولية العهد كاترينا أماليا، والكسيا، وآرين، إضافة إلى اضطلاعها بعدد من المهام الدولية التي عهدت بها إليها الأمم المتحدة. ومن أهمها مهمة مبعوث الأمم المتحدة للتمويل الشامل لعام 2009 المعنية بدراسة وتقديم قروض للمشاريع الصغيرة للشباب بالدول النامية، وهي المهمة التي عهد إليها بها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، اعتماداً على خبرتها المصرفية السابقة. كما لا زالت تعلن حرصها على تعليم بناتها الثقافة اللاتينية ولغة بلدها الأم الأرجنتين. ودائماً تردد "لا أستطيع التخلي عن أصولي اللاتينية، أحب الموسيقى، الشعر ورقص السامبا وهذا لا يتعارض مع رغبتي المتزايدة في الاندماج مع وطني الحالي هولندا".