لين العظام عند الأطفال: أوله نقص في الكالسيوم والشفاء بالدواء والصبر

هي – أسماء وهبة إنه كغيره من الأطفال باستثناء تأخره في المشي أو حجم رأسه الأكبر من المعتاد. أعراض ترافقها في وقت لاحق كسور متكررة. هل من أسباب وراء هذه العظام سريعة العطب؟ سؤال طرحته "هي" على أخصائي الصحة العامة للطفل والعائلة د. ناصر شحرور. الدكتور شحرور اعتبر أن "العظام هي أنسجة حية تتكون من البروتينات والكالسيوم. ويعد هذا الأخير المكون الأساسي لقوتها وصلابتها، بالتالي فإن قلة تناول الكالسيوم ونقصه يعدان من العوامل الرئيسية المؤثرة في كثافة العظام. ولاسيما أثناء فترة النمو، فتصبح هشة سهلة الكسر. وهذا ما يعرف بـ"لين العظام" الذي غالبا ما يصيب الأطفال. كذلك قد يكون السبب في إصابة الطفل بلين العظام وجود خلل في مستوى أملاح الكالسيوم والفسفور في الدم، ما يقلل قدرة الأمعاء على امتصاصهما، الشيء الذي يعيق بناء العظام، وتحويل الأجزاء الغضروفية اللينة منها إلى أجزاء عظمية صلبة. وثمة أسباب أخرى منها حدوث خلل في وظيفة فيتامين d أو قدرة الجسم على تصنيعه. إضافة إلى أمراض الكبد أو الكلى المزمنة، وحالات الإسهال المتكررة، واستخدام بعض الأدوية لفترات طويلة." ما هي الأعراض المصاحبة لمثل هذا المرض؟ وهل يتم التشخيص بناءً على ظهور هذه الأعراض فقط أم يمكن اكتشافه قبل ذلك؟ أحيانا تقتصر الأعراض على شكوى من ألم في الظهر. تترافق وتغيرات ظاهرة في العظام والفقرات، والتي يمكن مشاهدتها عبر الفحوص الإشعاعية. لكن يمكن تحديد أهم أعراض المرض كما يلي: أولا ارتخاء المناطق المجاورة لمفاصل الجمجمة، مع ازدياد حجم الرأس، وبروز الجبهة، وتغير شكلها الدائري، وتأخر أو عدم ظهور الأسنان. ثانيا ظهور نتوءات في أطراف أضلاع الصدر في منطقة اتصالها بعظمة القفص الصدري، مع بروز عظام الصدر إلى الأمام وتقعر الجزء السفلي للإضلاع على امتداد جدار الصدر. ثالثا تعرض العمود الفقري لإنحناءات جانبية أو أمامية غير طبيعية. رابعا تأخر نمو عظام الحوض. خامسا تضخم نهايات عظام الأطراف حول الرسغ والكاحل، مع وجود انحناءات في عظام الأطراف الطويلة التي تظهر بشكل أوضح في تقوس السيقان أو تلامس الركبتين، ما يؤدي إلى تشوهات في العمود الفقري والأطراف السفلية وقصر القامة. سادسا تعرض أربطة المفاصل للإرتخاء. سابعا تأخر النمو العضلي لدى الطفل، فيتأخر في الحبو، الجلوس، الوقوف، والمشي. كما يؤدي نقص أملاح الكالسيوم إلى تقلصات عضلية وحالات تشنج متكررة. وقد تظهر أعراض أخرى نتيجة سوء التغذية تصاحب المرض، كفقر الدم أو أمراض نقص الفيتامينات أو المواد الغذائية الأخرى. يقال أن لين العظام هو مرض وراثي. هل هذا صحيح؟ من المتعارف عليه بين أطباء العظام أن 75% من أسباب الإصابة بمرض لين العظام وراثية. وقد أثبتت الدراسات أن إصابة شخص قريب في العائلة ولاسيما الأخت أو الأم أو الجدة تزيد من احتمال التعرض للإصابة بشكل كبير. هل من علاجات خاصة بالأدوية أم أن المسألة تقوم على الفيتامنيات؟ يمكن اكتشاف المرض الآن بسهولة عن طريق إجراء بعض التحاليل قبل ظهور الأعراض على الطفل. لكن إذا حدثت الإصابة يجب على الطفل المريض تفهم مرضه، فيخضع مع العلاج الدوائي لعلاج نفسي يساعده على التأقلم مع المرض. وعادة ما يكون العلاج بأخذ كمية من الكالسيوم تتراوح بين 1000-1500 ملغرام علاوة على الإكثار من تناول الحليب ومشتاقته. كما أن الفاكهة الطازجة لها أهمية كبيرة. ومن المهم الحصول على فيتامين d بما لا يقل عن 400 وحدة كل يوم. أصبح العلاج الآن بسيطا. لكنه قد يستغرق أشهرا عدة في الحالات الشديدة، ما يتطلب صبرا من الوالدين. ماذا عن طرق الوقاية من هذا المرض؟ تبدأ الإجراءات الوقائية بالغذاء المتكامل للأم منذ الحمل. لا بل قبل الحمل وقبل الزواج أيضا. كما ننصح المرأة خلال الحمل بتناول الفيتامينات، خصوصا في الأشهر الأخيرة تحت إشراف الطبيب. وتشكل الرضاعة الطبيعية الوقاية الأهم للطفل الرضيع من الإصابة بمرض لين العظام. كذلك من المهم منح الأم مسافة زمينة معقولة بين الحمل والآخر لا تقل عن سنتين. ما هي النصائح التي تقدمها للأم لوقاية طفلها من مرض لين العظام؟ أولا: تعريض الطفل لأشعة الشمس المباشرة على فترات متكررة في بداية النهار أو نهايته. ثانيا: عدم الإفراط في تناول الأغذية الغنية بالبروتين والدهون، لأن ذلك يزيد من إفراز مادة الكالسيوم في البول، مع تقليل تناول الملح والأغذية المملحة التي تساعد على طرد الكالسيوم من الجسم. ثالثا: ممارسة الطفل للرياضة وأقلها كلفة المشي.