لويس فويتون - ولادة الرفاهية العصرية THE BIRTH OF MODERN LUXURY

  لقد صارت دار "لويس فويتون" التي ابتكرت حقيبة السفر العصرية الأولى في العام 1854 اليوم علامة مرجعية عالمية للرفاهية والترف. ويوضح هذا الكتاب، باستخدام دلائل وصور تبلغ نحو 800 رسم وشهادة حية، الانطلاقة المثيرة لماركة الرفاهية الرائدة عالميا. يغوص الكتاب في التاريخ الأسطوري للدار الذي يزيد عمره على 150 عاما. ويبحث في تفاصيل تطور الشركة التي لم تكن تواكب العصر فحسب، وإنما كانت سابقة له. صمم لويس فويتون، مؤسس الدار، في منتصف القرن التاسع عشر صندوقا جديدا تميز بالأناقة وخفة في الوزن مع طابع عملي، وإطار مسطح من خشب الحور المغلف بقماش الكانفاس المقاوم للماء. وكان مناسبا إلى حد بعيد مع مستلزمات السفر الجديدة لتلك الحقبة من الزمن، وهو ما جعل منه ثورة لذلك العصر ألغت كل ما سبقها وحققت نجاحا فوريا. وغدت نخبة من شخصيات المجتمع تكتشف فن السفر الجديد اقتداء بالإمبراطورة الفرنسية أوجيني وغيرها من أفراد العائلة المالكة، ورؤساء الدول، والمكتشفين، والفنانين، والرواد. وظهر مونوغرام لويس فويتون على متن البواخر العابرة للمحيطات وفي أفخم الفنادق حول العالم. مع لويس فويتون، وانبعثت في السفر روح جديدة. أسست دار "لويس فويتون" في باريس في العام 1854، وأحاطت نفسها بهالة من الرقي والفخامة منذ ذلك الحين، وغدت مرادفا لفن السفر الفاخر. ومع وصول المدير الفني مارك جايكوبس في العام 1997، توسعت الدار كماركة قائمة بذاتها، وأصبحت تشمل الألبسة الجاهزة، والأحذية، والإكسسوارات، والساعات، والمجوهرات. لويس ص 10 أبصر لويس فويتون النور في أنشاي (منطقة الجورا الفرنسية) Anchay-Jura, France)) عام 1821؛ وغادرها في العام 1835 متجها نحو العاصمة مشيا على الأقدام. وعمل بعد سنتين متدربا في مشغل السيد "ماريشال"، المتخصص في صناعة صناديق السفر وتغليف الأمتعة في العام 1854، ومع بداية فترة النمو والازدهار بظهور الطاقة وانطلاقة الثورة الصناعية والتكنولوجية والتجارية، افتتح لويس مشغله الخاص لصناعة الصناديق وتغليف أمتعة المسافرين في شارع نوف دي كابوسين – رقم 4 (الذي أعيدت تسميته بشارع رو دي كابوسين عام 1881). وابتكر لويس الصندوق المسطح، الذي اعتبر صندوق السفر الأول في العصر الحديث. غلفت بنيته من خشب الحور بقماش كانفا غاية في الأناقة سمي "بالتريانون الرمادي". عرف الصندوق نجاحا باهرا ما لبث أن أدى إلى انتشار نسخ مقلدة له، فبدأ لويس في العام 1872 يعرض على زبائنه قماش الكانفاس المخطط. ومنذ ذلك الحين، ارتبط معنى السفر بالرفاهية، ليمثل الصندوق قمة الإبداع وعراقة الماركة الفاخرة. جورج ص 94 ثم حل جورج الابن محل والده لويس مؤسس الدار، وافتتح متجرا في وسط لندن في العام 1885. وبعد خمس سنوات قام بإضافة تعديلات وتحسينات على قفل حقيبة السفر. وقام بعرض قماش الكانفاس الذي كان قد ابتكره والده بنقش الدامي في 1888 في معرض باريس العالمي. في العام 1896 قام بخطوة جريئة جدا وتغيير جذري من حيث النقش الغرافيكي للكانفاس بإدخال الحرفين الأولين من اسم والده. راح الناس يكتشفون فن السفر بفضل حقائب الدار. وفي العشرينيات من القرن العشرين، حولت حقيبة "كيبال" معنى السفر إلى فن للعيش. غاستون لويس ص 198 وتولى غاستون لويس فويتون من الجيل الثالث إدارة الدار إلى جانب والده الذي توفي في العام 1936. سعى غاستون إلى البحث والفضول وتطوير مجموعاته بحس من الجمال والهندسة المعمارية والتصميم. ابتكر واجهات للمتاجر، وصمم موديلات قديمة، وقام بتحسين المنتجات على الصعيد العملي والجمالي، وذلك بالاعتماد على أشياء من الماضي مع التوجه نحو الأبحاث الفنية العصرية، والابتكارات المرافقة لصناعة الصناديق والمنتجات الأخرى، بما فيها العلب، والزجاجات، وحقائب أدوات التجميل، وما إلى ذلك. إعادة الإطلاق ص 278 بعد الحرب العالمية الثانية، توسعت شبكة أعمال دار "لويس فويتون" من حول العالم، وافتتحت متاجر لها. وأدى إنشاء شبكة توزيع حصرية بالدار إلى انطلاق فترة ازدهارها القوي والانخراط في تطوير التصميم الداخلي للمتاجر والمنتجات والخدمات المتوافرة فيها. وتمسكا بمبدئها قررت الدار المساهمة بكأس لويس فيتون في "كأس أمريكا" أكثر مسابقات اليخوت رفاهية على مستوى العالم، لتحول كأس لويس فويتون إلى خطوة أساسية في هذه المسابقة. وفي العام 1987 اندمجت دار لويس فويتون مع مجموعة "مويت هينيسي" Moët Hennessy لتكوين LVMH أول مجموعة دولية للماركات الفاخرة. الرائدة عالميا ص 298 وفي بداية القرن العشرين أصبحت لويس فويتون ماركة تجارية عالمية قائمة بذاتها عبر العالم، وتوسعت قائمة منتجاتها، وتم إحياء تشكيلات موجودة أصلا مع ابتكار موديلات جديدة، وإطلاق تشكيلة "تايغا" للرجل الكلاسيكي الأنيق. وبعد عام 1996 دخلت الدار عالم الموضة بوصول مارك جايكوبس، وتوسعت الماركة لتشمل الملابس الجاهزة للرجال والنساء والأحذية والساعات والمجوهرات. وفي عام 2004 احتفلت "لويس فويتون" بالذكرى المئة والخمسين على تأسيسها. وعندما اكتشف آلاف الضيوف في نيويورك وهونغ كونغ وطوكيو عراقة الدار التي حددت معنى الموضة؛ عمل القيمون على "لويس فويتون" على إعادة تجديد المشغلين التقليديين للدار في كل من "أسنيير" Asnières و"شانزيليزيه" Champs-Elysées، وافتتاحهما في 2005. الدراية ص 368 استمرت الدار في تنمية وتطوير مهارة وبراعة صناعييها في ما يخص مستلزمات السفر، وكل ما يتعلق بحقائب السفر شاملة العلب والحقائب والصناديق الخاصة بأدوات التجميل، الأكمام، القمصان، المجوهرات، مكتبة متنقلة، أجهزة الكمبيوتر، حقائب للملابس الجاهزة. وتطورت خبرات الخياطين وصانعي الأحذية والساعات والمجوهرات والعطور، واستمروا في تطبيق مبادئ الدار تحت إشراف باتريك لويس فويتون الذي يمثل الجيل الخامس لأسرة فويتون. الموضة والأزياء ص 410 ومنذ وصول مارك جايكوبس في العام 1997 إلى مركز الإدارة الإبداعية؛ ابتكرت "لويس فويتون" الرفاهية العصرية؛ مثل "رفاهية البوب". وصارت "لويس فويتون" الآن تمثل الجرأة والقوة والثورة على التقاليد، مستمدة مصادرها من التراث العريق للدار؛ وأثارت جدلا حول جذورها المحافظة. الإعلانات ص 462 لم تتوقف الدار عن التطور؛ فمن بعث "روح السفر" إلى إطلاق الملابس الجاهزة والأحذية. الأناقة، والنخبوية الفاخرة والجرأة كلها تعد عناصر تميز الدار التي استمرت بطابعها الحصري التقليدي المنفرد. وقد نشأت أسطورة الدار طيلة عقد من الزمن على الحملات الإعلانية المرتبطة بمبدأ "روح السفر". وفي التسعينيات احتاجت الدار إلى التقرب من الزبائن بهوية جريئة تعزز استراتيجيتها كماركة خاصة للرفاهية والأزياء والمنتجات الفاخرة. في العام 1996 تحددت الهوية الجريئة للدار مع مئوية المونوغرام. في العام 2008 رسخت الدار مرة أخرى جذورها في عالم الأناقة والنخبوية التقليدية الثابتة بواسطة حملة إعلانية صورتها "آني ليبوفيتز" Annie Leibovitz. الهندسة المعمارية ص 494 على مر السنوات العشر الماضية تحولت متاجر لويس فويتون إلى منتديات هندسية حقيقية تجمع بين الطابع التجاري والفني والثقافي، في مختلف أرجاء العالم. واستطاعت الهوية البصرية للماركة التجارية أن تجذب أنظار الجميع، واتسمت على الرغم من عالميتها بتمسكها بجغرافيتها وتقاليدها المحلية. مع بداية العام 2012 أصبح لدى "لويس فويتون" أكثر من 460 متجرا حول العالم. الثقافة ص 518 يشكل كل من الفن والثقافة والأدب جزء لا يتجزأ من مشهد "لويس فويتون". كما يعد الكثير من الفنانين والممثلين والكبار الشخصيات زبائن لدى لويس فويتون. أدخل مارك جايكوبس عند وصوله تطورا إيجابيا، ودعا العديد من الفنانين ليتركوا بصماتهم على كانفاس المونوغرام. واليوم صار فن لويس فويتون ظاهرا للعيان بمعارض مفتوحة أمام الجميع في العديد من العواصم العالمية. ويعد هذا الكتاب أيضا جزءا من موروث الدار. تعد منشورات لويس فويتون الوريث الشرعي لثقافة الدار، واضعة لمستها الخاصة على الأعمال الأدبية بكافة أنواع مطبوعاتها على مدى 15 عاما.