حوار خاص بـ "هي" مع المصممة العالمية Tory Burch

حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
 
Tory Burch ليست مصممة أزياء شهيرة فقط، بل سيدة أعمال ناجحة، وصاحبة مبادرات إنسانية وخيرية كثيرة، ومن أهم المناصرات والداعمات للمرأة، والمعروف أن تصاميها تتمتع بـ "أسلوب وإحساس شخصي"، وهو ما يجعل من علامتها التجارية مميزة ومختلفة عن غيرها، وكانت توري قد تخصصت في دراستها الجامعية في تاريخ الفن، ولكنها كانت مهتمة بالأزياء أيضا. وقبل تخرجها بنحو أسبوع من الجامعة، أجرت مقابلة مع المصمم زوران،  الذي قال لها: "يمكنك الحصول على وظيفة غدا". فانتقلت بعد أيامٍ قليلة إلى العيش في نيويورك، وبدأت العمل في هذا المجال منذ ذلك الحين.
 
صنفتك مجلة فوربس في المرتبة الخامسة لأكثر النساء سلطةً وقوة في تغيير العالم من خلال العمل الإنساني وحب البشر. هل لك أن تلخصي بالكلمات بعض الدروس للنساء اللواتي يرغبن في اتباع خطاك؟
يجب أن يكون لديكِ فكرة فريدة من نوعها، وتكوني على استعداد للعمل بجد لكي تتحقق. النجاح لا يأتي بسهولة. تعلمت أيضا أنه إذا كنت تريدين أن تدفعي نفسك نحو النمو، يجب أن تكوني مستعدة للتخلي عن راحتك، وعلى استعداد لتحمل المخاطر.
 
ورد اسمك في مجلة فوربس من بين النساء القويات صاحبات المليارات لعام 2014، تمكنت من بناء كل هذا النجاح في فترة تسع سنوات، هل يمكن أن تخبرينا عن السر وراء ذلك؟
لا يوجد حقا أي سر، تأسيس شركة يأخذ الكثير من الوقت والجهد والعمل الشاق.. أركز على ابتكار أزياء جميلة سهلة الملبس ولا تكلف ثروة، وأنا مسرورة بأن صدى علامتي التجارية والأسلوب الكلاسيكي الذي أحبه، وصل إلى النساء في جميع أنحاء العالم.
 
ولدي أيضا فريق رائع لولا مساعدتهم لما استطعت الوصول إلى ما أنا عليه. 
 
ما رأيك في سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج؟ هل هناك من نصيحة؟
أعتقد أن وجود سيدات أعمال في كل مكان هو استثمار كبير. نجاح أعمالهن ينعكس نجاحا واستفادة لأسرهن ومجتمعاتهن واقتصادهن المحلي. ونصيحتي لسيدات الأعمال ولكل من يريد الوصول إلى النجاح أن تكون لديهم فكرة فريدة من نوعها، وأن يكونوا متحمسين تجاهها، عليهم أن يكونوا محاطين بفريق مدهش، وعلى استعداد للعمل بجد كبير.
 
ما الذي يميز مجموعة خريف 2015؟
لمجموعة خريف 2015، فكرنا في مراكش ولقائها مع تشيلسي، وتلك الفترة البوهيمية في لندن في أواخر الستينيات، كان هناك شعور بالحرية ولكن بأناقة وغرابة في الوقت نفسه.
 
هل لك أن تخبرينا عن تجربتك الشخصية أثناء تلك الرحلات؟ أي تجربة محددة لا تنسى في تلك الأماكن؟
شكلت الهند والمغرب والمكسيك مصادر إلهام رائعة لي على مر السنين. قضى والدَيّ شهر عسلهما في المغرب، لذلك لدي عاطفة خاصة تجاهها، وكلما زرتها دهشت أكثر من جمال التاريخ، الهندسة المعمارية، المنسوجات والتوابل، وأهم من ذلك كله الشعب. 
 
الهند أيضا مميزة جدا. أول الأشياء التي تلاحظها هناك هي الألوان التي تبدو حيوية أكثر مما يمكنك تصوره. ثم ترى التطريز، الزخرفة، الطباعات والمنسوجات. 
 
في رحلتي الأخيرة، كنت محظوظة، لأنني التقيت بحرفيين محليين استثنائيين يستخدمون تقنيات الطباعة التي كانت موجودة منذ قرون. 
 
أما بالنسبة للمكسيك، فأحب التنوع الموجود فيها من الآثار القديمة إلى مدن الفنانين. في الآونة الأخيرة، ذهبت إلى تولوم وريفييرا مايا، وهناك شعر أولادي كأنهم في الجنة، خصوصا عند ممارستهم التزلج الهوائي، والصيد والغوص.
 
كيف تقيمين وجودك الواسع في الشرق الأوسط؟ وهل تفكرين في ابتكار تصاميم خاصة للسيدات في هذه المنطقة؟
المرأة في الشرق الأوسط أنيقة جدا، فإنها تتبادل معنا حبنا للألوان والطباعة والزينة. أنا مسرورة بأنها تبنت وأحبت مجموعاتنا. من خلال متاجرنا في دبي، البحرين، الكويت، الدوحة، بيروت، جدة، أبوظبي وأذربيجان، وأنا أرى قدرا كبيرا من إمكانيات النمو في المنطقة.
 
لقد جعلنا تشكيلاتنا ومجموعاتنا تتكيف مع المنطقة على أساس الاختلافات الدقيقة والعادات المحلية فيها، ونخطط لتقديم بعض التصاميم الحصرية لهذا السوق. لدينا صندل بحزام متقاطع يزينه مشبك "T" ضخم، إضافة إلى مجموعة من العباءات الجميلة caftans.
 
بوصفك أما، كيف يمكنك تحقيق التوازن بين حياتك العائلية وجدول أعمالك المزدحم؟
تحقيق التوازن بين العمل والأسرة من أكبر التحديات التي أواجهها. لكنني وجدت وسيلة لحسن إدارتها من خلال تحديد الأولويات، مع التركيز على إدارة الوقت ووضع الحدود. أولادي الثلاثة يأتون دائما في المقام الأول مهما كان الوضع. إن لم أكن أما جيدة فلن أكون رئيسة تنفيذية لشركة ناجحة.
 
بعيدا عن الأعمال التجارية، كيف تديرين حياتك الخاصة من الاعتناء بنفسك، وجمالك، وصحتك وعائلتك؟
لقد كنت دائما نشيطة، وهو ما يساعد عندما تكونين أما لثلاثة صبيان، أمارس الرياضة الصباحية معظم الأيام، وألعب كرة المضرب كلما كان ذلك ممكنا. بالنسبة لي، الرياضة هي المفتاح للشعور الرائع والظهور بأفضل حلة. كما أنني أعتني ببشرتي عبر وضع كريم واقٍ من الشمس وآخر مرطب، إضافة إلى الإكثار من شرب الماء.
 
كيف تحبين أن تقضي وقت فراغك؟
أحب السفر والذهاب إلى المتاحف والمعارض والحفلات الموسيقية، ولعب التنس، وأهم من ذلك كله قضاء الوقت مع عائلتي.
 
مؤسسة توري بورش تقوم على تمكين المرأة في البلاد وتعزيز حياتها الاقتصادية من خلال الدعم وليس الإحسان، هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن هذه المؤسسة؟
المسؤولية الاجتماعية كانت جزءا من خطة عملنا منذ اليوم الأول. من هذا المنطلق، أسسنا مؤسسة توري بورش عام 2009 لدعم وتمكين المرأة اقتصاديا، وخصوصا سيدات الأعمال وعائلاتهن في الولايات المتحدة من خلال الحصول على رأس المال، والتوجيه، وفرص التواصل وعلم المبادرة. نأمل أن نتوسع عالميا في المستقبل القريب.