لقاء خاص مع نورة العمير أول دكتورة طب شرعي في الكويت

الكويت: خاص بـ"هي"
 
عندما تصمم المرأة على أن تكون شيئا مميزا ومختلفا فهي تستطيع لأنها تتسلح بالإصرار والعلم والمعرفة، وبذلك تسطر اسمها في مجال قد يبدو للوهلة الأولى صعبا عليها ولا يناسبها، لكنها تنجح وتصبح علامة فارقة، بل نموذجا يحتذى به وبنجاحه، وهذا ما سعت إليه وحققته ضيفتنا الدكتورة نورة العمير، لتكون 
 
أول فتاة كويتية تحصل على شهادة الدكتوراه في مجال الطب الشرعي، وتعمل طبيبة شرعية في الأدلة الجنائية في الكويت.
 
في البداية ألم تخافي أو تترددي في العمل؟
في البداية كان الأمر صعبا، لكوني أرى وفيات وأحيانا تكون هناك حالات مشوهة، إلا أنني تجاوزت ذلك تماما، لأنني أقوم بعمل إنساني، فلولا إدارتنا وعملنا لما وصلنا إلى الحقيقة ومنحنا المتوفى حقه، وأنا أتعاطف مع الأموات أكثر من الأحياء، لأن المتوفى لا حول له ولا قوة، ولا يستطيع البوح أو الكلام لأخذ حقه.
 
ما طبيعة عملكم باعتباركم أطباء في إدارة الطب الشرعي في وزارة الداخلية؟
طبيعة عمل أطباء الطب الشرعي تختلف تماما عن طبيعة عمل أطباء وزارة الصحة من حيث نوعية الحالات، لأن طبيعة عمل أطباء الطب الشرعي يغلب عليها طابع التحقيق والبحث والتحري أكثر من العلاج، خصوصا أننا نتعامل مع حالات جنائية، وبالعلم والخبرة اللذين نمتلكهما نكون الفيصل في الكثير من الحالات، هذا غير جانب التشريح في عملنا.
 
وفي حين يتعامل أطباء وزارة الصحة مع حالات مرضية يقدمون لها العلاج، نتعامل نحن مع جهات التحقيق والنيابة العامة والمحاكم، حيث تحول لنا القضايا والحالات، منها الأحياء والتي تتمثل في اعتداءات الضرب والاعتداءات الجنسية، أو تحديد العمر. ومنها حالات الوفيات سواء كانت حالات وفاة طبيعية أو مفاجئة أو وفيات جنائية وشبه جنائية وحوادث الطرق والمرور. كذلك هناك القضايا المدنية مثل الأخطاء الطبية، وقضايا الأحوال الشخصية، وتحديد نسبة العجز. 
 
ماذا يعني الطب الشرعي؟
الطب الشرعي هو أحد تخصصات الطب البشري، مثله مثل أي تخصص آخر كأمراض النساء والباطنية والجلدية وغيرها، لكنه قد يكون غير معلوم لدى البعض لعدم وجود برنامج في الكويت لهذا التخصص، ومن يرغب في دراسته فإنه يضطر للسفر إلى خارج البلاد، لعدم وجود برنامج محلي يؤهل الأطباء العامين لدخول هذا المجال الذي يختص بدراسة أي ضرر يقع على جسم الإنسان وما يترتب عليه من آثار.
 
ولماذا فضلت هذا التخصص؟
عندما كنت طالبة كنت أرغب في أن أكون طبيبة أطفال، لكن بعد التجربة العملية تبين لي عدم قدرتي على التعامل مع الأطفال المرضى لحبي الكبير لهم، ثم فكرت بأن أصبح طبيبة جلدية، لكن بعد جولتي في "الطب الشرعي" خلال عملنا الميداني في كلية الطب أحببت هذا المجال، فقمت بأداء صلاة الاستخارة، وكذلك استشارة الأسرة وأهل الخبرة والاختصاص، ثم قررت دخول هذا المجال، وأصبحت بذلك أول طبيبة كويتية متخصصة في الطب الشرعي، الذي يعد من التخصصات النادرة.
 
وبدأت مشواري الدراسي الطويل لنحو 13 عاما حتى حصولي على شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبره في اسكتلندا، وقبلها حصلت على شهادة الماجستير من جامعة "دندي" في اسكتلندا أيضا، أما شهادة بكالوريوس الطب، فكانت من كلية الطب في جامعة الكويت.
 
ورسالتي للدكتوراه تمحورت حول "دور التشريح في حالات الوفاة الطبيعية المفاجئة للأشخاص البالغين". 
 
وأنا أعتبر الطب الشرعي عملا إنسانيا بالدرجة الأولى، لأنه يعطي كل ذي حق حقه، وعلى الرغم من صعوبة دراسته فإنني أجد متعة وتحديا في العمل به لإظهار الحقيقة.
 
ما الصفات التي يجب أن تتوافر فيمَنْ يعمل في مجالكم؟
أولا أن يكون محبا لهذا النوع من العمل كي يتحدى كل الصعوبات في دراسته، ولا بد أن يتحلى بقوة عقلية ونفسية للتعامل مع الحالات الصعبة، كما يجب أن يكون لديه الحدس والإحساس بالقضية التي أمامه، وأن يحرص على تطوير نفسه باستمرار، لأن الطب الشرعي كل يوم يطرأ عليه تطور كبير.
 
بعيدا عن التشريح والمشرحة، حدثينا عن الجانب الآخر من شخصيتك، واهتماماتك، وقراءاتك وهواياتك؟
أحب القراءة كثيرا، خاصة في مجال التنمية البشرية والذاتية، وقد حصلت على دورات داخل وخارج الكويت في هذا المجال الذي أعشقه جدا، كما أنني أحب السفر إلى دول متعددة للتعرف إلى حضارات وثقافات أخرى، فقد زرت جميع القارات ما عدا قارة أستراليا، وبالنسبة للرياضة أمارس اليوغا، فهي رياضة العقل والروح معا، وهي تساعدني في التغلب على ضغوط العمل.