لقاء مع نائبة رئيس لجنة مصممات أزياء جدة منى ريحان

توقعت منى ريحان نائبة رئيسة لجنة مصممات الأزياء بغرفة جدة وأول مصممة لانجري في السعودية أن تشهد السنوات الأربع المقبلة طفرة كبيرة في قطاع الأزياء الذي يستوعب استثمارات سعودية بـ 15 مليار ريال، وأكدت أن العمل جارٍ على تأهيل عدد كبير من الفتيات للمشاركة بفاعلية في مشاريع صغيرة ومتوسطة تسهم في تحقيق آمال وطموحات آلاف المتخرجات في أقسام تصميم الأزياء في بعض الكليات والمعاهد. ورفضت في حوارها مع "هي" أن يكون لقب أول مصممة أزياء لانجري الذي اشتهرت به مؤخرا يشعرها بالحرج. وتحدثت عن آمالها وطموحاتها وعن المشاريع المستقبلية لها ولزميلاتها وعن أمور عديدة 
 
في البداية ما قصة أول لجنة لمصممات الأزياء التي ذاع صيتها مؤخرا وجرى اختيارك لتكوني نائبة لرئيستها؟
كانت اللجنة حلما كبيرا بالنسبة لنا نجحنا بعد رحلة كفاح في تحقيقه، فالفكرة لم تكن وليدة اليوم، بل بدأت منذ فترة عندما قررنا تكوين فريق مصممات جدة برئاسة أميمة عزوز، وظللنا نعمل فترة طويلة، وبدأنا في تبني خطة وطنية لتوطين مهنة تصميم الأزياء، وتواصلنا مع المسؤولين عن الغرفة التجارية الصناعية بجدة من أجل إطلاق اللجنة تحت مظلة الغرفة التي ترعى مصالح القطاع الخاص، وبالفعل تم اعتماد اللجنة، وانتخبت أميمة رئيسة لها، وأنا وزميلتي سمر إدريس نائبتين، وضمت اللجنة مجموعة من أبرز المصممات، مثل أمل عنقاوي، وبثينة بلجون، ورنا ريري، وصبيحة أفغاني، ولبنى شعبان، ولطفية مؤمنة، ونوف العبدان، وغيرهن من نخبة المصممات.
 
وهل يستحق مجالكم الذي يضم عددا محدودا من الممارسات لتصميم الأزياء إنشاء لجنة خاصة؟
مخطئ من يتصور أن لجنة مصممات الأزياء أنشأت لخدمة مصالح مصممات الأزياء أو المستثمرات في هذا القطاع فقط، بل هي تسعى لخدمة كل العاملين في هذا المجال، وعددهن لا يستهان به، فضلا عن أن اللجنة هي واجهة وممثل رسمي لمهنة تجد إقبالا واضحا من فتيات سعوديات، وأنشأت أقساما في عدد من الكليات والمعاهد لتصميم الأزياء، نتيجة الحاجة الماسة لتأهيل العاملات في هذا القطاع، إضافة إلى أن الإحصاءات الرسمية تقول إن الاستثمارات السعودية في الأزياء ارتفعت من 13 إلى 15 مليار ريال مؤخرا، وهو ما يؤكد صحة توجهنا وحاجة القطاع الخاص إلى هذه اللجنة.
 
ولماذا لم يتجه مصممو الأزياء الرجال في هذا الاتجاه لإنشاء لجنة لمصممي الأزياء؟
نحن كافحنا سنوات حتى حصلنا على الموافقة لإقامة اللجنة تحت غطاء الغرفة، والفرصة متاحة لزملائنا مصممي الأزياء، فجميعهم أسماء كبيرة غنية عن التعريف، ونحن نرحب بأي كيان يضمهم، لأن ذلك سوف يثري المهنة، وخصوصا أن هدفنا واحد، وهو توطين هذه المهنة، وإزالة كل المعوقات أمام العاملين فيها، وسنكون أسعد الناس بإنشاء مثل هذه اللجنة.
 
هل تشعرين بالخجل من لقب أول مصممة لانجري في السعودية الذي بدأ يلتصق بك؟
التميز في أي عمل أمر رائع يزيد الإنسان فخرا واعتزازا، ولا يمثل أي حرج أو عيب له، وكوني حققت قيمة مضافة في هذا المجال لدرجة جعلت البعض يطلق علي هذا اللقب، فهو أمر يزيدني ثقة في عملي، ويؤكد أنني صاحبة بصمة وأملك اتجاها متميزا لا يشاركني فيه الكثيرون، لكني أستغرب في الوقت نفسه محاولة البعض خلط الأمور، والنظر إلى تصميم أزياء هذه النوعية من الملابس على أنه عيب ودعوة إلى التحرر أو الخروج عن المألوف، وقد لا يعرف البعض أن الخجل هو أكثر السمات في شخصيتي، وشجاعتي في دخول هذا المجال والتميز به لا يتعارضان مع الخجل، ولا ننسى أن المرأة السعودية هي الأقدر على معرفة ذوق المرأة السعودية، وليس معقولا أن يترك للرجال تصميم هذه النوعية من الملابس.
 
وماذا حققت في هذا المجال؟
استطعت الحصول على جائزة أفضل عمل حرفي عبر مشاركتي بأحد البازارات التي أقيمت تحت رعاية الغرفة التجارية الصناعية بجدة ووزارة الثقافة والإعلام، ونقلت إلى أمانة جدة أنها ستكون أول "ماركة سعودية" في أزياء اللانجري من خلال خوضها هذه التجربة، وابتكارها تصميمات جديدة أستطيع من خلالها المحافظة على احتشام المرأة السعودية، وشهادة الأمانة تكفيني.
 
وكيف كانت البداية؟ ومن شجعك على اقتحام المجال؟
مشروعي بدأ بتشجيع من زوجي، وعندما أحسست بالفراغ، أحضر لي من الخارج بعض البضائع لأتمكن من بيعها، وأعطاني رأس مال لأنفذ مشروعي، وعندما وجدت إقبالا كبيرا عليها، صممت بعض القطع بشكل مختلف، خصوصا كماليات الحجاب التي لا يتم إيجادها، وتنقص في أسواقنا، وبدأت التسويق لنفسي من خلال مشاركاتي بالبازارات المختلفة، وخلال مشاركتي بأول بازار وجدت أن الطلب مرتفع على أنواع أحضرت قطعها من أمريكا، وقمت بتصميمها، خصوصا على المقاسات غير الموجودة في الأسواق.
 
وبعد مدة قصيرة أصبح لدي عملاء وكانت شريحة أعمارهن ما بين 35 - 45 عاما، وتعجبهن الموديلات، ولا يجدن المقاس المناسب لهن، لأن المقاسات الأوروبية لا تساعد المرأة العربية على الاختيار، وبدأت بتصميمات خاصة لهن وقصات تناسب المرأة السعودية، وبدأت ألتفت لتصميم مجموعة خاصة بالعرائس.
 
ولماذا اخترت اللانجري دون غيره من الأزياء؟
اختياري لملابس وأزياء اللانجري دون غيرها، كون لها خصوصية أكبر عندما تتعامل في بيعه النساء، والمرأة تتمكن من فهم ما تريده  بكل أريحية، واستطعت أن أوفر لهن ما يطلبنه وأصممه، ولا توجد سيدة سعودية بدأت العمل بهذا المجال، وبدأت بمبلغ 30 ألف ريال، وكنت أشارك في البازارات إلى أن كونت زبائن خاصين، وبعدها أكملت مشواري في المنزل إلى أن تعرفت إلى أمل عنقاوي من خلال مشاركتي في أحد البازارات، فهي تعمل في فساتين الأفراح، فناقشت معي فكرة أن أشاركها في المحل، لأن تصميماتنا تكمل بعضها البعض، وتختص بفئة العرائس، وشاركتها في المحل بعد أن وجدتها فكرة مناسبة لعرض تصميماتي لزيادة الإقبال، واستأجرت لديها جزءا من المحل.
 
أخيرا ما أهم المعوقات التي تواجهك وزميلاتك؟
التوفيق بين العمل والأسرة أهم معوق يواجه أي امرأة عاملة، وبالنسبة لقطاعنا، فهناك آمال وطموحات كبيرة نسعى لتحقيقها وحلها في السنوات الأربع المقبلة، وكما أكدت رئيسة اللجنة الأستاذة أميمة عزوز في أكثر من لقاء إعلامي ستضلع اللجنة بمهام كبيرة تتمثل في توطين الأزياء، وتعزيز قدرات العاملين في القطاع، فهناك عقبات عديدة تواجه العاملات في مجال تصميم الأزياء تتمثل في عدم وجود دار عرض للأزياء لاعتقاد البعض أن ذلك مخالف للقيم والتقاليد، علما أن العروض تكون مقتصرة على النساء فقط وبأزياء محتشمة وساترة، حيث حددنا الهدف والآلية من أجل تحقيق رؤية وطنية بحتة في سعودة العاملين في منتجات الملابس ومستلزماتها، ووضعت اللجنة عدة خطط مستقبلية نأمل أن تجد التأييد والتنفيذ، مثل إنشاء مصانع تدار بأيد نسائية، وإنشاء خط إنتاج لملابس الطالبات في جميع المراحل، ومصنع للجلابيات الشرقية والعباءات <