لقاء خاص مع سيدة الأعمال السعودية نهى اليوسف

تترأس سيدة الأعمال السعودية الشابة نهى اليوسف مجلس إدارة مجموعة شركات إثراء الاستشارية ICG، وهي أيضا مؤسسة هذه المجموعة، ورئيسة لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة. وكانت قد بدأت حياتها العملية من مقاعد الدراسة منذ السنة الثانية بالجامعة، وتدرجت في السلم الوظيفي حتى حصلت في آخر سنة دراسة لها بالجامعة على استثناء لتعيينها أصغر رئيسة تنفيذية لمجموعة شركات بالمملكة. 
 
حدثينا بداية عن مجموعة إثراء، وما الذي تقدمه للمرأة السعودية؟ 
أسست مجموعة شركات إثراء للاستشارات عام 2009م وهي أول مجموعة استشارية متكاملة في مجالها، حيث بدأت بتقديم الاستشارات، وعمل الدراسات في مجال تطوير عمل المرأة السعودية وتنمية المشاريع، واليوم توسعت مجموعة إثراء الاستشارية لتقدم أيضا المبادرات، وابتكار الأفكار وتطوير المشاريع، إضافة إلى الاستشارات في المجالات التالية: الاستراتيجية، الإرشاد المهني، التوظيف، المشاريع الصغيرة، والتسويق. وعملنا مع مجموعة من القطاعات منها: وزارة العمل، صندوق تنمية الموارد البشرية، وزارة التربية والتعليم، مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع، إضافة إلى مجموعة من القطاعات الحكومية والخاصة بالخليج، والتعاون مع أكبر مكاتب الاستشارات العالمية والعمل معها على بعض المشاريع على مستوى السعودية.
 
برأيك، ما مدى حاجة الشباب إلى مواقع مثل موقع CYM الدولي الذي أنشأ من قبلك؟
جاء موقع CYMguide.com الدولي بوصفه إحدى المبادرات التي أطلقتها مجموعة إثراء الاستشارية، وعملت عليها خطوة بخطوة، بعد العديد من الدراسات على الشباب والفتيات على مستوى المملكة، حيث تبين أن 81 في المئة من الشباب والفتيات يعملون في مجالات غير التي تخصصوا فيها من الجامعات أو الكليات، وأن 22 في المئة من الشباب والفتيات ليسوا بحاجة للدراسة الجامعية نظرا لميولهم وقدراتهم الحرفية، وأن 89 في المئة من الشباب والفتيات يختارون تخصصهم ودراستهم الجامعية من دون أي أدوات عملية تساعدهم على حسن الاختيار، من هنا جاءت أهمية موقع CYMguide الذي يوفر الإرشاد الأكاديمي والوظيفي للشباب والفتيات من خلال مجموعة من الاختبارات العملية، والتي عمل عليها نخبة من الخبراء العالميين والمحليين لتوائم بيئة الخليج والسعودية، ويحتوي الموقع أيضا على أكثر من 120 خبيرا في مختلف المجالات، ليساعد الشباب والفتيات خطوة بخطوة على حسن الاختيار لمجال الدراسة والوظيفة، وهو ما يوفر الوقت والجهد للشباب والفتيات، ويساعد في تقليل الهدر في الموارد والوقت وتحقيق الاستدامة المستقبلية للشباب في وظائفهم واستمتاعهم بها.
 
ما الذي تعتبرينه إنجازا في حياتك المهنية؟ وكنت تطمحين إليه؟
ما زال أمامي الكثير لأحققه، وما زال أمامي الكثير من الأحلام والطموحات التي أتمنى أن أحققها للشابات في وطني الغالي، حتى نصل بهن إلى العالمية في مختلف المجالات.
 
من يقف وراء نجاح نهى اليوسف ويدعمها؟
أهلي هم أهم عامل في تحقيق النجاح في حياتي بعد توفيق الله تعالى، فوالدتي هي من صنعتني، وابنتي ليانا هي سعادتي، ومها الإبراهيم هي شريكتي في صناعة مجموعة إثراء وأعز صديقة. 
 
كونك رئيسة للجنة شابات الأعمال السعودية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة برأيك، ما الذي يميز المرأة السعودية؟ وما الامتيازات المتوفرة لها وينبغي استغلالها؟
تعتبر الفترة الحالية للمرأة السعودية بوجه عام، ولشابات الأعمال في السعودية بوجه خاص، فترة ذهبية في ظل دعم وتشجيع القيادة الرشيدة، حيث حظيت مشاركة المرأة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين، حفظهما الله، بدعم في عملية التنمية بشكل كبيرة، حيث اتخذت أجهزة رسم السياسات قرارات تضمنت توجها حقيقيا نحو تفعيل دور المرأة في المجتمع، وزيادة مساهمتها الاقتصادية، فخطة التنمية اليوم شكلت منعطفا بارزا في بذل الجهود لتطوير أوضاع المرأة، وضمان تمكينها من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي كان من أبرزها الدعوة لدعم مشاركة المرأة في الأنشطة التنموية، وفسح المجال أمام مشاركتها في مختلف الأنشطة والأعمال، بما لا يتعارض مع القيم والعادات الأصيلة للمجتمع السعودي.
 
ما الذي تحتاجه المرأة السعودية لتصبح رائدة في مختلف المجالات؟
المرأة في السعودية تمثل نحو 49.1 في المئة من إجمالي الهيكل السكاني السعودي، أي ما يقارب نصف المجتمع، فقد شاركت في العديد من المجالات والأنشطة التي استدعت أن تشارك فيها لتدير ما يتصل بشؤونها، وذلك في أهم مؤسسات الدولة، في مجلس الشورى، وفي المجالس البلدية والغرف، وتواجدت في العديد من المؤسسات المهنية والمدنية، كما كان لها دور استثماري متنوع ومتطور أدى إلى تغير النظرة السابقة عنها، حيث أصبح يُنظر لها على أنها عنصر فعال في المساهمات في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة، فإن هي آمنت بنفسها، وعززت قدراتها بالتعلم المستمر، فسوف يكون لها المكان للمنافسة عالميا باعتبارها رائدة في مختلف المجالات.
 
من خلال مشاركتك في جلسات صناعة القرار لتطوير رأس المال البشري للمرأة في السعودية بوزارة العمل، كيف تقيمين الجهود الحالية في دعم المرأة السعودية؟
ما يبذل من جهود لدعم المرأة أخذ يتنامى ويتنوع بتنوع مساهمات ودور المرأة السعودية في مجالات الاستثمار، فبعد أن اخترقت مجالات جديدة غير تقليدية، وحققت نجاحات عديدة في كثير من المجالات، خرجت مجموعة من القرارات الوزارية لدعم المرأة لتناسب تطلعاتها وقدراتها في العمل في مجالات استثمارية غير التقليدية مثل المدارس، المشاغل النسائية، وطرحت القرارات والدعم بقوة لتشمل قطاعات جديدة تدعم المرأة مثل العقارات والأسهم الصناعية والاستشارات.
 
رسالة توجهينها للشابات السعوديات.
انطلاقا من كلمات ورسالة والدي الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها للشابات السعوديات، والتي أوجهها بدوري لجميع الشابات في وطني العزيز، حيث قال: 
 
"إن المرأة تحمل مسؤولية أكثر من واجب، أن تحافظ على استقرار المجتمع، وأن تسهم في بناء اقتصاد الوطن، وأن تمثل هذا المجتمع والوطن خير تمثيل خارجه وداخله، فتكون الأم الحانية، والمواطنة البانية، والموظفة المجدة، وتكون في الخارج سفيرة وطنها ومجتمعها، ولها في دينها وعقيدتها وقيم مجتمعها أسوة حسنة".