السعودية رها محرق: ما بعد قمة إفرست

هي – لمى الشثري 
 
تثبت المرأة السعودية يوماً بعد يوم بأنها على قدرة تامة لمواجهة التحديات والصعاب مهما كانت؛ وهانحن اليوم من خلال مؤتمر المرأة العربية في القيادة والأعمال  The Arab Women in Leadership and Business Summit الذي أقيم في دبي خلال يومي 22 – 23 سبتمبر نلتقي بشخصيات نسائية رائدة من السعودية والوطن العربي. 
 
اسمها رها حسن محرق أما وصفها فهي شابة سعودية متدفقة بالحياة تعشق الصعاب وتهوى كسر القيود خاصة النمطية منها والمتعلقة بالخيارات المحدودة للأنثى في موطنها الأم. وقد دفعتها هذه الشرارات الثائرة إلى أن تشبع نزعتها لإثبات ذاتها بتسلق قمم جبلية هي الأعلى في العالم مثل كليمنجارو وإفرست! ولكن ماذا بعد ذلك؟ هذا ما تحدثنا عنه في لقائنا مع رها .. 
 
من بين كل المغامرات التي كان يمكن أن تختبريها .. لمَ اخترت تسلّق الجبال خاصة وأنه تحدٍ يعتمد بشكل كبيرعلى القوة البدنية؟ 
 
لطالما كنت فتاة تعشق الرياضة منذ صغري؛ وقد ساعدني هذا الأمر كثيراً حين خضت مغامرة تسلق الجبال. أما لماذا اخترت هذه الرياضة بالذات فلا أعلم حقاً السبب وراء ذلك .. كل ما أعرفه بأني وجدت معارضة من معظم من حولي لمجرد اقتراح تسلق الجبال وقد علمت حينها بأني أريد أن أثبت لنفسي قبل غيري بأني أستطيع أن أحقق ما أريد إن عملت بجهد كليل ومثابرة حقيقية للحصول عليه. ولم أندم أبداً على هذا القرار فقد أحببت التسلق كثيراً وأعتقد أنه لولا اندفاعي لتلك المغامرة الأولى لم أكن لأعلم أبداً أن تسلق الجيال رياضة تشبع الكثير في نفسي خاصة وأنها تتضمن عناصر محببة إلى قلبي مثل الاستكشاف والسفر والنشاط البدني. 
 
نعلم أن تحقيق الأحلام خاصة إذا كانت خارج الإطار التقليدي ليس بالأمر السهل في مجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي .. ما هي النصيحة التي تقدمينها لبنات وطنك من خلال تجربتك؟ 
 
يبدأ الأمر كله بالحوار؛ إذا كان لدى أي فتاة حلم تسعى لهأو هدف تصبو إليه فلا بد أولاً من التعبير عن هذا الحلم والتحاور مع والديها حوله. نشأنا على تربية صارمة تقتضي أن نكتم أصواتنا الفكرية عمن حولنا والخضوع لما تقدمه الحياة لنا وهو أمر يجب تغييره؛ ولا أقصد التغيير بمعنى التمرد على الأهل بل أشير إلى أهمية التواصل بشكل أكبر من خلال طرح الأسئلة والتعبيرعما يختلج في النفس من طموحات وأفكار والأهم أيضاً تطوير الأساليب المقنعة للتعبير عن الدوافع التي تكمن وراء تلك الأحلام.  لا يمكننا الفوز بشكل شيء وهذا أمر واقعي ولكن يمكننا صنع قرارات صائبة وذكية حول الأمور التي لا يمكن التنازل عنها والأمور التي يمكن العيش بدونها. 
 
أخبرينا المزيد عن رها الإنسانة .. ماذا بعد تسلق الجبال و قمة إفرست وكل تلك التحديات البدنية والنفسية؟ 
 
قد لا يعلم الكثير بأني شخصية رومنسية حتى النخاع! فعلى الرغم من هروبي المستمر من القيود المجتمعية أرغب كثيراً بتكوين أسرة وإنشاء عائلة صغيرة وتربية أطفال أشجعهم على خوض غمار الحياة. قد يكون الأمر مختلفاً حين أكون في موضع الأم لا الابنة ولكني سوف أذكر نفسي دائماً بتجربتي وكيف أن رفض والدي لمغامرتي في البداية كان أمراً مؤلماً وصعباً. أعمل حالياً بشكل حر في مجال التصميم الجرافيكي وهو التخصص الذي درسته في الجامعة الأمريكية بالشارقة قبل ممارسة تسلق الجبال. أما الآن وبعد ثلاث سنوات من المغامرات أجد نفسي مرة أخرى في مفترق طرق ولكني على إيمان تام بأني قريباً سوف أرى النور الذي يهديني إلى الطريق الذي خلقت لأجله. 
 
هل لديك أي خطط واضحة فيما يتعلق بمستقبلك المهني؟ 
 
أرغب بأن أساهم بشكل أكبر في المجتمع حيث أقيم حالياً في دبي التي يعلم الجميع بأنها مدينة حاضنة للأعمال الصغيرة والطاقات الشابة. لذا، فالباب مفتوح حقيقة للعديد من الفرص المهنية .. سعيدة أنا بما وصلت إليه حتى الآن خاصة وأني قد أطلقت العنان لكل طاقاتي من خلال تسلق الجبال؛ ولكني حالياً في فترة راحة واستجمام بعد التحدي الجسدي الذي اختبرته خلال السنوات الماضية .. أنوي بعد ذلك دراسة خياراتي لأقرر بمشيئة الله خطوتي القادمة.