الفنانة السورية نادين خوري: السلام الداخلي سر جمالي الدائم

سيدة الشاشة السورية تميزت بحضورها الراقي في غالبية أدوارها، فرضت  احترامها من خلال رقتها ولطفها... نجمة من الطراز الرفيع من نجوم الزمن الجميل أبدعت عبر شخصياتها التي قدمتها عبر مسيرتها الفنية الطويلة وتميزت  بشخصية الأم التي قدمتها بطريقة مختلفة، الفنانة السورية القديرة نادين خوري في لقاء لها مع موقع "هي" سألناها عن آخر أعمالها "ما وراء الوجوه" الذي أنهت تصويره مؤخراً. 
 
وقالت: "شاركت بأكثر من عمل  مع المخرج مروان بركات الذي يعود له الفضل الفضل لأنه يحسن دائماً اختيار النصوص بالدرجة الأولى وكيفية توزيع الأدوار بشكل دقيق. استطيع التكلم عن أهمية "ما وراء الوجوه" فجميع الممثلين والممثلات اعتبرهم كأبنائي وخاصة أن جزء كبير منهم شباب لم أعمل معهم من قبل، وجميل جداً تواجد الجو العائلي ضمن كادر العمل لأنه في حال عدم تواجد التفاهم والتناغم بين الممثلين يصبح من الصعب حينها إيصال الرسالة للمشاهد فمن الضروري تواجد المحبة والود والانسجام والتلاقي كي تصل الرسالة المرجوة من العمل إلى الجمهور.
 
-ما الجديد الذي سيقدمه العمل؟ 
-يتضمن العمل عائلتين لكل عائلة همومها ومشاكلها، عائلتي جيدة وظريفة جداً ولكن ابنتي لديها مشاكل وابني أيضاً وذات الأمر بالنسبة لزوجي ولي، أي لكل فرد من أفراد العائلة مشاكل خاصة به، أهمية العمل تكمن بداية من عنوانه، فالعنوان يفصح عن المضمون، العمل يقدم نموذج عن فئة من الناس تعتمد على المظاهر وتستطيع مخاطبة جميع شرائح المجتمع بأقنعة مختلفة لكن أساسها الداخلي مخفي، وهذه الكذبة التي يعيشونها في الحياة هي عبارة عن وهم نهايته مأساوية معرضة أن تخفيها أي ريح فهذا العمل لا يعتمد على نموذج واحد وإنما نماذج متعددة، أوجه متعددة، أقنعة متعددة، ربما تم مسبقاً التطرق إلى مثل هذا العمل لكن تم تسليط الضوء على جزء بسيط جداً أما هذا العمل يسلط الضوء بجرأة أكبر لتقديم نماذج وأوجه عديدة بمختلف الطرق والوسائل والمصالح بالإضافة إلى جرأة الطرح وجرأة تقديم العمل من خلال السيد مروان بركات ولا نعلم إلى أي درجة نستطيع كممثلين توصيل الشخصية التي نلعبها.
 
-هل هناك أي تقاطع بين  شخصية نادين في العمل  وبين شخصية نادين الحقيقية؟ 
سؤال صعب فأنا لا استطيع المقارنة فأنا لست بموقع استطيع من خلاله أن أقيم نفسي أمام أي شخصية فالمشاهد هو الذي يقيم فأنا لا استطيع الحكم عن مدى قرب أو بعد الشخصية عني.
 
-ما رأيك بتخفيض الأجور بظل الأزمة التي تمر بها سوريا؟ 
 أنا أعتبر أن هذا الأمر استغلال للفنانين و الفنيين الذين أصروا أن يبقوا في البلد ويعملوا رغم كل الظروف الصعبة .
 
- كيف ترين الدراما السورية بظل الأزمة التي تمر بها سوريا؟ 
أثبتت الدراما السورية بأنها دراما قوية ومميزة فبالرغم من كل الظروف الصعبة استطعنا أن نقدم أعمال مميزة ولا ننكر أن هناك أعمال أقل من المستوى ولكن علينا أن لا ننكر الجهد المبذول لهذا العام.
 
 – هل يأخذ الاهتمام بمظهرك  وقتا منك؟
 أنا شخصياً لا يعنيني المظهر الخارجي فأنا اهتم دائماً بالمضمون أما إلى أي درجة يقارن المشاهد بيني وبين الشخصية فأنا لست بهذا الصدد أبداً. 
 
-أجرت إحدى المجلات تحقيقاً صحافياً عن الفنانة التي أبدعت بدور الأم فأجمعت الآراء على حضرتك كيف استقبالك لهذا الأمر؟
شكراً لهم جميعهم فأنا في مثل هذه الحالة أشعر بخجل كبير ولا أستطيع قول أكثر من كلمة شكر لهم فهذه ثقة كبيرة ووجهة نظرهم تحترم، لكني أقول مجدداً أنا دائماً أجد نفسي مقصرة فهناك الكثير من الفنانات الكبيرات لعبوا شخصيات أمهات وأبدعوا جداً بها في تاريخ الدراما السورية وحتى على مستوى الدراما العربية ككل. على الرغم أني منذ أن بدأت بتأدية شخصية أم كنت أمتلك الرغبة بأدائها لأن عالم الأم غني بالنماذج والروح التي تقدم بها كل شخصية أم جميلة جداً، فهي عالم كبير وليست كل أم أم بالمعنى الحقيقي لذلك عندما نقدم شخصية أم كل أم تختلف عن غيرها، فدائماً لدي طموح أن ألعب شخصية أم بطريقة مختلفة عن غيرها فهي دائماً نموذج ودائماً عبرة وقدوة فالأم هي حياتنا ووطننا. 
 
-إلى أي درجة متفائلة بعودة سوريا كما كانت وأفضل؟ 
لدي أمل ومتفائلة بأن تعود سوريا أفضل مما كانت وطبعاً لأن الأم لا تترك أبنائها أبداً فأنا لدي تفاؤل كبير وأنا متمسكة بقوة بأرض هذا الوطن، لهذا السبب لن أغادر أبداً وطني سوريا، الأم الأكبر الأم الحاضنة سوريا، ترابها لا يمكن أن يكون أغلى من أي تراب آخر نهائياً.
 
-نادين أنت كما يقال في المثل الشامي: "متل الحبلاس كل ما كبرت بتحلا ما هو السر"؟
(تضحك) السر في المكياج والشعر والملابس. في النهاية السلام الداخلي مهم جداً و أنا شخصياً متصالحة مع نفي . والجمال الداخلي مرآة  ينعكس على الجمال الخارجي الجمال الداخلي لا استطيع رؤيته ولا أعلم به فالآخرون هم الذين يرونه.
 
- كلمة تفاؤل تقوليها لسوريا؟ 
سوريا ليست بحاجة لكلمة تفاؤل فنحن بألف خير ونشكر الله دائماً، سوريا بألف خير وسوريا ستبقى سوريا لأنها سوريا.
 
- كلمة لموقع هي؟ 
أتشكر هذا الموقع الجميل والأنيق الذي يهتم بنا و بأخبارنا... شكراً لجهودكم.