لقاء مع المصممة السعودية لمياء السديري

لمياء السديري مصممة سعودية ترعرت في لندن، عشقت تصميم الأزياء منذ نعومة أظفارها، وبدعم من عائلتها، قامت بتأسيس دار أزياء خاصة بها حملت اسم Asudari. تعشق السديري مزج النقشات ببعضها البعض، وهي تحرص على انتقاء أقمشة تجمع ما بين عنصر الرقي والعنصر العملي في آن. "هي" التقت المصممة السعودية الصاعدة خلال تواجدها في دبي بمناسبة عرض مجموعتها ضمن فعاليات Fashion Forward، والذي لاقى استحسان نقاد الموضة في المنطقة. 
 
كيف اكتشفت عشقك لتصميم الأزياء؟ 
منذ صغري، وتحديدا في عمر الـ 9 سنوات، علمت أن تصميم الأزياء هو ما أريد أن أقوم به طوال حياتي. لطالما استمتعت بلمس الأشياء مهما كانت، ولا سيما منها الأقمشة، فقد كنت من الأطفال المزعجين الذين يعشقون لمس كل شيء في كل مكان. كما أن أمي تعمل في مجال صناعة الأقمشة، ولذا كنت دائما محاطة بآلات الخياطة، فعلمت أنني أريد أن أخوض هذا المجال منذ صغري، من دون أن أعرف حقيقة ما هو تصميم الأزياء. 
 
أنت سعودية ولدت في الولايات المتحدة وترعرت في لندن. إلى أي مدى لمست دعما من عائلتك لتأسيس دار الأزياء الخاصة بك؟
عائلتي كانت الداعم الأول لي لتأسيس دار أزياء Asudari، وقد ساعدني تشجيعها على تطوير موهبتي. 
 
هل صقلت موهبتك بالدراسة؟ 
نعم، تخصصت في موضة النقشات في جامعة Central Saint Martins في لندن. 
 
لقد تدربت في دار Alexander McQueen لفترة سنة و8 أشهر. كيف كانت هذه التجربة؟
لقد تدربت لدى Alexander McQueen قبل أن تشتري مجموعة Gucci الدار وقد كانت التجربة صعبة للغاية، لكن أكثر من رائعة. شهدت كيف كان المصمم الأيقوني يختار الأقمشة، ويختبر الطبعات المختلفة، وكيف كان يستوحي تصاميمه من أحلامه ويتدخل بكل تفصيل.  
 
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال تأسيس دار أزياء خاصة بك؟ 
كوني أسست الدار في لندن، لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق نظرا للعدد الكبير للمواهب الناشئة في العاصمة البريطانية. في ذلك الوقت، أي في العام 2007، للأسف لم تكن تؤخذ المرأة السعودية في مجال الموضة على محمل الجد، وكنت أشعر باستغراب المحيطين بي من أنني امرأة سعودية أطمح إلى أن أكون مصممة أزياء، ومن ثم كان علي أن أعمل بجهد لأثبت نفسي وموهبتي. المرأة السعودية أصبحت منتشرة في مختلف أصقاع العالم، تسعى إلى تحقيق طموحاتها وأحلامها. 
 
هل يمكنك أن تخبرينا عن المجموعة التي عرضتها في الموسم الثالث من Fashion Forward؟ ومن أين استوحيت هذه المجموعة؟
لقد بدأت العمل في المجموعة بنقشة المسدس، من خلال البحث عن صور للأسلحة، وقد أثرت في صورة لمجموعة الأسلحة المصطفة مع بعضها البعض في باكستان. عندما رأيت هذه الصورة، بدأت أفكر كيف يمكن تجميلها، أو كيف يمكن إدخال عنصر السلاح بشكل غير واضح وغير مأساوي في الأزياء. ومن هنا بدأت الفكرة.
 
وماذا عن نقشة النجوم؟
 لأنني أحب في تصاميمي أن أمزج عناصر عديدة مع بعضها البعض، قمت بمزج نقشة المسدس بنقشات أخرى مثل النجوم والنقشات المستوحاة من الهندسة العربية ومن علم الهندسة.  
 
لاحظنا أن هناك تنوعا في قطع المجموعة. 
نعم حرصت على هذا الأمر. إذ بدأ العرض بقطع وفساتين يمكن أن ترتديها المرأة في إطلالاتها الصباحية، ومن ثم تدريجيا، تم عرض الأزياء التي تناسب أكثر المناسبات المسائية، مثل الأوفيرولات والفساتين والسترات التي تميزت بنقشات براقة. 
كما حرصت أن تكون جميع القطع عملية بامتياز، لا تحتاج للكي. أعشق التلاعب بالأقمشة، وقد استعنت بنوع خاص من الجيرسي عملي جدا، يمكن استخدامه بتصاميم مختلفة، ويليق بمختلف قياسات المرأة. وبما أنني متأثرة كثيرا بموضة التسعينيات، قمت بمزج هذه النقشات مع قماش الجينز، القماش الأبرز والأكثر شهرة في فترة التسعينيات. 
 
كيف تصفين تجربتك مع Fashion Forward؟ 
أنا فعلا معجبة كثيرا بفريق عمل Fashion Forward والتنظيم المميز لمختلف العروض. ففي 3 مواسم فقط وفي أقل من عام، لاحظت التطور المذهل الذي شهده على مختلف الصعد. ووجوده حاجة ضرورية للمواهب الناشئة لتعرض تصاميمها أمام اختصاصيي وعشاق الموضة. وأعتقد أنه لا يزال في بداياته. تجدر الإشارة إلى أن المواهب الناشئة بحاجة إلى دعم من المتاجر الكبيرة. ففي مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في باريس، يتم دعم المواهب الجديدة، ونأمل أن يتحقق هذا الأمر في المنطقة العربية.
 
من هي ملهمتك والمرأة التي تصممين لها؟ 
المرأة التي أصمم لها شخصيتها قوية، لا تخشى أن تعبر عن أفكارها كما هي، تحب أن تكون مختلفة، وأن تلفت الأنظار. تصاميمي تليق بكل امرأة تعشق اختبار تجارب جديدة في الموضة، وقد تجلى هذا الأمر من خلال القطع المتنوعة في المجموعة. أما بالنسبة إلى ملهمتي، فأنا أحب كثيرا  "نيكول ريتشي" Nicole Richie، وأعشق أسلوبها. 
 
كونك مصممة سعودية الأصل، كيف تقيّمين أسلوب المرأة السعودية في الموضة؟
أنا فخورة جدا بإنجازات المرأة السعودية والمرأة الخليجية بوجه عام. المرأة السعودية جميلة، تعشق الموضة، تأخذ الموضة على محمل الجد، تعشق اختبار تجارب جديدة في الموضة وإضافة لمسة شخصية ومختلفة على إطلالتها. 
 
ما هي نصيحتك للمرأة السعودية والخليجية؟ 
ركزي، واعملي بجهد، أحيطي نفسك بطاقة إيجابية.
 
ما هي الدار العالمية الأحب إلى قلبك؟ 
طبعا دار "موسكينو" Moschino. المجموعة الأخيرة كانت جد مميزة وممتعة، وJeremy Scott عرف تماما كيف يعيد الدار إلى خريطة الموضة العالمية، ولا سيما بعد أن تراجعت الدار في السنوات الأخيرة.  
 
ما هي مشاريعك المستقبلية؟ 
تطوير دار الأزياء الخاص بي، وافتتاح متجر خاص بالدار، والعمل بما أعشقه وأطمح إليه. يمكنني أيضا القول إنني أدرس جديا فكرة الانتقال للعيش في دبي التي أعشق طاقتها الإيجابية، ولا سيما أن قطاع الأزياء في المدينة يزدهر بشكل لافت وسريع.