هي تلتقي الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية نورة الكعبي

هي – منى سعود سراج
 
تخرجت في جامعة الإمارات العربية المتحدة وتحمل شهادة البكالوريوس في أنظمة إدارة المعلومات، وأكملت برنامج القيادة في كلية لندن للأعمال وحاليا تشغل منصب الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي twofour54.
 
اختارتها مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن أكثر 30 امرأة عربية تأثيرا في القطاع الحكومي بالعالم العربي لعام 2013. ووصفتها مجلة «لانوفيل أوبزرفاتور» الباريسية بـ «ملكة الإعلام»، وأدرجتها في قائمة الشخصيات الخمسين الأكثر مساهمة في تغيير العالم لعام 2013. وفي نهاية 2013، اختارتها مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية ضمن قائمة أبرز مفكري العالم 2013، لتكون بذلك أول إماراتي يدرج في هذه القائمة العالمية المرموقة.
 
«هي» التقت نورة الكعبي لتحدثنا عن مشوارها وما حققته من إنجازات، محلية وعالمية، وما هي نظرتها إلى المستقبل؟
 
اختيرت نورة ضمن 50 شخصية ساهمت في تغيير العالم، وأبرز مفكري العالم، وملكة الإعلام، وغيرها، كيف تصفين هذه التجربة؟
الألقاب والترشيحات هي ثمار أفعالنا وليست غاية بحد ذاتها، وكإماراتية وعربية أفتخر بحصولي على هذا اللقب من قبل مجلة فرنسية مرموقة عالميا، ووجودي على قائمة أبرز مفكري العالم 2013 لمجلة «فورين بوليسي» ليكون أول ظهور للإماراتيين في هذه القائمة، التي شملت شخصياتٍ عالمية بارزة مثل جون كيري، فلاديمير بوتين، حسن روحاني، أنجيلا ميركل، الرئيسة البرازيلية، ومارك زوكربيرج، مؤسس موقع «فيس بوك» وغيرهم. وكل ذلك يدفعني للاستمرار في تحقيق المزيد من الإنجازات التي ما كانت لتتحقق لولا الدعم الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة للمواطنين والمرأة الإماراتية، التي يرجع الفضل في كثير من المكتسبات التي حصلت عليها إلى «أم الإمارات»، الشيخة فاطمة بنت مبارك.
 
كيف جاء تعيينك في منصب الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي وذراعها التجاري twofour45؟
التحقت بالعمل مع «تو فور 54»twofour54  منذ مراحلها التأسيسية الأولى في عام 2008، وكنت حينها رئيسة «تواصل» التي توفر الدعم لأعمال الشركاء، وفي عام 2011 كلفت بمهمة رئيسة التنمية البشرية، لأكون مسؤولة عن قيادة وتسهيل بناء القدرات والطاقات البشرية، ونقل المعرفة والتخطيط الوظيفي. وفي أبريل 2012 عينت رئيسة تنفيذية لـ twofour54. ومن خلال منصبي أشرف على مبادرات هيئة المنطقة الإعلامية، التي تشمل مهرجان أبوظبي السينمائي، ولجنة أبوظبي للأفلام، وقمة أبوظبي للإعلام ومهرجان تروب فست أرابيا (النسخة العربية من تروب فست، أضخم مهرجان عالمي للأفلام القصيرة)، إضافة إلى عضوية المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات، ومجالس إدارة أبوظبي للإعلام، وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي وغيرها، والمشاركة في المجلس الاستشاري لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وفي اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
 
عمليا ألم تجدي صعوبة وسط هذا الكم اليومي المتنوع من المبادرات؟
إنها تجربة مليئة بالحماس، خاصة مع شغفي بالإعلام وتطويره ليتماشى مع متطلبات منطقتنا العربية، التي تعيش إيقاعا سريعا، وهذا جزء من جدول أعمالي الذي يتصف بالتنوع والاختلاف بسبب الديناميكية التي يتطلبها موقعي في twofour54، لكن النتائج المحققة وفريق العمل يشجعانني على الاستمرار وتحقيق المزيد من الإنجازات، طالما أن المستفيد هم أبناء بلدي.
 
وما الذي دفعك لتحمل مسؤولية إضافية وهي تغيير وتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت؟
يمثل المحتوى الإلكتروني العربي أقل من 3% من المحتوى الإلكتروني العالمي، لذلك التزمت twofour54 بدعم مبادرة «تغريدات» لتسهيل عملية تطوير هذا النوع من المحتوى عبر مختلف المنصات الإلكترونية، من خلال دعم تعريب وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و«ويكيبيديا» ومحادثات ««TED وصولا إلى عملية تطوير محتوى إلكتروني ينسجم مع مستخدمي المنطقة. 
 
ونسبة لما تشهده المنطقة العربية من ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت والهواتف المتحركة الذكية من قبل الشباب العربي، كان لا بد من زيادة الطلب على المحتوى المتخصص، سواء على الإنترنت أو عبر الوسائل الرقمية الأخرى، ومنها تطبيقات الهاتف المتحرك، ما تطلب دعم «تو فور 54» لتطوير 6 تطبيقات عربية متميزة.
 
لماذا أنت مؤمنة بالمواهب الإبداعية الشابة؟
من بين أبرز التحديات التي تواجهها الدولة في عملية بناء محتوى إعلامي مستدام هو استقطاب أكبر عدد من الشباب الإماراتي الراغبين في العمل في قطاعي الإعلام والترفيه، لأهميتهما وتأثيرهما في حياتنا ومجتمعنا. لذلك تسعى جاهدة إلى تغيير هذا الواقع عن طريق قيامها بعدد من المبادرات، منها المختبر الإبداعي، وتنظيمها الزيارات للمدارس والجامعات المنتشرة في أنحاء الدولة. وقابل الفريق المعني حتى الآن أكثر من 5,000 طالب وطالبة، وعرفهم بأهمية الدور الإعلامي وبما نقوم به. 
 
كما تم إطلاق برنامج «إنتاجي» في أكتوبر 2010، وهو عبارة عن برنامج للتدريب الداخلي يستمر لمدة 12 شهرا، يتلقى المتدربون الإماراتيون خلاله تدريبا شاملا ومجانيا، ليكتسبوا مهارات في مجموعة متنوعة من تخصصات البث التلفزيوني. وقد تخرج منه 24 إعلاميا حتى اللحظة. كما يتم توفير العديد من فرص التدريب الداخلي للطلاب والشباب الموهوبين، سواء لديها أو لدى شركائها، إلى جانب برنامج القيادات الإعلامية الشابة، لإعداد القادة في الإعلام، وهذا مهم جدا. 
 
وجميعنا يدرك أن الشباب هم وقود قطاع الإعلام وغيره من القطاعات، لذا من المهم أن نتابع عملية دعمهم بشتى الطرق كونهم أملنا في تعزيز وتطوير القطاعات المختلفة في المستقبل القريب. 
 
أهم إنجازات قدمتها الكعبي وفخورة بها للمنطقة الإعلامية بأبوظبي ودولتك الإمارات؟
قدمنا العديد من الإنجازات، وهذا كله نتيجة العمل الجماعي الفعال والبيئة المميزة لدينا، ومنها استقطابنا أكثر من 250 شريكا محليا وإقليميا وعالميا حتى اللحظة، مع جذبنا العديد من الأفلام العالمية المهمة إلى أبوظبي، منها تصوير فيلم الرعب والتشويق الهوليودي «نجنا من الشر» Deliver Us from Evil، ووصول عدد أعضاء المختبر الإبداعي إلى 5000 شاب مبدع إماراتي وعربي، وإنتاجهم أعمالا إعلامية مميزة وحائزة على جوائز، وحصول «إنتاج» ذراع خدمات الأفلام والتلفزيون في twofour54 على عدد من الجوائز التي تثبت ريادتها في المنطقة، إضافة إلى توقيعنا عددا كبيرا من الاتفاقات مع الهيئات الحكومية المحلية والخليجية، منها «تمكين»، إحدى مبادرات مشروع الإصلاح الوطني، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تتضمن برنامجا يمتد لمدة سنتين لتوفير دورات تدريبية في مجالات العلاقات العامة والاتصال وتصميم الغرافيك لـ100  شاب بحريني مهتم بالعمل في قطاع الإعلام. 
 
أشرفت على مهرجان أبوظبي السينمائي، أحد أهم مهرجانات السينما المحلية، ما الذي جذبك لتقودي هذا المجال؟
تهدف أبوظبي إلى توحيد الجهود الإعلامية والترفيهية لتصب جميعها ضمن خانة تعزيز موقع أبوظبي كمركز إقليمي للإبداع، وبالفعل فإن أبوظبي تملك موقعا رياديا لناحية نشاطها الإعلامي والترفيهي، وباتت لاعبا رئيسا في العديد من المجالات، ومنها الأفلام التي تشهد زيادة ملحوظة، ولا أتحدث هنا عن الأفلام العالمية والمسلسلات الإقليمية التي تصور أو تنتج في أبوظبي، بل أيضا الأفلام المحلية التي باتت تظهر نوعية المحتوى العالي. ويكمن أحد الأهداف الرئيسة من وراء تنظيم مهرجان أبوظبي السينمائي إلى دعم المنتجين السينمائيين المحليين من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، منها توفير الفرص لهم للتعرف إلى النقاد والمنتجين والمستثمرين العالميين، وتنمية ثقافة السينما في أرجاء المنطقة وتقديم المزيد من الدعم المباشر لها من خلال تقديم الجوائز النقدية والتقديرية.
 
هل تؤمنين بنظرية الإعلام «المصنف»؟
في كل المجالات هناك حدود يجب الالتزام بها، وذلك بهدف عدم الإساءة إلى المجتمع أو الآخرين. ويجب على الصحافي أن ينظر إلى المساحات المتاحة أمام العمل الإعلامي، والاستفادة منها من أجل خدمة المجتمع، وممارسة دور الرقابة المسؤولة للإشادة بالإيجابيات، وتسليط الضوء على السلبيات لتجنبها باتباع أرفع معايير المهنية والشفافية، سعيا منا لتقديم إعلام حيادي متميز. والحرية وعدم الحرية هما في الغالب معايير نسبية، لكن ما يجب الالتفات إليه والتأكيد عليه أن الحرية لا يمكن أن تكون بالخروج على المبادئ المهنية أو الدينية وغيرها من الأمور التي يجب على الصحافي أن يراعيها.
 
بمَ تصفين سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك؟
بداية أتوجه بالشكر والعرفان إلى قيادة دولة الإمارات والشخصيات القيادية فيها للدعم غير المحدود الذي يقدم لأبناء الدولة، وأخص بالشكر الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، لما تقدمه من مبادرات لتعزيز وتمكين دور المرأة الإماراتية ودعمها لتحقيق التميز في مختلف القطاعات، وبوصفي امرأة إماراتية عاملة في المجال الإعلامي، أسعى جاهدة إلى المضي قدما نحو طريق المجد الذي سطرته سموها لنا جميعا. وأشعر بأن كل امرأة تعمل في وظيفة أو أعمال حرة تدين بالشكر للشيخة فاطمة، المدرسة الأولى التي تتلقى فيها نساء الإمارات دروس الحياة، وبفضل اهتمامها المتواصل بشؤون المرأة أصبحنا نتمتع بهذا القدر الوافر من فرص العمل والأنشطة في جميع المجالات الثقافية والإعلامية والعلمية والاجتماعية.
 
آخر شخصية نسائية سعودية التقيت بها؟
اجتمعت أخيرا مع الأميرة السعودية أميرة الطويل، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة «تايم إنترتينمنت» القابضة، وناقشنا معا سبل التعاون المستقبلي ومشهد الإعلام العربي والعالمي. وأميرة مثال واضح على قدرة المرأة السعودية ونشاطها للمساهمة في تطوير القطاعات التي تعمل بها. 
 
بمَ تنصحين الفتيات؟
أنصحهن بالإخلاص في العمل، والتركيز على الإبداع والتميز، واختيار المجالات المناسبة، فالإنسان الذي يحب ويخلص في عمله يقدمه بأسلوب متميز وفريد يجعله مختلفا عمن يقوم بأداء مهامه بشكل روتيني. ومن المهم أن يفهمن بشكل أعمق الخيارات المتاحة لهن في قطاع الإعلام على أنها واسعة ومتشعبة، ولا تعني العمل أمام الكاميرا فقط، كما يجب أن يثقن بقدراتهن، وأن يدركن دورهن الجوهري في المساهمة بنمو وتطوير قطاعات الدولة كافة.
 
الحوار كاملا تجدونه في عدد مجلة هي رقم 242 لشهر ابريل