المصممة السعودية زكيَّة عطار: الحياة تهدينا ثماراً وإن كنَّا لا نريدها

حوار: إسراء عماد
 
تصميم قطع الملابس وهبني السلام والمتعة والعلاج، وأظهر ما كان مخفياً
 
زكيَّة عطار، مصممة أزياء سعوديَّة، عشقت فنَّ التصميم وبرعت فيه، ليس من أجل التكسب أو منازلة غيرها، فهو يعني لها حريَّة التعبير، واستنشاق أفكار تعتملها فعرفت كيف تغازل دواخلها، وحتى عندما اقتحمت عالم الأعمال، رسمت لنفسها نهجاً وخطوات تحسَّست موطئها فكان منزلها أولى خطوات انطلاقتها في عام 2008، فجذبت الأذواق وتفردت بأعمالها، ما شجعها على اطلاق علامتها التجاريَّة (ZAD) بدعم كبير من زوجها وبعض المقربين منها، حتى أصبحت شركة تجاريَّة.
 
«هي» قصدت المصممة عطار لتحدثنا عن أعمالها في تصميم العباءات، لكن صادف ذلك شهر مارس شهر المرأة وتحديداً «عيد الأُم» فآثرت أن تتحدث عن المرأة فما كان لنا أن نخالفها، وإن فلحنا في عطفها نحو فنِّها.
 
بداية .. كامرأة وأم كيف يمكن للمرأة بلوغ أحلامها نحو المستقبل؟
نحن كأمهات يمكننا الحصول على كل شيء ولكن يجب علينا أن نثابر وأن نذكر أنفسنا دائماً بمراجعة أولوياتنا للتأكد من وجود تناغم فيها، ووضع حاجة أطفالنا في المقام الأول، وأستطيع القول بأن الله لم يضع الجنة تحت أقدامنا هباءاً، فكل شيء له ثمنه، وأنا مؤمنة بأن كل شيء ممكن تحقيقه لأي شخص بالعزم والتصميم والشفافية، فقد تحول العالم إلى نظام تعليمي افتراضيf، وأصبح المستقبل يكمن في الإبداع والتجديد والصدق والعزيمة.
 
ما هي نصيحتك للنساء من أجل التوفيق بين حياتهنّ العملية والعائلية؟
يجب أن نُضَحِّي بوقتنا ومجهودنا للحفاظ على حياتنا العائلية لأن عائلتنا هي المستقبل، وعندما تحين الفرصة في الوقت المناسب، يبدأ مستقبلنا العملي في التحرك إلى إنجازات ذات مردود جيد، ورسالتي إلى كل مرأة لديها التصميم والشغف لتحقيق أحلامها، إننا كبشر يجب أن نتعلم أن نكون مرنين ونطَوِّع أنفسنا لأن الحياة تهدينا ثماراً قد لا تكون هي التي نريدها، ولكنّ يجب علينا إستغلالها.
 
هل تعدد مصممات العباءات نعمة أم نقمة بالنسبة لزكية عطار؟
ولد تعدد مصممات العباءات في المملكة العربية السعودية بسبب الحاجة، فالعباءة بالنسبة للمرأة السعودية هي حاجة أساسية كالمأكل والمشرب والمسكن، وكما أن كل شيء يتطور كالتكنولوجيا والموضة والأزياء، وجب على العباءة أن تواكب العصر، فيصبح لها مفهوماً آخر جميلاً، أرى أن تعدد مصممات العباءات ميزة وليس عيباً، فتعددهنّ يعطيني وغيري الدافع الأكبر للمنافسة والإبداع، ويشكل مصفاة لمن هنّ الأفضل، ويدفعني للحرص على الأمانة والإتقان في أدائي، ومراقبة جميع التطورات، للتطوير من نفسي في مجالي كي لا أختفي وسط الإبداعات المتعددة.
 
ما رأيك في تواجد المصممات الأجنبيات على ساحة تصميم العباءات؟
أشعر بالفخر أن صناعة العباءة أصبحت عالمية، تأتي المصممات الأجنبيات بأفكار غير تقليدية ويخرجنَ أحياناً عن المألوف في صنع العباءة، مثل استخدام أقمشة وخامات جديدة.
 
كيف بدأتي حياتك العملية؟
بدأت حياتي العملية بالحصول على درجة علمية في دراسات الاتصالات، حيث أحببت التفاعل والتعامل مع سلوكيات البشر، وشخصياتهم ونفسياتهم، واستطعت من خلال دراستي أن أتعلم الكثير في هذا المجال، إلّا أن التجربة العملية والأمثلة هي التي كان لها الدور الأكبر في صقل شخصيتي أكثر من الاعتماد على النصوص العلمية.
 
ولماذا مجال التصميم بالتحديد؟
لا أتذكر كيف بدأ هذا، ولكنني وجدت نفسي أستمتع بتصميم أزياء لنفسي ولبناتي لأنني أحب مزج الألوان وقد كنت ماهرة جداً في ذلك، والأهم أنني وجدت السلام والمتعة والعلاج في نفس الوقت في تصميم قطع الملابس، واستمتعت كثيراً بالإطراءات التي اطلقها المعجبون بعملي، بإختصار.. لقد ظهرت الثروة المخفية مع الوقت.
 
ومتى جاءت إنطلاقتك الحقيقية في المجال التجاري؟
مع مرور الوقت وبالتدريج تحولت المتعة وحرية التعبير الفني إلى عمل تجاري منزلي وكان ذلك في عام 2008، ففي الوقت المناسب وهبني الله باباً لفرصة واحدة تبعها فتح أبواب أخرى كثيرة، حين قمت بنشر تصميماتي في مناطق متعددة من أسواق مدينة جدة ووجدت أنها تنال إعجاب الجميع، والشيء الذي كان حلماً للوصول إلى الاستقلالية المالية والشخصية أصبح يعرف اليوم كعلامة تجارية تسمى "ZAD”، وبدعم كبير من زوجي وبعض الأشخاص المقربين، نَمَت "ZAD” وأصبحت شراكة تجارية مزدهرة مع زوجي وعملاً مستقراً.