ثلاث سعوديات يصنعن دليل الترفيه في المملكة

جدة – منى سعود سراج
 
ثلاث نساء سعوديات بدأن مشروعهن في مجال النشر، وبذلن الوقت والمال من أجل إنجاح هذا المشروع. فبدأت جهودهن تثمر بشكل ملموس عندما قمن بإصدار أول مجلة على شكل دليل عن مدينة جدة والرياض، ومن ثم عن البلد ككل.
 
من السياسة الى رئاسة التحرير
تشغل إيناس حشاني منصب رئيسة مجلس إدارة شركة رمان ورئيسة تحرير مجلة "ديستينايشن" Destination؛ درست إدارة الأعمال والسياسة الدولية في كاليفورنيا، وعلى الرغم من أنها كانت مولعة بالهندسة، فإن الجميع نصحها بعدم دراسة هذا التخصص. وبحسب قولها، تتمتع بعقلية سيدات الأعمال منذ البداية، حيث كانت ومنذ سن مبكرة دائمة التفكير في إنجاز شيء ما، وإيجاد حلول للمسائل المعقدة، والبحث عن مشاريع جيدة. بدأت حياتها المهنية بإنشاء شركة للبيع بالتجزئة في عام 1990؛ وكانت دائمة الارتباط بالأعمال الخيرية في إطار العديد من المنظمات الخيرية في جدة. دخلت مجال الدعاية والإعلان كهواية، حيث نفذت عدة أعمال كمشاريع مستقلة، ومن ثم شغلت منصب رئيسة التحرير لمجلة متخصصة في اللايف ستايل.
 
المستقبل الواعد
ماريا مهدلي مديرة التحرير للمجلة، تخرجت في كلية دار الحكمة في جدة تخصص التصميم الغرافيكي. شغوفة بالتعلم والريادة منذ أن كانت في سن مبكرة، حيث اشتغلت في وظائف عدة لتتعلم وتنمي نفسها ومهاراتها. في سن التاسعة عشرة التحقت أيضا بأمها إيناس في العمل بمجلة اللايف ستايل في إطار دوام جزئي، وهو ما ساعدها على اكتساب الخبرة في مجال الإعلام. والجدير بالذكر أنه تم اختيارها من أفضل 30 طالبا في ريادة الأعمال في العالم خلال The Global Student Entrepreneur Award.
 
والآن إلى جانب مهامها كمديرة تحرير للمجلة، فهي أيضا مسؤولة عن كل ما يتعلق بالتطوير والحضور الإلكتروني.
 
العقل المدبر
أما بيان أبوزنادة، فهي الرئيسة التنفيذية للعمليات في شركة رمان، ومن ضمنها مجلة Destination، درست هي الأخرى في كلية دار الحكمة تخصص التصميم الغرافيكي. ويعد مشوار حياتها أيضا مثيرا للاهتمام، حيث إنها بدأت بالعمل في العديد من الوظائف في إطار دوام جزئي، وعلى شكل فترات تدريبية منذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها. كما عملت أثناء دراستها في الكلية في مجال دراستها مع أحد أكبر المصممين الغرافيكيين المحترفين، ولكنها بعد تخرجها انضمت هي الأخرى إلى العمل في مجلة اللايف ستايل مع إيناس. مسؤوليتها تتمثل في تصميم كل صفحات المجلة من الألف إلى الياء، على الرغم من خلفية بيان في التصميم، فإنها شغوفة بتحدي نفسها وقدراتها وتعلم كل جديد في عالم التسويق وإدارة الأعمال، حيث كانت تأخذ مسؤوليات تتعدى وظيفتها، وتسهم في تسويق المجلة، وزيادة المبيعات، وهو ما أكسبها خبرة في مجال المبيعات والتوزيع والنشر.
 
-بداية من هو فريق العمل الذي كان وراء نجاح مجلة "ديستينايشن" Destination؟
إيناس: ببساطة بدأنا نحن الثلاثة، وقبل ست سنوات بفكرة، شرعنا بها من المنزل، حيث قضينا ثلاثة أشهر في التخطيط والجمع والتركيب بين الفكرة وخطة الأعمال. ثم قمنا بعد ذلك باستئجار مكتب صغير، وبقينا هنالك لمدة أربعة أشهر تقريبا، وانطلقنا من هنالك إلى أن اكتملت الخطة، وفهمنا المسار الذي أردنا اتباعه. ثم قمنا بتأسيس فريق يتكون من مجموعة من الشباب الطموحين، وعملنا معا في إطلاق هذه المجلة من الصفر.
 
- ما الذي أوحى إليكن منذ البداية بالقيام بإصدار دليل؟
إيناس: إنها الحاجة وعدم وجود أي شيء من هذا القبيل في السعودية، ولا سيما في ذلك الوقت. فعندما نذهب إلى أي فندق ما في أي مكان في العالم، نجد هناك مجلة دليل مليئة بالاقتراحات حول الأماكن التي يمكن الذهاب إليها، وأين يمكن تناول الطعام، وكل ما يمكن القيام به. هنا في السعودية لا يوجد لدينا ما يساعد في هذا الشأن سوى المدونات، ونحن نحتاج إلى أن تكون هذه المعلومات مطبوعة، وهذا هو ما قمنا بفعله وبطريقة احترافية.
 
السعودية دولة غنية بالتاريخ والثقافة والحضارة، ولكن للأسف الكثيرون لا يعرفونها، أو لم تسنح لهم الفرصة لاكتشافها، فلذلك ارتأينا أن نجمع هذه المعلومات في وسيلة تتيح للجميع فرصة التعرف إلى بلدنا، وخصوصا مع ازدهار السياحة الداخلية فيها.
 
وفضلا عن ذلك كله، فإننا وددنا أن نعكس حياتنا للعالم ككل، ليس فقط من خلال المجلة، بل من الموقع الإلكتروني الذي يزوره 20 ألف شخص يوميا من جميع أنحاء العالم.
 
ماريا: لقد أردنا أن نعكس روح المدينة؛ وباعتبارنا سعوديات يشرفن على العمل في هذه المجلة، فنحن أفضل من يعرف عن المجتمع وثقافته. ولقد اكتشفنا أن العديد من المقيمين والزوار، بل أهل البلد أنفسهم، لا يعرفون الكثير عنها لعدم وجود مصدر لتوفير هذه المعلومات، وبالمقابل عندما نسافر إلى أي بلد في العالم سوف نكتفي بزيارة واحدة فقط لكي نعرف الكثير عن البلد، ولكننا اكتشفنا أن الأغلبية لا يعرفون شيئا عنا سوى الرأي الشائع والمقولب الذي يظهره العالم عنا. فلذلك ارتأينا أن نقوم بوضع خبراتنا في متناول يد الجميع للاستفادة منها.
 
هل كان إطلاق هذا المشروع سهلا أم صعبا في البداية؟
بيان: إننا نمتلك مسبقا إلماما ببعض الخبرات والمعلومات الخاصة التي اكتسبناها من خلال تجاربنا السابقة، حيث إننا اشتغلنا في مطبوعة سابقا، فقمنا بالجمع بين ما نعرفه مسبقا وبين ما نحن بحاجة إلى معرفته، ثم بدأنا بتثقيف أنفسنا، وكان لذلك نتائج جيدة ورائعة.
 
إيناس: لقد جاء كل شيء متناسقا، فكانت حياتي وكأنها أحجية للصور المقطوعة أو الكلمات المتقاطعة، فوقع كل شيء في مكانه المناسب. عندما شرعنا في البداية، كنا نتصور أننا بصدد توفير خدماتنا للمقيمين والزوار في جدة، وكنا نعلم أنه هنالك من السعوديين من لديهم اهتمام بما نقدمه ويعنيهم ذلك، ولكن تفاجئنا حقا عندما قمنا بإجراء بحث بواسطة شركة أبحاث، حيث اتضح لنا من خلاله بأن 75 في المئة من قرائنا هم سعوديون. كانت مفاجأة سارة دفعتنا إلى أن نبدأ بالتركيز أكثر على إضافة محتويات يستفيدون منها.
 
ماريا: نحن الثلاثة نشكل فريق عمل مثاليا، لأننا نعمل معا على نحو كامل، ولا سيما أن لكل واحدة منا شخصية مختلفة وأسلوب عمل مختلفا، وهذا هو ما كان مجديا جدا أثناء عملنا في مجلة Destination.
 
-كيف استطعتن أن تتعرفن إلى احتياجات القراء عندما بدأتن الاشتغال على أقسام التحرير وإنشائها للمرة الأولى؟
إيناس: اعتمدنا في كل شيء على البحث، حيث أقمنا مقارنة بين احتياجات الناس وأجرينا استطلاعات مختلفة للرأي، وشكلنا مجموعات مستهدفة.
 
بيان: كان يتعين علينا أن نضع في الحسبان مختلف أنماط ومجالات العمل التي تفيد قراءنا، لأنه لا يمكننا أن نبدأ العمل في قسم ما ثم نجد أنفسنا بعد ثلاثة أو أربعة أعداد نفتقر إلى مواد أو مواضيع مفيدة تستحق النشر. ظلت نسبه كبيرة من أقسام المجلة  ثابتة خلال السنوات الست الماضية من عملنا، ولكننا نحاول في كل سنة أن نقوم بالتطوير بطريقة ما، أو بإضافة أبواب جديدة، وذلك حتى نواكب التطور والتجديد.
 
ماريا: نسعى إلى أن نصبح مصدرا موثوقا به للمعلومات، لذلك كانت رؤيتنا ترتكز حول توفير أكبر كمية ممكنة من المعلومات القيمة للقراء، فاندرج ذلك ضمن كل القرارات التي اتخذناها بهذا الشأن. إننا نحاول البحث عن أي معلومات قيمة تكون مفيدة لإيجادها وإضافتها في المجلة.