الفوتوغرافي البريطاني سيباستيان فارمبورو... بريطاني المولد سعودي الهوى

حين التقيت الفوتوغرافي البريطاني سيباستيان فارومبورو لإجراء هذه المقابلة قمنا بالتعارف التقليدي عن عمله وعملي ثم فاجأني عندما طرح علي سؤالاً باللغة العربية وتحديداً باللهجة السعودية "إنتي مبسوطة؟" عندها فقط علمت أن هذه المقابلة سوف تكون فريدة من نوعها. 
 
سيباستيان البريطاني المولد أمضى 3 سنوات في المملكة العربية السعودية كان حينها في العشرينات من عمره، وقد تعلم خلالها اللغة العربية قراءة وكتابة. ليس هذا فقط بل اكتسب أيضاً مهارة إجراء المحادثات الاجتماعية باللهجة السعودية. 
 
يبدأ سيباستيان حديثه قائلاً: "أعتقد أن الإعلام الغربي غير منصف أبداً للمجتمع السعودي وهذه هو السبب برأيي لتكون الانطباع السلبي الذي نراه أحياناً لدى المجتمعات الغربية عن المملكة العربية السعودية". ويضيف كذلك: "يركز الإعلام كثيراً على موضوع قيادة المرأة و على حجابها وتغطية وجهها وما إلى ذلك، غافلين عن نقطة مهمة جداً وهي أن المجتمع السعودي يعلم بالضبط متى سوف يكون مستعداً لأن تقود المرأة سيارتها وعندها فقط سيسمح بذلك. يمارس الإعلام كثيراً من الضغط أبضاً فيما يخص حجاب المرأة السعودية وغطاء الوجه وهو أمر أعتبره مشيناً وذا معايير مزدوجة حيث أتذكر جيداً أن صور أجدادي قبل عقود ماضية في المنزل أوعلى الشاطئ كانت بملابس غاية في الاحتشام وكان هذا ملائماً حينها للمجتمع ولم يتعرضوا لأي ضغط من أي نوع كان لنزع ملابسهم أو للتعري بأي شكل كان". 
 
إليكم أعزائي المزيد عن سيباستيان عبر هذه الحوار الذي دار بيننا.
 
-هل لك أن تحدثنا عن مشروع An Emerging Mystery أو "غموض مندمج"؟ 
قررت المضي في هذا المشروع بعد الصدى الكبير الذي حصلت عليه إحدى الصور الفوتوغرافية وهي صورة امرأة ترتدي البرقع وتطل من الماء يث حصلت على ما يقارب 23,000 مشاهدة من أكثر من مئة دولة. ولذا، قررت أن أقوم بالمزيد من الأعمال التي تساهم في إظهار الميزات الإيجابية للمجتمع السعودي والتي اختبرتها و عشتها خلال فترة إقامتي في المملكة بين الجبيل والخبر و الرياض. 
 
-ماكان مصدر الوحي  لهذه الصورة بالذات؟ 
هذا المشهد حصل لي في الواقع. حصل ذلك في الجبيل بعد وصولي بفترة بسيطة حيث كنت في نزهة على الشاطئ عندما رأيت هذا المخلوق المكتسي بالسواد يطل علي من الماء. أتذكر عندها أني فزعت ولم أفهم ما يجري وبحكم إني أمضيت العديد من السنوات في أسبانيا كنت معتاداً على السيدات يرتدين أقل ما يمكن على الشواطئ. ولكن عندما استوعبت ما يجري وجدت الأمر مثيراً للاهتمام بالفعل. وبعد عودتي لدبي قمت بالإعداد لتصوير اللقطة ولم أتمكن للأسف من إيجاد امرأة سعودية فاستعنت بفتاة باكستانية وقمنا بتصوير المشهد على شاطئ جميرا في ساعات الفجر الأولى.
 
-مالذي تهدف إليه من خلال هذا المشروع؟ 
أهدف إلى المساهمة في تعزيز صورة المجتمع السعودي لدى الغرب خاصة صورة السيدة السعودية فهي لست مجرد شخص مقموع بلا هوية ولا هدف، بل هي مثل كل سيدة أخرى لديها أهداف وأحلام وهي كتلة من المشاعر ولكنها مصانة و محفوظة. أود أيضاً أن أركز على العناصر الإيجابية المهمة في المجتمع السعودي مثل الروابط العائلية المتينة والكرم وكذلك حس الفكاهة المميز لدى الشعب السعودي. 
 
-بالإضافة إلى إيجابيات المجتمع السعودي لدينا بالتأكيد سلبيات مثل أي مجتمع آخر... ماهي السلبيات التي واجهتها خلال إقامتك في السعودية؟ 
حسناً، ليس الأمر بالسوء الذي يصوره الإعلام. ولكن كشخص قادم من الغرب قد يكون أصعب التحديات التي واجتهتها في المملكة هي سطوة الكفيل خاصة إذا كان ظالماً. فالشعور بأن شخص آخر يتحكم بشكل كامل تقريباً في مصيري أمر محبط وخانق. ولكن على الرغم من هذه الصعوبات وجدت خلال إقامتي في السعودية متعة وحرية ذاتية أثارها شغفي باكتشاف هذا المجتمع والتعرف على أفراده بشكل شخصي ومقرب ولقد انضممت إلى "شلة استراحة" أصبحوا بمثابة الإخوة لي نخرج دائماً للاستمتاع بلعب كرة القدم أو التسامر. 
 
يمكنكم مشاهدة المزيد من أعمال المصور عبره موقعه الالكتروني Sebastian Farmborough