الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان في حوار خاص بـ"هي"

استضافت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، حرم الشيخ ذياب بن سيف آل نهيان، مجلة "هي" في مجلس قصر والدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث أجابت بكل رحابة صدر عن الأسئلة التي وجهناها لها.
 
الشيخة اليازية راعية فن وثقافة، وهي أول من وضع نموذجا لجوائز الأفلام الوثائقية، عبر "أناسي" التي أسستها من أجل تسليط الضوء على أهمية الأفلام الوثائقية، والدور المحوري الذي تلعبه بتوثيقها للأحداث وتسجيلها.

اختارت الإعلام تخصصا للدراسة، لإدراكها مدى أهميته، واعتماد العالم عليه في العلم بالمعلومة. كلماتها واضحة محددة. تعرف كيف تعبر تماما عما يجول في خاطرها وتنتقي له المفردات الإيجابية المناسبة. اكتشفت موهبتها الفنية بالصدفة، لتشارك في دورة "فن أبوظبي 2013" للمرة الثانية بعدد من اللوحات والمجسمات، إضافة إلى عدد آخر من المعارض الفنية التي شاركت فيها منذ المرحلتين الإعدادية والثانوية. وهي حريصة على أن تطلع أولادها على كل الأنشطة، كما كانت تفعل والدتها الشيخة ”فاخرة بنت سعيد بن شخبوط بن سلطان آل نهيان".
 
عندما نتذكر الطفولة، ما هو أول ما يخطر على بالك؟
 
لو تكلمنا مثلا عن المدرسة، أتذكر المعلمات، وأسلوبهن في التدريس، فكل واحدة كانت تمتاز بأسلوب يختلف عن الأخرى، وأتذكر المعلمة التي أضحكتني. كما أتذكر البيت والألعاب. أفلام الأطفال كأفلام ديزني وصوت الموسيقى. أتذكر الوالد مبارك، يرحمه الله ويغفر له، الذي كان يحب أن يفرح كل من حوله، كان جزءا من يومنا الذي يبدأ به إذ لا بد من الذهاب إليه والسلام عليه صباحا، كان بشوشا، وكان ينفرد بابتسامة لا تفارق وجهه.
 
وماذا عن جدتيك الشيخة عوشة والشيخة صبحة؟
 
أمي عوشة وأمي صبحة، كلما كبرتا يكبر دورهن في حياتي، وعندهما معلومات وافية ووفيرة عن الإمارات لا توجد عند شخص آخر، وبمرور الأيام أكتشف أن هناك أمورا كثيرة مشتركة بيني وبين أمي صبحة، فنحن نحب الأشياء نفسها، وميولنا متقاربة، ولديها معلومات وفيرة عن الحياة في الإمارات، وأمي عوشة نرجع لها في أمور مهمة، إذ نعتبرها الأساس، فوالدها هو الشيخ شخبوط بن سلطان الذي حكم أبوظبي حتى تسلم الحكم الشيخ زايد، ومن هذا الواقع وانطلاقا من معيشتها في البيت الحاكم، كانت لديها معلومات غنية بالأحداث لا تتوافر لغيرها.
 
بمن تأثرت أكثر.. والدك الشيخ نهيان أم والدتك الشيخة فاخرة، وما هو أسلوب التربية الذي كانا يتبعانه معكم؟
 
دائما أحاول أن أطبق الأسلوب الذي اتبعه والدي ووالدتي معي، فقد غرسا فينا قيم ديننا الإسلامي، وعلمانا الكثير من الأسس والمبادئ، وسلحانا بثقة في النفس، بعد ذلك تركا لنا مساحة واسعة من الحرية، تدور في فلك تلك المبادئ المستمدة من الدين، وعدا ذلك لم يتدخلا في كيفية تصريفنا لحياتنا، وعلى سبيل المثال، عندما وصلت للمرحلة الجامعية واحترت في اختيار التخصص، استشرتهما، لكنهما قالا لي هذه حياتك، واختيارك قرارك، وهذا ما أحاول أن أنتهجه مع أولادي، أعطيهم مساحة الحرية اللامحدودة، المغلفة بالقيم ومبادئ ديننا، وأتركهم يقررون ويختارون ما يناسبهم ويناسب ميولهم، فمن الجيد والصحي أن يكون لديهم مساحة يتصرفون فيها على هواهم بعيدا عن الأب والأم، مع متابعة ومشاركة، فللأطفال عالمهم الخاص، وليس بالضروري أن تكون حياتهم مرتبطة بالأم والأب، فهم لهم اهتماماتهم، من أنشطة مختلفة توفرها لهم، يختارون منها ما يناسبهم، يمارسونها في أوقاتهم الخاصة، ثم تكون هناك أوقات أخرى تحلو فيها المشاركة والإستمتاع بصحبة الأهل.
 
ما دور الإخوة والأخوات في حياتك؟
 
هناك نوع خاص من التقارب بيني وبين إخواني الأولاد، والبنات أنا أكبرهن، وعلاقة فريدة تجمعنا، كما أن أمي بمنزلة شقيقتنا الكبرى، ونشاورها في الصغيرة قبل الكبيرة، ونستأنس بآراء بعضنا البعض في ما يخصنا من أمور، وإخواني الأولاد وقفوا معي ومع أخواتي البنات ودعمونا، ولهم مواقف لا ننساها وأشكرهم عليها.
 
بماذا تنصحين الأمهات لملء أوقاتهن وأوقات أبنائهن بنشاطات مفيدة؟
 
حاليا أبوظبي فيها العديد من الفعاليات والأنشطة التي تناسب جميع الأعمار، لذلك فالأهالي لديهم خيارات غير محدودة لهم ولأطفالهم للمشاركة في أي منها، لذا ليس هناك مبرر أو عذر لأي شخص في عدم الاستمتاع بما هو متوفر، والاستفادة من تلك الخيارات المتاحة، وعلى سبيل المثال، في منارة السعديات مع المعارض المقامة، هناك ورش عمل مصاحبة للأطفال والكبار، إضافة إلى النوادي المختلفة المنتشرة في كل مكان من أجل تفريغ الطاقة بطريقة إيجابية، بمعنى هواية واستفادة، العيال يلعبون جولف، وكذلك ركوب الخيل، وأي نشاط يحبونه يجربونه على أصوله.
 
على ذكر السعديات ومشاركتك في "فن أبوظبي 2013"، وهي المشاركة الثانية لك، متى بدأت موهبتك الفنية في الظهور؟
 
سأقول لكم أمرا قد تستغربونه، "خطي رديء"، وقد يرجع ذلك إلى أنني كنت أستخدم اليد اليسرى مثل الوالد، وابني نهيان أيضا كذلك، لكن أيام المدرسة، أتذكر أن المدرسة أصرت على أن أكتب باليمين، كما أن نشاطاتنا في الصغر كلها كانت حركية، حيث كانت كل نشاطاتنا خارج جدران المنزل، لذلك لم يكن للرسم وجود في حياتي، وهذه النقطة مهمة، فليس من الضروري أن تظهر الموهبة في وقت مبكر، ومن الجيد أن يكتشف الشخص موهبته في وقت يكون قراره بيده، لأنك عندما ترسم وتوصل فكرتك، تكون بمنزلة رسالة للمتلقي، ولم يؤثر في سلبا كوني لم أحترف الرسم منذ الصغر، إذ يمكن أنني لو بدأت صغيرة، لما أكملت المسيرة، ولما وصلت للمكانة التي أطمح إليها، وقد لا أكمل، لأن الرؤية عندي آنذاك تكون غير واضحة.
 
تابعوا الحوار كاملا مع مجلة "هي" في عددها رقم 238 لشهر ديسمبر.