مصممة الأزياء التونسيَّة جهان بن جازية لـ"هي": لا أحبُّ التقيد بالموضة

جهان بن جازية مصممة أزياء تونسيَّة قادتها فطرتها إلى حبِّ الفنَّ والجمال بأنواعه، فقد تربت في عائلة تحبُّ وتحترف الخياطة والتطريز، لذا تميزت تصاميمها بالتقليديَّة المعاصرة والبساطة والخروج عن المألوف، وإبراز الروح العربيَّة من خلال التراث ما جعلها تميل أكثر للقفاطين.
 
"هي" التقت المصممة جهان لتطلعنا على بداياتها وتجربتها في عالم التصميم الأزياء. 
 
•كيف كانت بداية مشوارك في عالم التصميم؟ 
أنا إنسانة أعشق الفنَّ والجمال بأنواعه، وتربيت في عائلة تحبُّ وتحترف الخياطة والتطريز. ومنذ أن كنت صغيرة كانت هوايتي الحياكة والخياطة والتصميم، وأحبُّ أن أخيط ملابسي بنفسي، وكانت لي محاولات عديدة لصنع ملابسي الخاصة، حظي بعضها بالنجاح والآخر بالفشل، إلا أنَّني وفي كل مرَّة أحُّس بالنشوة وأعتبر ما قمت به إنجازاً. وحتى إذا اشتريت لباساً جاهزاً تراني أضيف عليه وأحوله لقطعة مشخَّصة تختلف عن الموجودة بالسوق. وكبرت وكبر بي ومعي هذا الشغف من دون أن أفكر في احترافه، لكنَّني وجدت نفسي في بداية هذا العام أنساق إليه من جديد وأدخله من الباب العريض، وأشكر الله أنَّ أول تشكيلة أطلقتها حالفها النجاح الكبير والرضا، وهذا ما دفعني الآن للاستمرار والتخطيط لخطوات أخرى مستقبليَّة إن شاء الله.
 
•وهل تنتهجين خطاً تصميمياً معيناً؟ 
حبي للتراث يجعلني أميل أكثر للقفاطين، وأشعر أنَّ هذا المجال مفتوح، ورغم الذين ساهموا فيه وعلى كثرتهم، إلا أنَّه لا يزال بحاجة للابتكار. فحاولت إدخال لمسة معاصرة من ناحية القصات والألوان، وحرصت من خلال تصاميمي أن أبرز الروح العربيَّة، سواء من ناحية الرموز المستخدمة من أشكال عربيَّة أو الخط العربي، الذي ركزت على استخدامه؛ لأنني من عشاقه وأعتبره من أرقى الفنون التي نفتخر بها.
  
•من أين تستمدين تصاميمك؟
يسألونني أحياناً إن كانت تصاميمي تونسيَّة فأجيب أنَّها مثلي تونسيَّة المنشأ، لكن تأثرت بالبلدان التي زرتها وعشت فيها، إذ إنَّني أحرص عند السفر لكل بلد بالاطلاع على متاحفه وتراثه، وأسواقه، وشوارعه القديمة، وكل هذه تشكل تأثيرات تبرز في رؤيتي وأستمد منها تصاميمي.
 
•وكيف تبتكرين تصاميمك، وهل يحتاج الابتكار لخامات خاصَّة؟
الابتكار خطوة لا بد منها لكي يختلف المصمم عن غيره أولاً، ولكي يتفادى التقليد. والآن لدي تشكيلة جديدة ومبتكرة لـ2014 ستكون مميزة جداً من ناحية الخامات استخدمت فيها التطريز التونسي اليدوي.
 
•هل اكتفت جيهان بمهمة التصميم أم لديك هوايات ومهام أخرى؟
لدي هوايات عديدة، فأنا أرسم أحياناً، وأحبُّ الفروسيَّة والموسيقى بأنواعها، كما أنَّني بدأت أخيراً بتعلم العزف على البيانو، ولا تنسى أنني زوجة وأم لثلاثة أطفال أحرص على رعايتهم ومنحهم الاهتمام اللازم لكي يكونوا مرتاحين، وهذه هي مهمتي الرسميَّة والأساسيَّة في الحياة. 
 
•بماذا تتميز أزياؤك؟
أكثر ما يميزها أنَّها تقليديَّة معاصرة أحبتها الشابات خاصة. وتلقيت العديد من الرسائل من عميلات مفادها بأنهنَّ لسن من هواة العباءة والقفطان، لكنَّهنَّ وجدن الحل عندي وفيما أعرضه لأنَّه يلبي حاجتهنَّ ويختلف عن الموجود.  
 
•ما الدور الذي تلعبه والإكسسوارات في مرافقتها للتصاميم، وهل لديك خط تصميم للحقائب والإكسسوارات؟
الإكسسوارات مهمَّة جداً في اللباس، فهي تضفي عليه كثيراً وتعطيه صبغة خاصة. وأحرص كثيراً على استعمال الإكسسوار لتكملة الـ"لوك" عند التصوير لكي يعطي رونقاً معيناً. كما أنَّني أطلقت مجموعة من حقائب اليد (كلتش) بطابع تراثي وكانت تجربة ناجحة وجدت رواجاً في الغرب، تناولت صورها العديد من المجلات وصفحات الـ"ستريت فاشن".
 
•هل تتبعين الموضة بالألوان؟
شخصياً أنا لا أحبُّ التقيد بالموضة، وإنَّما أفضِّل الإضافة لها بلمستي الخاصة. والإنجاز هو أن لا نتبع الموضة، بل أن نشخِّصها. وأعشق النساء اللاتي لهنَّ طابع خاص في لبسهنَّ. أما بخصوص الألوان فلا أفضل التقيُّد بألوان معيَّنة بحجة أنَّها متماشية مع الموضة؛ لأنَّ الموضة تفنى بسرعة ولا أريد أن تتقيد قطعي بفترة زمنيَّة معينة، بل أتمنى أن تلبسها العميلة أطول فترة ممكنة. 
 
•كيف تصفين عميلاتك، وكيف تتواصلين معهنَّ؟
أولا أحبُّ أن أوضح أنَّ الاسم التجاري الذي اخترته هو ATYPIK مستوحى من كلمة فرنسيَّة atypique بمعنى "خارج عن المعتاد والمألوف"، وأهدف أن تكون تصاميمي للسيدات اللاتي يحببن التميز والخروج عن المألوف. وعميلاتي من كل الأعمار موجودات بالوطن العربي، خاصة بالخليج العربي مع العلم أنَّ لدي زبونات كثيرات من أميركا وأوروبا وأستراليا.
 
•برأيك ما العيوب التي تقع فيها المرأة الخليجيَّة عند اختيارها لثوبها الشرقي؟
المرأة العربيَّة على ذوق عالٍ، ولاحظت أنَّ المرأة الخليجيَّة خاصة مطلعة كثيراً على ما يحدث في ميدان الموضة ولها حسٌّ مرهف بالجمال والأناقة. إلا أنَّ بعض السيدات يلجأن إلى اختيار عباءات معجقة وينسين المثل القائل "البساطة من أهم مكونات الجمال".
 
•وبماذا تنصحين المرأة عند اختيارها لثوبها؟
أن تكون صادقة مع نفسها، وتختار ما يناسبها، وأن تكون مرتاحة فيه وليس لأنَّه من الـ"must have".