الشيخة الزين الصباح وكيلة وزارة الشباب الكويتية لـ"هي": نرفض المحسوبية ومتمسكون بالقيم الأصيلة

الشيخة الزين الصباح وكيلة وزارة الشباب الكويتية نموذج رائع للشابة الكويتية، واختيارها في هذه الوزارة لم يأت من فراغ، لأنها خاضت المعترك الشبابي قبل أن تتقلد المنصب، وتنقلت في أكثر من حقل، لتستقر في الوزارة. وهي حاصلة على جائزة في الإبداع السينمائي من مدينة كان الفرنسية، وشاركت في تأسيس كبرى مؤسسات الإعلام. وفضلت تشكيل فريق عملها من الشباب، لأنها تعرف أنهم الوقود والمحرك لعمل الوزارة، وتطالب باحتواء الدولة للطاقة الشبابية غير المستثمرة وانصهارها في مجالات إنتاجية مجتمعية تفيد الوطن.
 
الشباب محور اهتمامكم، فكيف يتم التعامل معهم واستثمار طاقاتهم؟
نسعى إلى تطوير الذات الشبابية وفقا لرؤية خاصة تنطلق من الشاب نفسه، وتاليا يأتي دور الوالدين والأسرة، فضلا عن دور المؤسسات التعليمية ومؤسسات الدولة كافة، ودورنا في وزارة الشباب استشاري تنظيمي، يهدف إلى الارتقاء بفلسفة تعامل الدولة مع شريحة الشباب، ومهمتنا في غاية الصعوبة، وأتكلم بكل شفافية حين أقول إن أخطاء كثيرة تراكمت منذ ما يزيد على 60 عاما من عمر الدولة تتحملها اليوم وزارة الدولة لشؤون الشباب.
 
ما الصعوبات التي تواجهكم؟
بدأنا عملنا برفض قاطع للمحسوبية والمفاضلة وفقا لمعايير غير علمية، نحن متمسكون بالقيم الأصيلة، ومصادرها ثلاثة، أولها أخلاقيات الدين، والدستور الكويتي، والقيم الإنسانية الأخلاقية العليا، ويتضمن شعارنا مبدأ الشراكة، فالشباب شركاؤنا ومعنا في كل خطواتنا.
 
وما أهم أهداف وزارة الشباب الفتية؟ 
أولا كل الموظفين في الوزارة كويتيون، وتحديدا من فئة الشباب، وبوجودهم معنا نسعى إلى أن يتعلموا تنمية أنفسهم وقدراتهم، فضلا عن التعاون مع أقرانهم، بما يدعم مفهوم العمل الجماعي المشترك، ولدينا أنشطة كثيرة ومبادرات مهمة يتم استيفاء متطلباتها حاليا، ولا نغفل دور العمل التطوعي، وهو المجال المعروف عالميا بأهميته لفئة الشباب خاصة، كونه يدعم الوعي الاجتماعي، ويؤكد الفاعلية للفرد في مجتمعه، والشباب الكويتي مندفع بقوة إلى العمل التطوعي، ولديه الاستعداد للعمل، ولكن هناك صعوبات تعترض طريقه مثل المعايير الخاصة غير السليمة التي تتبعها المجموعات التطوعية من الشباب، وهناك ما يسيء إلى العمل التطوعي، فمثلا كيف يتم ربط التطوع بمكافآت مالية؟ هناك منافسة غير سليمة بين تلك المجموعات تجعل كل مجموعة رافضة للتعاون مع المجموعات الأخرى في إطار أي مشروع، وهي مشكلة حقيقية. فالبحث عن المجد الشخصي يبدو غالبا على التوجهات الإنسانية والاجتماعية لدى عدد من المتطوعين، وما نسعى إليه ترسيخ مفهوم الشفافية، ثم المحاسبة سعيا إلى النجاح، ونيل ثقة المجتمع. 
 
قبل ارتباطك بالوزارة عملت بالسينما حدثينا عن هذه التجربة؟
لكل شخص موهبة تخصه، ولا سيما فئة الشباب، ومن وجهة نظري أن للإعلام والإنتاج المرئي دورا هنا، وهو ما سعيت إلى عمله من خلال إنتاجي لأعمال سينمائية، وكذلك ظهوري في مساحات إعلامية مهمة عالميا، وعملي في المجال الإبداعي لسنوات طويلة أنتج رؤيتي الحالية للشأن الشبابي. فوجودي هنا اليوم بعد سنوات من العمل الخاص في مجال المرئي إثبات لأهمية العمل على الذات، وكل ما يفعله الشباب اليوم لإبراز صورة الكويت للعالم سينعكس إيجابا علينا في ما بعد. 
 
يطلق على وزارتكم الشباب والرياضة، ما هو الارتباط بينها؟
بحثنا هذا الوضع طويلا، وأرتأينا أن الفصل أفضل وضروري جدا بين قطاع الشباب والرياضة، خصوصا أن القطاعين يعانيان من نقص، فحين تم دمجهما أخذت الرياضة من ميزانية الهيئة ما يقارب 90 في المئة، وبقي 10 في المئة فقط للشباب، وهو توزيع غير منصف. 
 
ولماذا الفصل؟
الفصل يعني أننا سنكون في وزارة الدولة لشؤون الشباب جهة تنسيقية استشارية، فيما ستكون الهيئة العامة للشباب والرياضة طرفا تنفيذيا. إلى أن يتم حسم الشكل النهائي للكيان الخاص بنا، وإن كنت شخصيا أدفع باتجاه المؤسسة بدلا من الهيئة، لأن المؤسسة قادرة على الاستثمار، ومن ثم تحصل الدولة على عوائد مالية تستطيع من خلالها تمويل مشروعات أخرى، ما يدعم فكرة تنويع مصادر الدخل للدولة.
 
ما هي الاستراتيجية التي جرى وضعها لاستنهاض مواهب الشباب؟
وضعت الوزارة استراتيجية متكاملة ومفصلة للتنمية البشرية الشبابية لتحقيق مطالب وطموحات الشباب، وتلبية رغباتهم واهتماماتهم بطريقة فعالة ومدروسة، وأهم نقاط هذه الاستراتيجية تتمثل في توفير المقومات والعناصر التي تمنح الشباب الكويتي فرصة لتنمية مهاراته وإبداعاته إلى آفاق أرحب، وأن تسعى الوزارة وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة إلى توفير فرص عمل مستدامة من خلال قرار تنفيذي صارم يحول الخطط الورقية إلى إنجازات ومبادرات ملموسة، ولا سيما أن المجتمع الكويتي يعتبر من المجتمعات الشابة، حيث يبلغ عدد المواطنين دون سن الـ29 (621) ألف مواطن.
 
كيف يتحقق ما تطمحون إليه؟ 
الخطط الطموحة لن تتحقق إلا بتعاون الشباب مع مسؤولي الوزارة الذين لن يتأخروا في دعمهم، لنتعاون على تحقيقها من أجل رفعة وتطور الكويت.