عدنان الكاتب يحاور سفيرة العرب والمسلمين في الغرب الدكتورة السعودية "منى أبو سليمان"

 حوار: عدنان الكاتب Adnan ALkateb 
السيرة الذاتية للشابة السعودية السفيرة الدكتورة منى أبو سليمان غنية جدا، ولا يختلف اثنان على أنها حققت إنجازات كثيرة في كل المجالات التي عملت فيها، وكانت وما زالت وجها مشرقا ومشرفا للمرأة العربية والخليجية والسعودية في المحافل الدولية، ولا يتسع المجال هنا لحصر مناصبها القيادية في منظمات ومؤسسات عالمية عريقة، رغم صغر سنها قياسا بالنساء القياديات في تلك المؤسسات، ويكفيها فخرا أنها سفيرة العرب والمسلمين في الغرب، باعتبارها من أهم النساء العربيات التي تلعب دورا فاعلا في حوار الحضارت، وكذلك من أهم من شغلن منصب سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، وهي في معظم الأحيان صلة الوصل بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب من جهة أخرى، وقد تم اختيارها أخيرا عضوة في المجلس الاستشاري لحملة "غوتشي" Gucci العالمية "قرع ناقوس التغيير" CHIME FOR CHANGE.
 
حدثينا بداية عن طبيعة مشاركتك في حملة "غوتشي" Gucci "قرع ناقوس التغيير" CHIME FOR CHANGE.
 
نظرا لأعمالي الكثيرة حول العالم في ما يتعلق بالحد من الفقر وتعليم النساء والتمكين المبتكر، طُلب مني أن أكون مستشارة في المجلس الاستشاري للحملة.
 
وكان لدي دوران، الأول هو تسليط الضوء على القضايا التي تدعمها الحملة، أما الدور الصعب، فهو تقديم المشورة حول الاستراتيجية الواجب اتباعها بصفتي عضوا في المجلس الاستشاري.
 
ماذا كنت تعرفين عن هذه الدار العريقة قبل العمل معها؟
على غرار النساء العربيات كافة، أنا أحب تصاميم "غوتشي" Gucci، وأنا واحدة من عملائهم. إذ تثير إعجابي تصاميمهم البسيطة والراقية في الوقت نفسه. 
 
لكنني لم أشارك في حملة "قرع ناقوس التغيير" Chime for Change بسبب ثيابهم الجميلة، بل فعلت ذلك لأن النموذج الجديد للتمويل الجماهيري للأعمال الخيرية مثير للاهتمام، وإن نجح هذا المسعى فسيغير جميع المعادلات.
 
كيف تابعت نشاطات الحملة وما رايك بالدور الذي تقوم به كل من:  Frida GianniniوBeyoncé وSalma Hayek؟
يحاولن ابتكار نموذج جديد من التمكين عبر التمويل الجماهيري ونشر التوعية. إنه أسلوب جديد في أعمال الخير، ومن المثير للاهتمام أن نرى ما ستكون النتيجة.  
 
كشابة سعودية اعترف الجميع بنجاحك في الأعمال التي قمت بها وخصوصا كسفيرة للأمم المتحدة في السعودية، ما أهم ما قدمته من أعمال في حياتك؟
يسرني أن العديد من المشاريع والمنظمات التي عملت معها نالت جوائز الامتياز من الأمم المتحدة، و"هارفرد"، و"ييل"، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكتبت وسائل الإعلام العالمية عن العديد منها. 
 
إلا أن المشروع الأحب إلى قلبي، والأكثر صعوبة من حيث التنفيذ، سيظل دائما العمل الذي قمنا به بشأن الحوار بين الإسلام والغرب في خمس من أبرز الجامعات في العالم، على غرار "هارفرد" و"كامبريدج". فهذه القضية مهمة جدا بالنسبة إلي، لأن صراع الحضارات هو أساس العديد من المشكلات التي نواجهها في العالم الإسلامي. كما أنه يسهل علينا أكثر تأمين التمويل للمشكلات البارزة في الوقت الحاضر التي يسلط عليها الجميع الضوء، مثل تمكين المرأة والحد من الفقر. ومن الصعب جدا تأمين الأموال للمشاريع الأكاديمية. 
 
العمل الأكاديمي هو أساس معظم الحلول. يجب أن نمتلك البيانات والمعطيات، يجب أن نحظى بالخبراء المدربين، ويجب أن نحظى بإمكانية الوصول إلى المؤسسات الأكاديمية التي تخرج الجيل الجديد من القادة. 
 
وهل من أهداف لم تستطيعي تحقيقها؟
من أبرز الأمور التي تفطر القلب التي أكتشفها في مجال عملي، هي مدى فداحة وتعقيد المشكلات، الجوع، الحروب، الدمار، التغير المناخي، نقص الموارد، الفقر، والفساد هي مشكلات فادحة ومعقدة ومتداخلة. وتشير الإحصاءات إلى أن شخصا من أصل ثمانية في العالم يخلد إلى النوم جائعا كل يوم. أي نحو مليار شخص. 
 
لا أحد يمكنه معالجة مشكلات الفقر العالمية وحده، لأنها شديدة التعقيد، لكن علينا أن نبذل قصارى جهدنا يوما بعد يوم. ومن أبرز الأمور التي أحبها في عملي هي رؤية حجم الأعمال الخيرة التي يتم القيام بها يوميا والعمل على نشرها. 
 
وماذا استفدت على الصعيد الشخصي والعملي من المدة الطويلة التي قضيتها في العمل العام والإنساني والاجتماعي؟
اكتسبت الكثير من الخبرة على الصعيد الاحترافي. اضطررت إلى العمل مع بعض البلدان الأكثر صعوبة وفسادا من أجل تأمين المساعدة لشعبها. عملت مع بعض المنظمات الأكثر تطورا وابتكارا في الغرب، وكان علي مجاراتها. 
 
على الصعيد الشخصي، أشعر بالإلهام والتواضع من حجم الأمل الموجود في هذا العالم، ومن أن إحداث تغيير كبير في حياة أحدهم يتطلب مجهودا ضئيلا. على سبيل المثال: إنشاء بئر ماء، تأمين المنح المدرسية، أو بكل بساطة عبر تأمين الأدوات لمساعدة إحدى القرى على إعادة بناء ما تهدم بعد الحرب الأهلية، هذه الأمور لا تكلف الكثير، لكنها تؤثر في المجتمع بأسره. وفي الوقت نفسه، حظيت بشرف التعاون مع حكومات تعمل على تطوير استراتيجيات يمكنها تغيير مستقبل بلادها. 
 
ولأن المسلمين يشكلون أكبر نسبة من الفقراء في العالم، لدينا التزام كمسلمين لنمد لهم يد المساعدة، لكنني لست أتحدث عن المساعدة التقليدية، إذ تجاوزت الأعمال الخيرية مفهوم مساعدة الناس بكل بساطة عبر تقديم الطعام والثياب لهم وتأمين مسكن لهم. أما الآن هناك منظمات تعمل على تغيير حياة الناس عبر التكنولوجيا. 
 
وماذا عن محاربة الأمية؟
التعليم هو أساس التغيير، والتعليم الجيد هو أساس التغيير الهائل. ولكن العالم تقدم كثيرا بحيث لم نعد نعمل على محو الأمية في ما يتعلق بالقراءة والكتابة، بل على محو الأمية في التكنولوجيا. هناك برامج رائدة في عمان تحمل الراية في هذه القضية.
 
والتعليم في كل مراحله وخاصة للإناث؟
لا يمكنك التحدث بكل بساطة عن تعليم الفتيات، عليك التحدث عن جودة الحياة. التعليم هو مجرد عنصر من العناصر. أُطلق على القرن الـ 21 اسم قرن النساء، لأنه يتم التركيز بشكل مكثف على تمكين المرأة. وأظهرت الأبحاث أن الاستثمار في النساء يعطي مردودا أكبر من الاستثمار في الرجال، بكل بساطة لأن النساء يستثمرن في عائلاتهن وفي مجتمعاتهن، ويساعدن على تطوير حياة أفضل لكل مَن حولهن. وعلينا الاستثمار في القادة النساء اللواتي يمكنهن نقل النضال من مستوى القرية إلى مستوى البلاد.
 
من خلال تجربتك، ما الفرق بين طبيعة العمل في مؤسسات عالمية كالأمم المتحدة، وبين العمل في مؤسسات محلية وعربية تسعى للعالمية؟
 
هناك أربعة اختلافات: "قابلية التوسع، الاستدامة، المحاسبة، الشفافية" والمنظمات العالمية تهتم بهذه المعايير الأربعة، لأنها تدرك أن الأمر لا يقتصر على مساعدة الآخرين، بل يتعلق بالتغيير 
 
الحوار كاملا مع مجموعة من الصور تجدونه في العدد 235