التغذية السليمة لمرضى الحساسية ونصائح للتخفيف من حدتها

تعانين من الحساسية الموسمية.. إليك أفضل الأطعمة للتخفيف من حدتها

جمانة الصباغ

يسود طقسٌ حارٌ جدًا وارتفاع في مستويات الرطوبة هذه الأيام في الإمارات، ما يزيد من مشكلة الجيوب الأنفية لديَ والحساسية التي تجعلني أعاني من صداع واحتقان في الأنف لعدة أيام.

هل تعانين من ذات المشكلة عزيزتي؟ إذن، فأنت مثلي تعانين من الحساسية الموسمية؛ التي عادةً ما تبدأ مطلع الربيع وتستمر خلال فصل الصيف، مصطحبةً معها العديد من المشاكل والأعراض الصحية التي يمكن أن تؤثر على جودة حياتنا ونومنا.

والحساسية الموسمية أو حمى القش Hay Fever أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي؛ كلها مُسميَات لمشكلة تحدث جراء تعرَض جهاز المناعة في الجسم لمواد موجودة في البيئة، والتفاعل معها عن طريق رد فعل تحسسي. ومن هذه المواد، حبوب اللقاح التي تطلقها النباتات في الهواء، وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، بحسب ما جاء على موقع "ويب طب".

وأضاف الموقع المختص أن الحساسية الموسمية، يمكن أن تتسبب بأعراض ومضاعفات تتراوح بين الخفيفة والشديدة. ما يتطلب استعدادًا دائمًا لها، سواء بالعلاجات أو من خلال التركيز على بعض الأطعمة. إذ تلعب التغذية السليمة، دورًا كبيرًا في تخفيف حدة الحساسية الموسمية وأعراضها.

قبل التعرف على هذه الأطعمة، ما رأيك بمعرفة المزيد عن أسباب حساسية الموسم وأعراضها، كما ذكرها موقع WebMD.

تنظيف المنزل من العث والغبار يخفف من اعراض الحساسية الموسمية
تنظيف المنزل من العث والغبار يخفف من اعراض الحساسية الموسمية

أسباب وأعراض الحساسية الموسمية

كما ذكرنا أعلاه، فإن الحساسية الموسمية غالبًا ما تحدث مع تغير المواسم؛ خاصةً حلول فصلي الربيع والصيف، اللذين يشهدان الكثير من حبوب اللقاح التي تُعد المُسبَب الأول للإصابة بتداعيات الحساسية الموسمية.

كما يحدث هذا النوع من الحساسية، بسبب التعرض للعفن أو الغبار أو عضات ولدغات الحشرات؛ إضافةً إلى وبر الحيوانات الأليفة الذي يتطاير في المنزل. ويُعدَ عث الغبار من أهم مُهيّجات الحساسية؛ وهي حشراتٌ صغيرة لا تُرى بالعين المُجرَّدة، وقد تتواجد في أماكن كثيرة، مثل الوسائد، والستائر، والسجاد، والدمى، والتي تُعتبر بيئة خصبة لتكاثرها.

تتراوح أعراض الحساسية الموسمية بين الخفيفة والشديدة؛ وتظهر عادةً بشكل مفاجئ وتستمر طوال فترة تعرَض الشخص لمسببات الحساسية.

وقد تشمل ما يلي:

  • سيلان الأنف، أو انسداده.
  • احتقان الأذن.
  • حكة ودموع في العينَين.
  • حكة في الحلق أو الجيوب الأنفية.
  • الصداع وضيق التنفس.
  • السعال والعطاس.

أطعمة تساعد في التخفيف من الحساسية الموسمية

للتغذية السليمة والصحية، أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الجسم والعقل. وهي مهمةٌ في حالات معينة، مثل الحساسية الموسمية التي يمكن أن تزداد حدتها عند البعض، ولا تقتصر فقط على الحكة ودموع العين والعطس.

لذا ننصحك عزيزتي، إن كنت تعانين من الحساسية الموسمية؛ بالتركيز على بعض الأطعمة التي تعمل كمضادات طبيعية لعوامل الحساسية، وتُخفَف من آثارها السلبية بصورة فعالة.

والأطعمة التي تُخفَف من أعراض الحساسية الموسمية كما ذكرها موقعي WebMD و"ويب طب" هي التالية:

1. الزنجبيل

يسهم في تقليل العديد من أعراض الحساسية الموسمية التي تحدث بسبب المشاكل الإلتهابية، مثل التورم وتهيج الممرات الأنفية والحلق والعينين. وذلك من خلال تناوله كمشروب أو إضافته إلى أصناف الطعام المختلفة، باعتدال.

فالزنجبيل غنيٌ بمركبَات كيميائية نباتية مضادة للأكسدة والالتهاب، ما يجعله من الأطعمة المفيدة حقًا في التخلّص من الحساسية الموسمية.

2. السمك

تحتوي بعض أنواع الأسماك، مثل التونة، والسلمون، والماكريل على أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تساعدفي تقليل حدة الالتهابات؛وهي سببٌ رئيسيللإصابة بالحساسية الموسمية.

وفي دراسة أُجريت في اليابانعلى مجموعة من النساء؛ تبين أن النساء المشاركاتممن تناولن كميات أكبر من الأسماك، كان لديهنّ مستويات منخفضة من حمى القش المعروفة أيضًا باسم التهاب الأنف التحسسي. وينصحك الخبراء بتناول حصتين من السمك أسبوعيً، لفوائده الصحية العديدة ومنها تخفيف أعراض الحساسية الموسمية.

3. البصل

أحد المصادرالطبيعية لمركب الكيرستين (Quercetin)؛ وهو من مضادات الهيستامين الطبيعية التي تُقلَل من أعراض الحساسية الموسمية. وبما أن عملية الطهي قد تُخفَض من محتوى الكيرستين في البصل، لذلك يُنصح بتناوله نيئًا أو إضافته إلى السلطات.

4. الكركم

معروفٌ بدوره الكبير في محاربة الجذور الحرة المُسبَبة للسرطان؛ بفضل محتواه العالي من مُركَب الكركمين (Curcumin) المضاد للالتهابات، الذي يسهم أيضًا في تخفيف أعراض التورم والتهيج الناجمين عن التهاب الأنف التحسسي.

أضيفي الكركم إلى مختلف أطباقك المعدة في المنزل، مثل الشوربة وتتبيلات الدجاج وغيرها.

5. الطماطم

تحوي ثمرة الطماطم متوسطة الحجم على حوالي 26% من القيمة اليومية الموصى بها لفيتامين ج، إضافة لمحتواها العالي من مُركَب الليكوبين (Lycopene)؛ وهو مُركَبٌ آخر مضاد للأكسدة يُساعد في تهدئة أعراض الالتهاب. ويقوم الجسم عادةً بامتصاص الليكوبين بسهولة عند تناوله عن طريق الأطعمة المطهوة، لذلك اختاري الطماطم المُعلَبة أو المطبوخة للحصول على نسبة جيدة من هذا المُركَب الحيوي.

6. البروكلي

أحد أفضل الخضروات التي تحمي الجسم من الملوثات المُسببة للحساسية، ويُمكنك تناول براعم البروكلي مطبوخة أو نيئة مع الصلصة، أو عن طريق إضافتها إلى السلطات اللذيذة.

7. البطاطا الحلوة

تخلصي من الآثار السلبية للحساسية الموسمية بتناول البطاطا الحلوة؛ التي تحتوي على مُركَب البيتا كاروتين (Beta carotene) الفعال فيحماية الجسم من الإصابة بأعراض الحساسية، والتخفيف من حدتها في حال حدوثها.وتُعد البطاطا الحلوة من أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض الحساسية الموسمية.

8. الكيوي

فاكهةٌ غنية بفيتامين سي، ويمكنها أن تُقلَل من الهستامين الذي يُسبَب تفاعلات الحساسية المزعجة.

9. الأناناس

هدا عن طعمها الشهي، فإن الأناناس من أفضل الفواكه التي تحارب الحساسية الموسمية؛ بفضل محتواها من إنزيم البروميلين، الذي يُقلَل من تهيَج أمراض الحساسية مثل الربو.

10. الكفير

مشروب زبادي يحتوي على البروبيوتيك؛ هذه البكتيريا تعيش في الأمعاء وتُعدَ مفيدةً جدًا للصحة. ويقول الباحثون أن الكفير قد يساعد في منع الحساسية الموسمية وحتى علاجها.

كما يمكنك الحصول على البروبيوتيك من الأطعمة المُخمَرة، مثل مخلل الملفوف والكيمتشي.

ركزي على الاطعمة التي تقلل من اعراض الحساسية الموسمية مثل الاناناس
ركزي على الاطعمة التي تقلل من اعراض الحساسية الموسمية مثل الاناناس

نصائح للتخفيف من أعراض الحساسية الموسمية

بعد استعراض أشهى وأفضل الأطعمة لمحاربة الحساسية الموسمية والتقليل من حدتها، ما رأيك الآن بالحديث عن أفضل النصائح الحياتية التي تساعد في تقليل أعراض هذه الحساسية المزعجة؟

النصيحة الأولى بديهية، وتتمثل في مبدأ التنظيف ثم التنظيف الجيد؛ للتخلص من الغبار والعث وغيرها من المواد التي تُسبَب الحساسية. أما النصائح الأخرى فهي على الشكل التالي:

  • تجنَبي لمس أنفك أو الضغط عليه أثناء التواجد في المنزل أو خارجه. واعمدي لشطف الأنف بمحلول ملحي للتخلص من الغبار وحبوب اللقاح المزعجة والعالقة فيه.
  • احرصي على غسل يديك بالماء والصابون طيلة الوقت.
  • تجنَبي التعرّض لمهيجات الحساسية الموسمية، مثل الدخان، ووبر الحيوانات، والغبار. والزمي المنزل في حال كان الطقس مُغبَرا وعالي الرطوبة وحركة الرياح قوية.
  • أغلقي النوافذ والأبواب جيدًا أثناء العواصف الترابية،
  • احرصي على غسل أغطية السرير الخاص بك، لتجنب الغبار والعث وغيرها من المُهيَجات.
  • لا بد من استنشاق مريض الحساسية أو الشخص المُعرَض لها، هواءً نقيًا طوال فترة بقائه في المنزل. لذا احرصي على استخدام مُكيَفات الهواء بعد تنظيفها، ومزيلات الرطوبة، وتنظيف الأسطح والأرضيات باستمرار للتخلُّص من الأتربة.
  • تناولي مضادات الهستامين المتاحة مع وبدون وصفة طبية، والتي تساعد على علاج ردود الفعل التحسُّسية؛ من خلال منع أو تقليل إفراز الهستامين الذي يُعدَ مادةً كيميائية يُفرزها الجسم عند التعرُّض لمُحفِّزات الحساسية، ويُسبَب ظهور الأعراض المزعجة.

في الختام، نعود ونؤكد على مقولة: الوقاية خيرٌ من قنطار علاج؛ وتلعب الوقاية دورًا هامًا في حمايتك وجميع من يعانون من الحساسية الموسمية، من تداعياتها الخطيرة التي تؤرق حياتك ونومك، وتؤثر عليك بشكل سلبي.