دليلك الشامل عن مُبيضات القهوة وبدائلها الصحية

في البداية أود أن أسألك عزيزتي هل أنتِ من عُشاق القهوة السادة أم الممزوجة بالنكهات المتنوعة؟، أم أنكِ تُفضلين إضافة مُبيضات القهوة إليها على وجه الخصوص؟. عمومًا إذا كُنتِ من اللاتي يُفضلن شرب فنجان القهوة المُضاف إليه مُبيض القهوة، فلا شك أن السطور القادمة ستحوز مساحة من تفكيرك بعد قراءتها، وقبل شرائك مُبيضات القهوة فيما بعد.

هُناك على ما يبدو إمدادات لا حصر لها من خيارات مُبيضات القهوة التي قد تحوي أنواع الحليب ومُنتجات الألبان، وكذلك التي لا تحويها، لتُعزز حقًا نكهة فنجان قهوتك.

لكن مع وجود العديد من الخيارات، قد تواجهين صعوبة في تحديد الخيارالأفضل لكِ. علمًا أنها لا تكون كريمة على الإطلاق، وهذا هو السبب في أنها غالبًا ما يُشار إليها باسم "مُبيضات القهوة". إذن ماذا يوجد بداخلها إذا لم تكن كريمة في الواقع؟.

يتعلق الأمرهنا بثلاثة مكونات رئيسية: السكر" أو التحلية الاصطناعية"، والزيت، والمُكثِف. في بعض الأحيان، تبذُل الشركات الجهد لاتخاذ خيارات صحية بشأن أنواع هذه المكونات التي تستخدمينها، لكن غالبًا لا يحدث ذلك. لذا من المهم تحققُك من المكونات عند شراء مُبيضات القهوة، فهي أقل وضوحًا في الطعم من الحليب الحقيقي أو الكريمة.

ولاستكمال حديثنا عن مُبيض القهوة، ومكوناته، وأفضل أنواعه، وأضراره، وبدائله الصحية، كي تستمتعي بمذاق قهوتكِ اللذيذ دون أي أضرار لاحقة، عليكِ تتبُع السطور القادمة بتمعُن. فقد جمعنا لكِ معلومات مهمة وفقًا لما نُشر في موقع ويب طب، وأيدها استشاري أمراض الباطنة الدكتور موفق عبد الدايم من القاهرة.

ما هو مُبيض القهوة

هو مادة غذائية صناعية تُستعمل كبديل للحليب، وعادةً ما تكون نباتية. تحوي معظم مُبيضات القهوة الشائعة مُكونات نباتية مثل: " شراب ذرة، سوائل نباتية"، وبعض المُبيضات تحتوي على دهون مُستخرجة من فول الصويا كبديل لدهون الحليب.

أول ما تم طرحه تجاريًا من مُبيضات القهوة كان في عام 1961 عن طريق شركة نستله تحت اسم  Coffee-Mate، وقد كان على شكل مسحوق. وفي عام 1967 تم استخدام مُبيض القهوة للإعلان عن بيع الألبان من قبل مجلس شركات تصنيع الألبان.

محتويات مُبيض القهوة

تعتقد الكثيرات أن مُبيض القهوة هو بكل بساطة مسحوق الحليب، ولكنه ليس كذلك. وفي ما يأتي نظرة سريعة على محتويات هذا المُبيض التي تتباين وفقًا للشركة المصنَعة له، غير أن المُحتوى النموذجي له هو على الشكل الآتي:

• زيت نباتي مهدرج.
• شراب الغلوكوز.
• مركب الصوديوم كاسينيت.
• مركبات فوسفاتية.
• إضافات منكهة وأخرى ملونة.

تحذيرات.. ولكن مما

لقد تعالت في الفترة الأخيرة أصوات بعض الباحثين والأطباء مُحذرة من مُبيض القهوة ومن المُبالغة في استعماله، نظرًا لما يُشكله من خطر على الصحة العامة، خصوصًا عند بعض الفئات من النساء اللاتي يُعانين من بعض الأمراض، ولكن هيهات أن يمتنعن عن تناوله!

إن مُبيض القهوة يحتوي عادةً على زيت نباتي مُهدرج، ولا يخفى عليكِ اليوم الخطرالذي يُشكله مثل هذا الزيت على الصحة القلبية الوعائية، إذ إنه يُساهم في رفع الجزء السيئ من الكوليسترول الذي يُشجع على زيادة خطر تعرُضك للأزمات القلبية والدماغية الوعائية؛ وفي المقابل فهو يُخفض نسبة الكوليسترول الجيد الذي يحمي قلبك وشرايينك.

وخطورة الزيت النباتي المُهدرج لا تقتصر على القلب والأوعية الدموية، بل على المخ أيضًا. فكما هو معروف، فإن غشاء الخلية العصبية مؤلف من سلسلة من الأحماض الدهنية المُختلفة التي تحتوي على فراغات تكسِب الخلية صفة المرونة والنفاذية؛ ولكن ما يحصل عند تناولك الأحماض الدهنية المهدرجة أنها تأتي من الدم إلى الدماغ وتحديدًا إلى غشاء الخلية العصبية فتتراكم فيه، الأمر الذي يُساهم في سد الفراغات فيه وبالتالي فُقدان مرونته ونفاذيته، ما يؤثر سلبًا في عمليات التبادل من داخل الخلية العصبية وإليها، كما يؤثر سلبًا في لغة التخاطب بين الخلايا العصبية، ما يخلق اضطرابات على صعيد وظائف المخ لديك.

مُضاعفات تُلاحق مريضات السكري وضغط الدم

تحوي مُبيضات القهوة كمية عالية من السكريات البسيطة السريعة الامتصاص، من هنا فهو غير مُحبذ للمرأة المُصابة بمرض السكري. كذلك بينت الأبحاث أن الدهن المُهدرج يؤدي إلى تطور أسرع للداء السكري نتيجة الخلل الذي يُحدثه في فاعلية هرمون الأنسولين، لذا ننصح المُصابات بالسكري أن يهجُرن مُبيض القهوة.

فضلاً عن ذلك، فإن مُبيض القهوة يحتوي على معدن الصوديوم، لذا على المُصابات بارتفاع ضغط الدم أن يأخُذن هذا الأمر في الاعتبار، فالكثيرات يستعملِن مُبيض القهوة طوال اليوم، وبالتالي يحصلن على كمية كبيرة من الصوديوم والتي قد تُساهم في رفع أرقام ضغط الدم.

أضرار أخرى لمُبيضات القهوة

تُفضل بعض النساء تناول القهوة بدون إضافة كريمة التبييض، فيما لا تتمكن آخريات من تناولها من دون مُبيض القهوة، لكن يجب عليهن إعادة النظر في استخدام مُبيض القهوة مرّة أخرى لأنه يُمكن أن يُسبب بعض أضرار صحية للمرأة العادية، والتي تتمثل في ما يأتي:

• ارتفاع مستويات السكر في الدم:

وفقًا لجمعية السكري الأمريكية تحوي ملعقتان كبيرتان من مُبيض القهوة السائل على 11 غرامًا من الكربوهيدرات، و10 غرامًا من السكر، وبالتالي فإن تحلية قهوتك بمُبيضات مُنكهة، يعني إضافة السكر لها، وهذا يعني أنكِ قد تُحدثين اختلالاً في جسمك قد يؤدي لإصابتك بمرض السكري من النوع الثاني. علمًا أن جمعية السكري الأمريكية تُفيد أن كريمات القهوة غنية بالدهون المُشبعة أيضًا وهذا ضار جدًا بجسمك.

• الحساسية:

أحد أضرار مُبيض القهوة إصابتك بالحساسية. إذ إنه وعلى الرغم من عدم احتواء معظم أنواع مُبيضات القهوة على سكر الحليب "اللاكتوز"، إلا أنها لا تتناسب مع النساء أو الفتيات اللاتي يُعانين من حساسية بروتين الحليب، وذلك لاحتوائها على مُشتقات الحليب تُسمى كازينات الصودي Sodium caseinate.

• زيادة الوزن:

قبل تناولكِ مُبيض القهوة يجب أن تضعي في اعتبارك أن كل ملعقة كبيرة منه تحوي 10 - 20 سعرة حرارية مقارنةً بخمس سعرات حرارية في ملعقة كبيرة من الحليب الخالي من الدهون، وهذا يعني أن إضافتك كمية كبيرة من هذا المُبيض إلى قهوتك تُضيف 50 سعرة حرارية لكل كوب. وبالتالي فإن أحد أضرار مُبيض القهوة المُساهمة في زيادة وزنك بصورة كبيرة، وما يعقبها من أضرار صحية، خصوصًا زيادة فرص إصابتك بالأمراض المزمنة "مرض السكري من النوع الثاني، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع الكوليسترول بالدم، اضطرابات في مستويات الهرمونات" من دون سابق إنذار.

معلومات مهمة عن مُبيضات القهوة

تختلف مُكونات مُبيضات القهوة حسب العلامة التجارية، إلا أن معظمها مصنوعة من مزيج من الماء والسكر والزيت النباتي، وعادةً ما تتم مُعالجة كريمة القهوة بشكل كبير وزيادة نسبة السكر فيها.

إذ تحتوي بعض أنواع مُبيضات القهوة الشائعة على ما يصل إلى 5 غرامات من السكر المُضاف في حصة واحدة وهذا أكثر من ملعقة صغيرة من السكر. وهنا توصي جمعية القلب الأمريكية بعدم تجاوز 6 ملاعق صغيرة يوميًا للنساء أي حوالي 24 غرام، و9 ملاعق صغيرة سكر للرجل أي حوالي 36 غرام.

والجدير بالذكر، أن الشركات المُنتجة تستخدم بعض الإضافات لتعزيز الطعم والكثافة الخاصة بكريمة القهوة، مثل: الكاراجينانCarrageenan، وعلكة السليولوز Cellulose، والمُنكهات الاصطناعية، وجميعها مواد ضارة بالصحة.

مبيض القهوة البودرة أم السائل.. أيهما أفضل

الفرق الرئيسي بين مُبيضات القهوة السائلة والبودرة هو كيفية تخزينها، إذ يُمكنك تخزين مُبيضات القهوة البودرة في دولابك ولا تحتاجين إلى تبريدها؛ وعلى النقيض تمامًا تحتاج معظم السوائل إلى التبريد بعد الفتح. ومع ذلك، هُناك بعض الخيارات السائلة التي يُمكنها أن تصمد على الرف، لكنها تُفضل عادةً في الأماكن التي يتم استخدامها فيها بكثرة، كي تنفذ سريعًا لأنها لا تدوم أكثر من شهر تقريبًا بعد الفتح.

بدائل صحية لمُبيض القهوة

لتفادي أضرار مُبيضات القهوة ننصحك بإضافة الحليب خالي الدسم إليها، إذ إنه يُقدم فائدة صحية ولا يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات، مثل: "الكريمة، أو الحليب كامل الدسم". كما يوجد بعض الخيارات الأخرى التي يُمكنك إضافتها إلى قهوتك، مثل:

• حليب اللوز:

هو شراب يتم صُنعه عن طريق طحن ثمرة اللوز، وغالبًا ما يُستخدم كبديل للحليب المُستحلب من الأبقار وغيرها من الحيوانات. لا يحوي حليب اللوز على الكوليسترول ولا على اللاكتوز بعكس الحليب الحيواني، ولا يحتوي على أي مُنتج من المُنتجات الحيوانية. والجدير بالذكر، أنه مُناسب للنباتيات اللاتي لا يشربن الحليب الحيواني، ويُضاف إليه بعض النكهات كالفانيلا والشوكولاته، أو قد يُضاف إليه بعض الفيتامينات.

• حليب جوز الهند:

هو سائل مُعتم أبيض حليبي يُستخرج من اللب المبشورلجوز الهند الناضج. يرجع السبب في عدم شفافية حليب جوز الهند وطعمه الغني إلى محتواه العالي من الزيت، ومعظمها عبارة عن دهون مُشبعة. قد تُخلط العديد من النساء بين حليب جوز الهند وماء جوز الهند، ولكن هُناك فرق بينهما، فماء جوز الهند هو السائل الطبيعي الموجود داخل ثمرة جوز الهند، بينما حليب جوز الهند يتم صُنعه من اللب الأبيض.

وفي النهاية، استعرضنا لكِ كل ما يجب عليكِ معرفته عن مُبيضات القهوة وبدائلها الصحية، كي تكوني على دراية تامة بها عند شرائها، لكن لكِ الاختيار وعلينا النصيحة.