رمي الأرز على العروسين لحياة زوجية خصبة

عادات وتقاليد في حفلات الزفاف بين الأمس واليوم

1 فبراير 2023

أثناء التخطيط لحفل الزفاف الخاص بك، هناك الكثير من الأمور التي سيُقال لك "عليكِ" القيام بها، ولكن الحقيقة هي أنّ يومك الكبير هو يومك أنتِ، ولك كامل الحرّية في اختيار طريقة تخطيطه. بين الأفكار والاتجاهات، هناك عدّة عناصر رائجة، منها القديم والقديم المتجدّد ومنها الجديد بالكامل، لكن معظمها ثابث في حفلات الزفاف. يمكنك إيلاء بعض العادات القديمة اهتماماً كي تضفي رونقاً خاصاً على زفافك_ طبعاً إذا كانت تناسبك.

لكن، لا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ مراسم الزواج  لا تزال غارقة في التاريخ، رغم حداتثها، وذلك بفضل تعدّد الثقافات والأديان والمناطق والأزواج الذين يضيفون عاداتهم الخاصة إلى هذا المزيج، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا ظهور التقاليد المتعلقة بالزفاف على مر السنين.

رمي الأرز على العروسين لحياة زوجية خصبة
رمي الأرز على العروسين لحياة زوجية خصبة

من تقاليد الزفاف القديمة هناك رمي الأرز وبتلات الزهور وقصاصات الورق، التي لا شكّ تسمعين فيها من منظمي الأعراس، وتشاهدينها في حفلات الزفاف.

قبل القصاصات الورقية، كانت هناك بتلات الورود  وحبات القمح والأرز التي كانت تُلقى على الزوجين، لإضفاء الرخاء والخصوبة. فماذا تعني هذه العادات؟ وإلى ماذا ترمز؟ وكيف تطوّرت عبر الزمن؟ سنكتشف سوية في السطور التالية، كي تختاري العنصر الأحب إلى قلبكِ في يومكِ الكبير.

تاريخ ومعنى رمي الأرز على العروسين

رمي الأرز على العروسين
رمي الأرز على العروسين

يعود تاريخ وتقليد استحمام العروسين بالأرز إلى ما قبل الميلاد.  حينها، كان المحاربون القدماء يلقون الأرز والحبوب الأخرى لإرضاء الأرواح وطلب البركة والخصوبة للزوجين؛ تقليد اتبعه الرومان القدماء بشكل خاص، فيما كان الإيطاليون يقذفون الحلوى أو المكسرات المحلاة على العروسين.

هذا، وكان البولنديون يستخدمون الأرز أيضاً ولكنهم كانوا يضعون العملات المعدنية عند أقدام الزوجين لضمان الازدهار والثروة. في المغرب كذلك، كان الحضور يرمي التمر أو التين المجفف على العروسين.

كل ذلك هو عبارة عن تقليد للعائلة والأصدقاء، حيث "يستحم" المتزوجان حديثًا بالتمنيات الطيبة أثناء سيرهما نحو حياة جديدة معًا. بغض النظر عن الثقافة، فإنّ أهمية الرمي متشابهة، فهي طقوس يؤديها الضيوف لتمني الحظ السعيد، والزواج المزدهر، والأطفال.

رمية الأرز هي رجاء رمزي للعروسين كي يتنعما بحياة مليئة بالازدهار والثمار، وهذا ما يعني بالنسبة للقدماء العديد من الأطفال. فالأرز أو الحبوب كانت ترمز إلى الخصوبة، على قاعدة "إذا كان حقلك يحتوي على الكثير من الحبوب المزروعة، فإنّك صاحب أرض خصبة، وانجابك للأطفال ضمناً.

يحدث الرمي على مرحلتين في حفل الزفاف: إمّا عند دخول العروسين أمام الحضور أو عند الخروج أثناء مغادرتهما صالة الاستقبال. في حفلات الزفاف الحديثة، عادة ما يكون رمي الأرز بعد الحفل مباشرة، حيث لا يُستخدم بشكل عام بعد حفل الاستقبال.

بدائل رمي الأرز

ربما لا يتوافق أحد المعاني التقليدية لرمي الأرز مع تخطيطك لحفل الزفاف، أو ربما ترغبين في العثور على مظهر أكثر تحضراً أو ثيماً يحمل موضوع ولون حفل الزفاف الخاص بك، أو عنصراً رمزياَ لك. فإليكِ بعض الأفكار:

رمي بتلات الورود على العروسين
رمي بتلات الورود على العروسين
  • خيارات صديقة للبيئة مثل البذور أو الزهور المجففة أو الأعشاب.
  • تضمين ألوان حفل الزفاف الخاص بك في الزهور أو الخزامى التي يرميها الضيوف.  
  • بعض الأفكار الممتعة التي تجعل الضيوف يرمون بتلات الورد، أو قصاصات الورق القابلة للتحلّل الحيوي، أو حتى إلقاء الطائرات الورقية.
  • تريدين تخطي الرمي كليّاً؟ ما رأيكِ بقرع الضيوف للأجراس الضيوف أثناء الدخول الكبير في حفل الزفاف؟ أو ربما، عند خروجك مع العريس من الحفل، سيبدو الأمر ممتعاً لاختتام السهرة.

القمح

القمح هو رمز للازدهار والخصوبة والحصاد الوفير. كان القمح من الحبوب الأصلية التي تُلقى على الأزواج في الأعراس، قبل أن يحلّ الرز وبتلات الورود مكانها. اليوم، لم نعد نشاهد هذا التقليد في حفلات الزفاف، إذ أنّه يحمل المعاني نفسها للرز والورود.

قصاصات الورق

قصاصات ورق تمطر العروسين
قصاصات ورق تمطر العروسين

يشبّه كثيرون القصاصات الورقية بتلات تتساقط من السماء، خاصة عند اختيار الألوان الجميلة.

فإلى جانب الوقوف ومنح العروسين جولة من التصفيق، فإنّ إحدى الطرق الأكثر شيوعًا هي إلقاء قصاصات الورق عليهما، كعادة متبعة حول العالم. إنّها طريقة يقول من خلالها ضيوف حفل الزفاف "تهانينا" للعروسين، ويتمنون  لهما حياة من التوفيق والسعادة.

الجدير ذكره أنّ تقليد إلقاء قصاصات الزفاف قد نشأ خلال العصور الوسطى في شمال إيطاليا، وكان بالتأكيد موجودًا في المملكة المتحدة منذ عصور سابقة. قبل القصاصات الورقية، كانت هناك الأزهار أو البتلات أو الحبوب أو الأرز تُلقى على الزوجين، لإضفاء الرخاء والخصوبة، أيّ احتفال بالحب والفرح العظيمين.

ما يميّز قصاصات الورق، هو أنّها تلعب دورها البارز كعنصر جميل في الصور، حيث تمتلئ صور الزفاف بألوان مذهلة نابضة بالحياة وأنت تمشين في الممر.  

تأتي قصاصات الورق اليوم في عدد لا يحصى من الأشكال والألوان والأنماط لرميها في الهواء احتفالًا، ورميها على الممر من قبل "فتيات الأزهار" لدخول العروس وللتزيين في حفل الاستقبال. تأتي قصاصات الزفاف الآن أيضًا على شكل قصاصات خشبية (ليست مخصصة للرمي) وبعضها يتميّز بملصقات أو كلمات أو صور شخصية للعروس والعريس.

رمي الزهور (مفهوم باقة الزهور)

ترمي العروس باقة الورد في نهاية حفل الزفاف
ترمي العروس باقة الورد في نهاية حفل الزفاف

رمي الزهور هو المفهوم القديم الكائن وراء باقة العروس الحديثة، التي أصبحت تُعتمد كبديل عن عادات قد تزعج العروس في الأزمنة القديمة.

في التفاصيل، كان الرومان والمصريون القدماء يرمون البذور على المتزوجين حديثًا لمنحهم الخصوبة، وتُرجم الأمر في النهاية إلى بتلات الورد؛ الجدير ذكره أنّ حاكمة مصر، الملكة كليوباترا، كانت تملك بتلات ورود تغطي مسكنها.

من ناحية أخرى، بدأ إلقاء الزهور في المملكة المتحدة عندما حاولت النساء غير المتزوجات اقتلاع قطع قماش من فستان العرائس أو قطع من الزهور المحيطة بها، لمحاولة الحصول على بعض من حظها السعيد على أمل أن يصبحن عرائس بعدها.

 لوقف عادة قطع الفستان، أصبحت العروس ترمي باقة زهورها في الحشد وتجري. هذه العادة لا تزال سارية حتى اليوم، إذ تقوم العروس برمي باقتها على الفتيات العازبات، وتكون الفتاة التي تلتقط الباقة هي الأوفر حظاً كي تكون العروس القادمة_ بحسب الأساطير والخرافات.

بتلات الورود

بتلات الورد ضرورية في كل حفل زفاف، ولكن لماذا؟

رمي الورود على العروسين
رمي الورود على العروسين

أصل بتلات الورد في حفلات الزفاف غامض إلى حدٍ ما، ولكن بالنظر عبر التاريخ، يمكن للمرء أن يجد أمثلة على استخدام بتلات الورد في حفلات الزفاف، فالتقليد مستمد أساسًا من فكرة الخصوبة.

تطوّر استخدام بتلات الورد في حفلات الزفاف اليوم من تقاليد وأحداث مختلفة في العديد من البلدان المختلفة. اليوم، تحمل فتاة الزهور وهي ترتدي فستانًا أبيض وترمي بتلات الورد الأحمر، وهي بذلك تمشي في الممر أمام العروس التي تتناثر حولها بتلات الورد وهي تمضي. من الناحية الرمزية، يمثل الثوب الأبيض النقاء، بينما تمثل بتلات الورد الأحمر الخصوبة. لذلك، فإنّ صورة الفتاة التي ترمي الزهور تهدف إلى التمني للعروس بالنقاء الروومانسية والخصوبة مع زواجها.

إشارة إلى أنّ بتلات الورود ليست عنصر زينة في حفلات الزفاف فقط، بل هي ذات مغزى ومفهوم؛ إذ لكل لون وردة معنى تقليدي مختلف: فاللون الأحمر ينقل الحب العميق والعاطفة، بينما الوردة البيضاء ترمز إلى النقاء. امّا إذا كنتِ تبحثين عن لون بتلات الورد للتعبير عن الصداقة والاهتمام، فإنّ اللون الأصفر هو اللون الذي يجب أن تعتمديه. كما يمثل الظل الأرجواني الفاتح الحب من النظرة الأولى، واللون الوردي الأرجواني الداكن يدل على الطابع الملكي والتقليدي بالكامل.

فيما تُظهر الألوان الفاتحة، مثل الوردي والبرتقالي والخوخي، مشاعر أخف تعبيراً عن حفل الزفاف من المعاني أعلاه، إذ يتيح اللون الوردي التعبير عن التقدير والاحترام بشكل عام، أمّا اللون البرتقالي، فيدلّ على تشابك الأيدي بين العائلات، كما يمثّل الأمل في المستقبل.