كيف تدعم المرأة السعودية مواطِنَتها في مجال الأعمال؟

جدة – إسراء عماد لا شك في أن المرأة السعودية أثبتت عالمياً أنها تمتلك كافة الإمكانيات والقدرات لأن تكون سيدة ناجحة في المجال الذي تختاره، إلا أنه ليس من الضروري أن تصل إلى المراكز المتقدمة كي تكون إنسانة ناجحة، بل قد يأتي النجاح من أبسط المستويات، فالمعلمة التي تقوم بإيصال المعلومة بوضوح إلى طالباتها هي امرأة سعودية ناجحة، كذلك الطبيبة والإعلامية والطالبة المبتعثة، وحتى المرأة الأم المتعلمة المثقفة التي كَرَّسَت معلوماتها لتثقيف أطفالها فهي إنسانة ناجحة. وبات شاهداً على نجاح المرأة السعودية وجود نماذج مشرفة لسيدات سعوديات أثبتن جدارتهنّ في مختلف المجالات وحققنَ نجاحات على كافة المستويات، إلَّا أن ذلك ليس بنهاية المطاف بالنسبة لهنّ، بل تبقى عليهنّ مسؤولية دعم غيرهنّ من السيدات السعوديات بصفة عامة والمهنيات المبتدئات في مجال العمل على وجه الخصوص. فكيف تكون اشكال هذا الدعم؟ "هي" من خلال التحقيق التالي التقت بنخبة من سيدات الأعمال ونساء رائدات في المجتمع السعودي لنتعرف سوياً على طبيعة الدعم الذي تحرص كل منهنّ على تقديمه للمرأة السعودية. "دعم المرأة الحقيقي هو منحها الإحساس بقيمة ذاتها" تقول سيدة الأعمال السعودية دينا النهدي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة تقنية تحسين البيئة (إنتك) لـ "هي": "أؤمن بأن الدعم الحقيقي للمرأة ليس مجرد إعطاءها وظيفة، بل هناك دعم أهم من ذلك بكثير وهو منحها الإحساس بذاتها وقيمتها في الحياة، فمن خلال الدورات التوعوية التي أقيمها بشأن البيئة، أجد سيدات غير حاصلات على شهادات، ولم يحالفهنّ الحظ للحصول على وظائف إلّا أن لديهن مهارات وفنون يبدعن فيها، أقوم باكتشافها والاستفادة منهنّ في مجال البيئة بأن يقمن بتدريب غيرهنّ على إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية والمعدنية والخروج منها بأعمال فنية رائعة، ثم أقوم بدعمهنّ وتأهيلهنّ لبدء مشاريعهنّ الخاصة، فتتحول تلك السيدة من امرأة لا تعرف قيمة وجودها في الحياة، إلى سيدة منتجة رائدة عمل تشعر بالثقة في قدراتها". دعم الأسر المنتجة وأضافت النهدي: "أما على مستوى مؤسستي المتخصصة في المجال البيئي، فللأسف نحتاج إلى تخصص دقيق، وأتمنى من كل قلبي أن أجد سعوديات متخصصات في هذا المجال، فقمت بتعيين شركات توظيف تبحث لي عن كوادر سعودية متخصصة في العلوم البيئية، ولم أحصل على نتيجة حتى الآن، إلّا أنني أقوم بتعويض ذلك من خلال دعم الأسر المنتجة وتحويلها من أسر منتجة صغيرة إلى رواد أعمال ناجحين، كما أجد طالبات في المرحلة الثانوية رائعات لديهن الدافع لتعلم الخبرات فأقوم بتدريبهنّ على المهارات المختلفة التي تصقل قدراتهن وتنمي مهاراتهنّ في حياتهم العملية في ما بعد". الاستثمار .. التوجيه .. المنظمات الداعمة للمرأة وافقتها الرأي الإعلامية السعودية الدكتورة منى أبو سلمان التي أوضحت لـ "هي" أن هناك الكثير من السبل لدعم المرأة السعودية أهمها التوجيه والاستثمار، فمن واجب السيدة التي وصلت الى أن يصبح لديها عملها الخاص أن تخصص جزءاً من وقتها لدعم غيرها من المبتدئات، وذلك لا يتوقف على توظيفهنّ في مؤسستها فحسب، بل بالتوجيه وتقديم النصح ومساعدتهنّ على اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة المهنية، عن طريق الحوار معهنّ وتفهم مشاكلهنّ ثم توجيههنّ بالطريقة المثلى، لأن السنة الأولى في الحياة المهنية هي الأكثر خطورة وصعوبة على الفتيات، لعدم قدرتهنّ على الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية، فيكون دعم السيدة لهنّ في هذه المرحلة غاية في الأهمية. كما أنه من واجبنا الحضور والتواجد في المنظمات الداعمة للمرأة مثل شبكة صلة التي تدعم المهنيات على مستوى المملكة، وتضع الشابات المبتدئات في الحياة المهنية أمام أمثلة ملهمة". "عَمِلْت على تأسيس شبكة صلة للمهنيات السعوديات" فيما أشارت رائدة الأعمال السعودية لطيفة الوعلان إحدى مؤسسات شبكة صلة للمهنيات السعوديات إلى أن دعم المرأة السعودية له عدة أوجه. وعن دورها في دعم المرأة السعودية، ذكرت: :عملت على تأسيس شبكة صلة للسيدات المهنيات مع 8 سيدات، حيث عملنا على تكوين منظمة غير ربحية هدفها وضع منصة للتواصل بين المهنيات السعوديات بشتى تخصصاتهن والعمل على انتقال وانتشار الفرص والمهارات بينهن، ولله الحمد تم تبني شبكة صلة من قبل جمعية النهضة النسائية الخيرية كأحد المشاريع التي تعمل تحت مظلتها، وخلال عامها الأول نظمت صلة 14 لقاء ما بين الرياض وجدة، وأقامت ورش عمل استفادت منها 400 سيدة، كما أن برنامجها الإرشادي تخرج منه 25 طالبة، واستمر العطاء خلال العام الثاني، وقمنا الأسبوع الماضي بتنظيم أول لقاء في مدينة الخبر". "أسعى لدعمها بكل ما أوتيت من قوة" من جهتها، عَبَّرَت سيدة الأعمال السعودية ميساء علي رضا مالكة مؤسسة الميساء للأزياء عن تقديرها للمرأة السعودية. وقالت لـ"هي": "أسعى لدعم المرأة السعودية بكل ما أوتيت من قوة، فبحكم عملي سابقاً في مجال الطب، كنت أجد طبيبات سعوديات في قمة الذكاء يجسدنَ نماذج نفتخر بها، لذلك أعي تماماً أن المرأة السعودية من السيدات الناجحات علمياً وثقافياً على مستوى العالم عقلها يعمل باستمرار، ولديها تحدٍ كبير لإثبات ذاتها في جميع المجالات من طب وإعلام وغيرها، وبعد امتلاكي الآن لخط أزياء أتمنى أن تصبح نسبة السعوديات العاملات في مؤسستي عالية، وأحرص حتى في عروض الأزياء التي أقيمها أن تكون العارضات سعوديات، فالمرأة السعودية حقاً نموذج نفتخر به فاق نجاحها الرجل بمراحل". الدعم لا يقتصر على المرأة فقط! الى ذلك، اتى رأي الدكتورة بسمة عمير المدير التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال في غرفة التجارة والصناعة بجدة، مختلفاً تماماً حيث اعترضت على حصر دعم المرأة السعودية للمرأة فقط وأوضحت أنّها ضد اقتصار دعم المرأة للمرأة، فالفرص الوظيفية متاحة للطرفين والتعليم متاح كذلك للرجل والمرأة على حد سواء، ما يحتم على أي شخص وصل لمنصب ومكانة استثمارية معينة أن يدعم غيره سواء كان رجل أو مرأة، وعلى سيدة الأعمال السعودية أن تدعم الوطن بدعم مواطنيه رجالاً ونساءً، وذلك بحسب مجال تخصصها، فإذا كان نشاطها نسائياً تقوم بتوظيف الفتيات وتمنحهنّ الخبرة والتدريب اللازم الذي ينقص المرأة السعودية، أما إذا كان مجالها يتيح الفرصة للجنسين فيصبح واجبها دعم المواطن السعودي، ويأتي الدعم بتوفير الفرص الوظيفية، والتعليم والتوعية، ومنح الخبرة، وإرسالهم للإبتعاث على حساب الشركة، فسيدة الأعمال التي توظف رجال ونساء المجتمع هي بذلك داعمة للوطن". برأيك، ما هي الطريقة المثلى لدعم المرأة السعودية في مجال العمل؟