ليس كل شيء للبيع!

تحدثت في مقالي السابق الذي حمل عنوان "ليس كل ما نراه مزيفا" عن شخصين من عالم الشهرة والأضواء هما مثال للأخلاق والتواضع، وكيف أن تصرفاتهما تعكس فعلا ما بداخلهما وتمثل ثقافة بلدهما.
 
أما اليوم، فسأحدثكم عن النقيض تماما.. عن شخصية كانت وما زالت على مدى سنوات في عالم الشهرة تقدم نفسها على أنها في قمة الأخلاق ومن الداعمين للأعمال الخيرية. 
 
ولكن مؤخرا وجدنا هذه الشخصية تبيع كل شيء، وترضى أن تكون مرافقة شخصية لأحد الميسورين ماديا خلال إحدى رحلاته السياحية، ضاربة بعرض الحائط القيم التي تربت عليها في كنف عائلتها الشرقية المحافظة، وكل ما تتحفنا به على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.  
 
ثم عادت إلينا بعد رحلتها من جديد لتمارس علينا دور الواعظ الناصح، ولكن هذه المرة أصبح كلامها غير مقنع نهائيا لأنها اختارت أن تتاجر بسمعتها وبحب واحترام من حولها، وتضحي بتاريخها مقابل رحلة لأربع ليالٍ. 
 
ونسيت أن الشهرة والنجومية هي مسؤولية قبل كل شيء، وأنها مسؤولة أمام جمهورها ومن يتابعها، لأنها قدوة لهم، كما نسيت أن النجم يجب أن يكون نجما في نظر نفسه قبل أن يكون نجما في عيون متابعيه.
 
في النهاية أودّ أن أقول: ليس كل ما يلمع ذهبا، وعلينا أن نحذر من هذه الشخصية وأمثالها، لأنها ورغم البريق الموجود حولها، المثال الخطأ الذي قد نربي أطفالنا على أخلاقه. كما أودّ أن أقول لهذه الشخصية ولكل من هم مثلها من النجوم المزيفين: "ليس كل شيء للبيع، ففي بعض الأحيان حتى صورتكم المصطنعة التي أقنعتم الناس بها ليس من حقكم أن تبيعوها"<