قصص غريبة لحالات الطلاق في السعودية

  الرياض – شروق هشام تُظهر التقديرات الرسمية ارتفاعا كبيراً بمعدلات الطلاق في السعودية ، لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل لا يتعلق بارتفاع النسبة فحسب بل بالأسباب التي تؤدي إلى الطلاق والتي تكون غير منطقية وغير معقولة في كثير من الأحيان ، فلقد أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية في إحدى دراساتها أن هناك أسباباً تافهة وراء هذه الظاهرة المجتمعية والكارثية وبمعالجتها يمكن أن تحول دون وقوع مئات من حالات الطلاق المتعجل . فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة مواقف أكثر طرافة واستغراباً لسعوديين طلقوا زوجاتهم لأسباب غريبة تنوعت ما بين الخضوع لعادات وتقاليد معينة أو الظن بالتعرض للخداع أو أمور تتعلق بمشاهدة القنوات الفضائية وغيرها من الأسباب التافهة والغريبة والتي تؤكد بطريقة أو بأخرى على أن كل الإحصائيات الرسمية والإعلامية وغيرها والتي تحدثت عن مؤشرات عالية للطلاق في السعودية لم تكن جانية على الحقيقة أو مبالغا فيها بأي شكل من الأشكال فالعديد من الحالات على فترات متفاوتة تمثل قصص غريبة ومحزنة وقد تكون مضحكة في بعض الأحيان . موقع "هي " استطلع أراء بعض السيدات السعوديات حول هذا الموضوع : نور ومهند فعند سؤال " منيرة " موظفة في شركة تسويق عن رأيها قالت : اسمع من صديقاتي الكثير من الخلافات التي تتسبب فيها المسلسلات التركية العاطفية التي تأجج رغبة العديد من الأزواج والزوجات في اتهام كلا منهما الآخر بالتقصير عاطفياً ورومانسياً ، ولكن برأيي أن هذه الخلافات يجب ألا تصل إلى حد الطلاق كما حدث في القصة التي انتهت بالطلاق بسبب المسلسل التركي الشهير " نور" والبطل الوسيم "مهند" في احدى النقاشات الساخنة بين زوجين ، أو كما تسبب مسلسل تاريخي شهير في إنهاء كيان زواج استمر 15 عاما وأثمر سبعة أبناء عندما نفذ صبر الزوجة وهي تسمع زوجها يكرر عبارات الإعجاب ببطلة المسلسل الجميلة فوقع الشجار وتلاه الطلاق في لحظة غير متوقعة . الخلوة الشرعية وتؤكد " أمل " وهي ربة منزل : أن الرجل هو من يبحث عن مسببات الطلاق التافهة كما حدث عندما تقدم أحد أصدقاء زوجها بطلب تطليق زوجته في المحكمة بحجة أنها أقدمت على " معصية الخلوة بالرجال " أثناء مشاهدتها لوحدها أحد البرامج التلفزيونية الفضائية ، وبالرغم من أن القاضي رفض وناصحه كما حاول زوجي اقناعه العدول عن ذلك ، إلا أنه أصر على الطلاق ونفذ مراده وبالطبع لم يجد صعوبة في إيجاد شهود من المتواجدين حينها حتى لو لم يعرفوا حقيقة الأمر . غوانتنامو وعند سؤال " نوف " وهي معلمة للمرحلة الثانوية قالت : إنها تؤيد الطلاق عندما يعمد الزوج إلى التقليل من شأن زوجته أو الاستهزاء بها حتى لو كان الموقف تافها من وجهة نظر الآخرين كما حدث عندما طلبت امرأة سعودية بعد 17 عاماً من الحياة الزوجية الطلاق من زوجها بعد أن اكتشفت في ذاكرة هاتف زوجها الجوال عن طريق المصادفة أن اسمها هو "غوانتنامو" ، معتبرة أن وصفها بهذا اللقب في الجوال يدل على تسلطها ووصفها بالشرسة التي لا تعاشر زوجها كما اعتبرت ذلك تقليل من مكانتها ومن حقها الاصرار على الانفصال ، وهي تجد مبرر الزوج غير مقنع إطلاقا فلقد برر اعتماده على هذه التسمية من باب الحفاظ على الخصوصية وعدم معرفة من هم بجانبه أن المتصلة هي زوجته. رحلة ماليزيا وتروي لنا "مشاعل" وهي طالبة جامعية : مدى الحزن الذي شعرت به احدى صديقاتها عندما قام زوجها بتركها في مطار ماليزي بعدما تأخرت في الخروج من دورة المياه ، ليستقل الطائرة ويتركها خوفا من ضياع قيمة الطائرة حسبما قال لاحقا ، فالزوجة المسكينة فجعت في شهر العسل خصوصاً أنها هي التي تكفلت بمعظم التكاليف للرحلة ، وبقيت تبحث عن زوجها دون جدوى وكانت قلقة جدأ لخشيتها عليه فلم تتوقع أن يتركها بأي حال من الأحوال ، فاضطرت للاتصال بذويها لتدبر عودتها ولتبدأ رحلة المطالبة بالطلاق دون رجعة ، فأنا أؤيد تصرفها فكيف تأمن الحياة مع رجل يتركها بسبب تذكرة طائرة . سيارة شعبية وعند سؤال " محمد العنزي " وهو باحث اجتماعي قال : إنه يتعجب من اللجوء إلى الطلاق لإنهاء الخلافات التافهة ويروي حادثة حضرتها زوجته في أحد ألمناسبات وقال حضرت زوجتي حفل زفاف انتهى بطلاق ثنائي للعروس ووالدتها حيث تفاجأت والدة العروس بأن عريس ابنتها لم يحضر سيارة فاخرة ليزفها فيها ، واكتفي بسيارة شعبية مما أثار ثائرتها وأقسمت على ابنتها ألا تزف معه إلا بعد استبدال السيارة التي لا تليق بها ، فهي ليست أقل من غيرها ، وعبثا حاول الزوج إقناعها دون جدوى لينتهي الأمر بتطليقه لعروسه وسط ذهول الحاضرين ، ثم خرج والد العروس الذي ما أن عرف بموقف زوجته وتسببها فيما حدث حتى طلقها هي الأخرى . اسم المولود وقالت " سيرين " وهي موظفة إدارية في إحدى المدارس : إن تحكم الرجل وحبه للتسلط هو أساس الخلافات الزوجية فقد تسبب التسلط الغير منطقي لزوج أختها في تطليق أختها لمجرد خلاف نشب بينهما على تسمية مولودهما البكر وعدم اتفاقهما على اسم المولود الذي رزقا به ، حيث أقسمت أختها ألا يكون اسم طفلها الأول إلا على الاسم الذي اختارته ووصل الأمر بالأب للرفض التام للاسم ومؤكداً بأنه لن يسميه إلا اسماً اختاره هو ، وانتهى الأمر بالطلاق وتأكيد الزوج " أن كرامته فوق كل اعتبار " دراسة كشفت دراسة مؤخرا عن تزايد نسب الطلاق في السعودية، حيث قفزت خلال السنوات الست الماضية بالمملكة وصلت إلى أكثر من 35% ففي آخر إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية بلغت عدد حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة الزواج في العام ذاته، بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة. ولفت مختصون إلى أن غالبية حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج بنسبة تصل لـ60%. لذا اقترحت هيئة الخبراء والمختصين بمجلس الوزراء السعودي ، إلزام الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بالحصول على “رخصة قيادة الأسرة” للحد من ارتفاع نسب الطلاق. وذلك عن طريق إعداد دورات تدريبية من خلال نخبة من المتخصصين فى شئون الأسرة والحياة الاجتماعية من الجامعات والقطاعات التعليمية المختلفة للتدريب على كيفية مواجهة ضغوط الحياة الزوجية والاجتماعية، ومؤخرا تم تنظيم العديد من الدورات التدريبية للحصول على رخصة قيادة الأسرة لكلا الجنسين استفاد منها آلاف الشباب والفتايات من المقبلين على الزواج بعدد من المناطق السعودية .