في يوم الأرض... ليكن غذاؤك دواءك

جميعنا نتشارك العيش على كوكب الأرض. وجميعنا ملزم بالحفاظ على هذه النعمة التي منحها الله للبشرية، لذلك، ندعوكم في يوم الأرض المصادف في 22 أبريل الى استبدال أغذيتكم بالطعام العضوي بدلا من الأغذية الكيماوية. لكن ما هو الغذاء العضوي؟ وماذا يفيدنا تناوله ويفيد كوكب الأرض؟ الأطعمة العضوية هي تلك "الطبيعية الخالية من الملوثات" (organic foods)، أو أي صفات وراثية أدخلت عليها، ونجدها اليوم في مزارع خاصة، أما محطات تسمين الماشية والدواجن فتتواجد في محميات طبيعية. وتعتبر الفواكه والخضار العضوية بديلاً صحياً لتلك المزروعة بالطرق التقليدية المعتمدة على الكيماويات، وقد أوصت دراسة طبية بتناول المأكولات العضوية أو الطبيعية ليس فقط لكونها مفيدة للطبيعة بل لأنها تقلل الدهون وتخفض الوزن أيضا. ويحض خبراء تغذية من مركز دالاس الطبي في جامعة تكساس ساوث وسترن على شراء المنتجات الموسمية من أسواق المزارعين مباشرة، والتقليل ما أمكن من تناول الأطعمة المعلبة وغير الطازجة. ويؤكدون أن الأطعمة الطبيعية تحتوي على نسبة أقل من الدهون ولا تدخل في صناعتها مركبات كيميائية تحافظ على لونها ومكوناتها، لذلك من الأفضل العودة إلى أسلوب مأكل أجدادنا الطبيعي والنظيف، فعوض رش المبيدات يجب أن تنمو الخضر من دونها، وأن تتحصن طبيعيا في مواجهة الآفات. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي التعرّض لمبيدات الآفات إلى الإصابة بالسرطان أو بتشوهات عند الولادة، وأما على المدى القصير، فتتضمن المخاطر الصحيّة الرئيسية الناجمة عن التسمّم الحادّ بمبيدات الآفات: التقيؤ، الإسهال، الحساسيات، الرجفة، التشنّجات، تضرّر الأعصاب. وتوجد مبيدات الآفات هذه في عدد كبير من محاصيلنا، غير أن أخطرها بالترتيب التناقصي: الخس، التفاح، الإجاص، القمح فول الصويا، الفاصولياء، الجزر، الدجاج، الذرة والعنب. بالإضافة إلى مبيدات الأعشاب، يتعين الإنتباه الى الشموع التي تُعالج بها الفاكهة والخضر والتي تهدف إلى احتباس المياه التي يحتويها المنتوج من أجل المحافظة على نضارته. وبين الأغذية التي تحتوي على هذه المركّبات: التفاح، الشمّام، الخيار، الباذنجان، الليمون الهندي، الليمون الحامض، البطيخ الأحمر، القرع، البطاطا الحلوة، الطماطم واللفت. ما العمل إذا لتفادي مبيدات الآفات والشموع؟ يتعيّن عليكم أن تستهلكوا منتجات عضّوية فحسب. وفي حال لم تتوفر الخضر والفاكهة العضوية، تأكدوا من نقعها في المياه المالحة مدة 30- 60 دقيقة على الأقل قبل شطفها وتناولها. كما يتعيّن نزع قشرة بعض الفاكهة. والأطعمة العضوية لا تتضمن المعلّبة منها أو المحتوية على مواد حافظة، كما تتضمن نباتات تنمو في مواسمها، ومن الأهمية دعم المزارع العضوية والامتناع عن تشجيع استخدام المبيدات بسبب الآثار السلبية التي تخلفها الأخيرة إضافة إلى الصحة على الحياة البرّية والبيئة. كما ننصحكم بالابتعاد عن مطاعم المأكولات السريعة التي تركّز على اللحوم الحيوانية والمزارع التجارية الضخمة المزدهرة التي تستخدم مبيدات الآفات والترب المستنفدة والبذور المفرطة المعالجة المحتوية على قليل من المغذّيات والخالية من الألياف والإفراط في تناول منتجات الحليب والسكر والتي غالبا ما تُعزى مئات الأمراض إلى هذا النظام الغذائي الحديث. وتتواجد في كل البلدان مراكز لبيع مأكولات عضوية، ويمكنكم اليوم استبدال نظامكم الغذائي بآخر أكثر صحةً ونفعاً للبيئة، ولو كان ذلك يتطلب دفع المزيد من المال، إلا أن النتيجة التي سنجنيها هي صحتنا والحفاظ على التوازن البيئي لكوكبنا. ونختتم بنصيحة الفيلسوف أبقراط الذي قال "ليكن غذاؤك دواءك ودواؤك غذاءك". وما رأيكم الآن بأن تبدأوا بتجربة المأكولات العضوية؟