جورج كلوني ينقذ حضارة العالم في The Monuments Men

يمكنك أن تشكك في مصداقية كل الأفلام التي تمجد "السوبر مان الأميركي" حتى وإن كتب على مقدمة الفيلم أنه مقتبس عن قصة حقيقية، ولكن احذر ان تتعامل بالشك نفسه مع فيلم The Monuments Men، لأنه بالفعل يستند الى القصة الواقعية لأكبر عملية ثقافية استهدفت انقاذ 1000 من أندر وأغلى القطع الفنية الإنسانية استولى عليها الجيش النازي من متاحف باريس الشهيرة وأولها اللوفر، وكاد أن يحطمها كلها بعد نجاح جيش الحلفاء في غزو نورماندي.
 
الفيلم الذي تم اختياره لافتتاح الدورة الحالية لمهرجان برلين، وحصل على تهنئة خاصة من المنظمة الدولية للثقافة والعلوم اليونسكو، لا يقدم عرضا وثائقيا عن كيفية انقاذ محبي الفنون والآثار كل هذا التراث العريق فحسب، وانما يعد صرخة لتحفيز همم كل خبراء العالم للتكاتف لإنقاذ التراث الذي يضيع حاليا تحت وطأة الحروب ومافيا التجارة غير المشروعة في الآثار.
 
الفيلم من بطولة وإخراج وإنتاج الممثل الشهير جورج كلوني، الذى حافظ مع كتاب السيناريو على القصة الأساسية لكتاب The Monuments Men لروبرت م. إدسيل وبريت ويتر، الذي سجل بالوثائق والصور جهود مجموعة مكونة من سبعة أشخاص من الأثريين والمعماريين والفنانين والمخرجين الذين يعكفون على القيام بوضع خطة للتسلل خلف خطوط الجيش النازي لإنقاذ 1000 قطعة فنية نادرة  يعود عمر أغلبها لآلاف السنوات بتكليف من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، رغم أنهم جميعا لم يتلقوا الا تدريبا أساسيا سريعا على استخدام السلاح، وأغلبهم يفتقد اللياقة البدنية للمحاربين، ولا يعرف حيل أجهزة المخابرات الحربية الألمانية التي أشرفت على سرقة هذا التراث الإنساني الرفيع.
 
كتيبة جورج كلوني ضمت أغلب المشاركين في أفلامه الأخيرة ومنهم النجم مات ديمون في دور مرمم أعمال فنية ومدير متحف، وتقدم كيت بلانشيت شخصية القيمة الفرنسية على الأعمال المسروقة وهى الشخصية الوحيدة غير الحقيقية في الفيلم، ويشاركهما البطولة جون غودمان وبيل موراي وبوب بالادان. والمثير أن الفيلم الذي تكلف 70 مليون دولار، حقق بعد ثلاثة أسابيع عرض 22.7 مليون دولار، ليكون بذلك أعلى فيلم لكلونى يحقق تلك الإيرادات، وتم تصوير جزء كبير من الفيلم في ألمانيا في أحد معسكرات الجيش القديمة.