سعوديات تؤسسن مدرسة عربية في أميركا وتتحدثن لـ"هي" عن التجربة

في لفتة رائعة من مجموعة من المبتعثات السعوديات في مدينة Greeley بولاية Colorado الاميركية، هدفن من خلالها إلى إحياء اللغة العربية بين الأطفال السعوديين والعرب المقيمين هناك، عملن على افتتاح مدرسة عربية في المدينة بحضور جميع الطلاب المبتعثين هناك، ليكون هذا أول مشروع لمدرسة عربية تنفذه نساء سعوديات مبتعثات من المملكة العربية السعودية.
 
"Greeley تتكلم عربي"
قرر النادي السعودي بقسمه النسائي وبالاتفاق مع العائلات السعودية في مدينة Greeley فتح فصول لتدريس القرآن الكريم واللغة العربية للمراحل العمرية من سن 6 سنوات وحتى 14 عاماً مقسمة على ثلاثة فصول دراسية بحسب المرحلة العمرية والمستوى، فالمستوى الأول للأطفال الذين لا يعرفون الحروف العربية تماما والمستوى الثاني لمن يعرف الحروف ويقرأ الكلمات لكن بعضهم لا يفهمون معانيها، والفصل الأخير لمن يقرأ الجمل والقطع ويفهم معظمها، حيث تقتصر مناهج المدرسة على اللغة العربية والقرآن الكريم والقاعدة النورانية، ليكون منهجاً مساعداً الأطفال على تعلم وممارسة اللغة العربية. اما الأطفال المسجلون في المدرسة هم من أبناء المبتعثين السعوديين وأبناء بعض الجاليات العربية والإسلامية.  
 
الحلم تحول الى حقيقة
وقالت نائب رئيس النادي السعودي ومديرة المدرسة العربية وطالبة الدكتوراة بقسم تقنيات التعليم، يسرى بوقس، لـ"هي" : "كانت بداية موفقة لحفل الإفتتاح وبدء الدراسة، فهو إحساس لا يوصف حين رؤية النتيجة على أرض الواقع بعد محاولات وإستعدادات لهذا المشروع قاربت العام، وبدأت الحصص الدراسية فعليا منذ أسبوع، حيث تم تقسيم الأطفال في الفصول والبدء معهم في مراجعة الأحرف الهجائية وسور القرآن التي يحفظونها".
 
وتضيف بوقس عن ولادة فكرة المدرسة قائلة: "بداية وأثناء دراستي للغة قمت بالتدريس في المدرسة العربية في مدينة Urbana بولاية Illinois وهذا ما دفعني للتفكير في استمرار هذا المشروع، وبعد قبولي في مرحلة الدكتوراه وبمجرد وصولي لمدينة Greeley التي لا يوجد بها مدرسة عربية أو مسجد مجهز، عزمنا على الفكرة وبحثنا عن الفصول المجهزة ثم بدأنا البحث عن المعلمات المؤهلات للتدريس، خاصة وأن لدي خبرة في تدريس مواد طرق تدريس وتقنيات التعليم لما يقارب نمن 10 سنوات، ثم أعلنا عن الافتتاح وأقمنا مسابقة تصميم أفضل شعار للمدرسة".
 
التعاون والعمل الجماعي هو الاساس
كما توجهت بوقس بالشكر من كل من ساعد في إنجاح هذا المشروع من الهيئة الإدارية للمدرسة عمرة محمد و سوزان اليحي وتهاني الرويلي والمعلمات وجدان توفيق ودانية القدسي وعفت شقدار وعبير القرني ولطيفة الحسين ووضحى المنصور وأولياء أمور الأطفال ورئيس النادي السعودي الأستاذ حسين العامر لمتابعته لهذا المشروع ودعمه له.
 
بذرة تستمر ثمارها بعد عودتنا للوطن:
وقالت المعلمة المساعدة والإدارية في المدرسة العربية طالبة الدكتوراه المبتعثة بقسم تربية الموهوبين الخاصة، أ.عمرة محمد لـ "هي" : "بحمد الله تكلل اليوم الاول بالنجاح، ونتمنى ان تكون المدرسة بذرة خير تستمر حتى بعد تخرجنا ورجوعنا لارض الوطن لتستفيد منها الجالية الاسلامية والعربية في Greeley، كما يقع على عاتق الاهالي مهمة كبيرة في انجاح هذه المدرسة حيث التعاون والعمل الجماعي هو اساس نجاح واستمرار هذه المدرسة، فيما عبرت الادارية في المدرسة العربية وطالبة دكتوراة من جامعة نورة سوزان اليحيى عن مدى سعادتها بهذه الثمرة قائلة: "أطفال تجمعهم أخوة الإسلام والعروبة، ومعلمات حرصن على خدمة دينهن ووطنهن كان مزيج أول يوم في المدرسة العربية".
 
لا للسفر اليومي بعد اليوم
يذكر أن بادرة المدرسة العربية جاءت في الأساس نظراً لوجود عدد كبير من افراد الجالية العربية في مدينة Greeley بولاية Colorado، فيتوجب على أطفال العوائل السعودية بمدينة Greeley السفر لمدينة تبعد ما يقارب الساعة لتدريس أطفالهم اللغة العربية والقرآن الكريم، ما يشكل عبئاً كبيراً عليهم.