ماذا تعرفون عن مقهى أميرة القلوب في لندن؟

في أكثر أحياء لندن الراقية، وتحديدا في نوتينغ هيل يقع "مقهى ديانا"  لصاحبه العراقي عبد الباسط داوود الذي ينحدر من العائلات العراقية المعروفة جداً في بغداد، وتحديدا مطعم والده الشهير الكائن في حي المنصور الراقي "كباب نينوى" .
 
مقهى ديانا الذي يقع قبالة مدخل قصر الأميرة الراحلة ديانا، والذي يمتلئ بصورها لم يتوقع صاحبه أن يحقق شهرة واسعة بسبب ارتباطه الوثيق بكل ما يتعلق بأميرة القلوب.
 
ولدى زيارتي الأخيرة إلى لندن قررت زيارة الكافيه، وتجربة شرب الشوكولاتة الدافئة في ظل تدني درجات الحرارة هناك، والتقيت بالسيد عبد الباسط الذي حدثني عن رحلته مع هذا المقهى الذي افتتحه في العام 1977 حيث يقول: "بحكم أننا أصحاب أشهر مطاعم الكباب في العراق، كنت قد قررت افتتاح فرع جديد في لندن، ونظرا لعدم تمكني ماديا،عملت لفترة في مجال العقارات، وبعد أن جمعت المبلغ اللازم قررت افتتاح مقهى صغير بعد اختياري للموقع الذي يقع أمام مدخل قصر الأمير ديانا، ونظرا لمتابعتي الشغوفة آنذاك لأخبارها، قررت تسمية المقهى باسمها، رغم تخوفي من عدم تقبلها الفكرة، وبعد الافتتاح بعدة أيام مرت سيارتها لتتوقف أمام المقهى وأنا أراقب الوضع بشدة، ثم ابتسمت وأشارت بيدها على الإسم في إشارة منها على موافقتها، وبقيت متمنيا بيني وبين نفسي أن تزورنا في إحدى الأيام، حتى فاجأتنا بقدومها بنفسها مع الحراس الشخصيين، وسألتني عن سبب تسمية المقهى بهذا الإسم، فأجبتها لأني معجب جدا بإنجازاتك، وبمحبة الناس لكِ، ولا يمكن وصف مدى بساطة هذه الإنسانة، ثم قام أحد الموظفين بتقديم باقة ورد لها، ولم تكتفِ بهذا الحد بل جلست لطاولة قرب النافذة، وجلست تحدثني بكل أريحية، 
كما استفسرت كثيرا عن الكباب العراقي، وما وجه الاختلاف بينه وبين أنواع الكباب الأخرى، وغيرها من الأمور، وبعدها بأيام فوجئت بحارسها الشخصي يقوم بزيارة المحل، وتقديم صورتها مع توقيعها الخاص، ولا أخفيك كم سعدت بهذه الهدية الثمينة".
 
ويضيف عبد الباسط: "لم تكن هذه هي الزيارة الأولى للأميرة ديانا، بل تلتها بالعديد من الزيارات،  فبعد أن تنتهي من الركض في الهايد بارك، كانت تمر أحيانا لشرب القهوة، وأحيانا كانت تصطحب ولديها ويليام وهاري لتناول الإفطار، كما أتت مرة واحدة قبيل انفصالها عن الأمير تشارلز، لكنها كانت دائما تلقي التحية من بعيد حتى وإن لم تزرنا".
 
وحول ما إذا كانت تصحب حراسها الشخصيين في كل مرة قال: "في البداية كانت تحرص على وجودهم، أما فيما بعد فكانت تأتي لوحدها دونهم، رغم انزعاجها من مصوري الباباراتزي الذين كانو يحتشدون أمام المقهى لتصويرها".
 
أما من الأحداث الطريفة التي حدثت ذات مرة، كانت تجلس على إحدى الطاولات، وطالبها الشخص الذي يجلس في طاولة بقربها بتمرير الكاتشاب، لكنه لم ينتبه أنها الأميرة ديانا، وحول بساطتها يقول: "كانت بسيطة جدا حيث كانت تقف في الطابور لطلب مشروبها المفضل "الكابوتشينو" مثلها مثل أي مواطن عادي".
 
أما حول حادث مقتلها يضيف: "قبل الحادثة بأسبوعين قامت بزيارتنا وكانت تلك المرة الأخيرة، واثناء متابعتنا للأخبار تفاجأت كثيرا بحادث وفاتها البشع، فأميرة رقيقة مثلها كانت تستحق الحياة نظرا لأنها عاشت حياة حزينة وليس كما كان يتخيل البعض، حتى أنها زاراتني بعد انفصالها وعبرت عن حزنها وخوفها من تأثير الطلاق على الولدين، كانت بحق أميرة القلوب، وستبقى كذلك".
 
عبد الباسط الذي سيعمل على تجديد المقهى بأكمله، وتوسعته، نظرا لاستقباله للعديد من الزبائن.
 
لذا إن كنتم في زيارة إلى لندن لا تفوتوا زيارة "كافيه ديانا" خصوصا إذا كنتم من عشاق هذه الأميرة التي شغلت العام في حياتها وبعد رحيلها.