فرح ديبا: إمبراطورة مشت على الماس

إعداد: نبال الجندي هي وحيدة والديها المدللة وابنة الـ21 ربيعاً التي وقع خيار شاه إيران الإمبراطور محمد رضا بهلوي عليها لتكون زوجته الثالثة وأم أولاده الأربعة. ولكن فرح ديبا الأمبراطورة أو "الشاهمانو" باللغة الفارسية لم تكن تعلم أن قدرها الذي بدأ بالمشي على طريق معبّدة بالماس سينتهي بالعزل والنفي إلى كافة أصقاع الأرض. عرفت بقربها من شعب بلدها إيران الذي عكفت على الاهتمام بكافة شؤونه وشجونه على الرغم من الترف الذي شهدته في حياة القصور. كما عرفت بتسريحة شعرها المضموم إلى الخلف والتي كانت تطلب كافة النساء من مزينيهم أن ينفذوها على رؤوسهم إعجاباً بها والتي أطلق عليها "تسريحة فرح ديبا" تيمناَ. ولا ننسى كمية المجوهرات التي تمتّعت بها كهدايا من زوجها وعائلة بهلوي بالإضافة إلى ملوك وأمراء الدول الحليفة. فكيف ننسى مجوهرات زفافها الذي حكى عنه التاريخ عام 1958 والتي صنعت خصيصاً للمناسبة العظيمة؟ فالتاج الذي صممته دار Harry Winston في نيويورك وارتدته في العرس وفي مناسبات عديدة حمل اسم " نور العيون" نسبة للماسة الوردية الكبيرة والنادرة التي تتوسطه والتي تحمل هذا الاسم. أما التاج نفسة فصمم على شكل قلب من البلاتين تزينه ماسات باغيت بيضاء، تعلوها ماسات متناثرة باشكال وألوان مختلفة (الوردي، الاصفر والشفاف) تتوسطها سبع حبات كبيرة من الزمرّد تحيط بكل منها ماسات صغيرة. وهذا التاج هو واحد من عدّة تيجان ارتدتها فرح ديبا في شتى المناسبات، عدا عن الأطقم الضخمة من المجوهرات والقطع الثمينة التي ضمّتها مجموعتها، وكان مصير معظمها البيع في المزادات وبعضها قد تمت مصادرتها قبل نفي الإمبراطور محمد رضا بهلوي إلى خارج البلاد بعد الانقلاب على حكمه واتهامه بالبذخ. فهل كانت المجوهرات سبباً غير مباشر لتعاسة وتشرّد الامبراطورة، إضافة إلى سببين آخرين هما فقدان ابنتها الصغرى ليلى التي غيبها الموت عام 2001 وإبنها الأصغر الذي قضى انتحاراً عام 2011؟ فلنذهب في رحلة قصيرة عبر الصور لنتعرّف على الجانب الأبيض والبرّاق في حياة إمبراطورة طالت النجوم بيديها وانحنت لها أرفع المقامات وأنبل الهامات في العالم.