فاطمة آل عمرو: الصحافية السعودية مناضلة

هي – أسماء وهبة لم يعد الحديث عن الكتابة النسائية السعودية "الجريئة" شيئا جديدا، لأن الرصيد الروائي السعودي في الأدب عموما بات كبيرا. إلا أن ما يلفت النظر الموضوعات التي تتطرق إليها الكاتبات السعوديات في أعمالهن الأدبية المتهمة أحيانا بالجنوح نحو الضدين: التحرر أو المحافظة. في حين لم نجد كتابات نسائية عربية عموما وسعودية خصوصا تغوص في عالم التشويق والمغامرة من منظور نسائي شديد الخصوصية والذي بطبيعة الحال يختلف عن السرد الروائي الذكوري من ناحية التخيل والتفاعل مع بناء الشخصيات وتركيب الأحداث. وهنا لابد من التوقف عند تجربة الكاتبة الصحافية السعودية فاطمة آل عمرو، التي أصدرت عن دار طوى مؤخرا بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب روايتها الأولى"اغتيال صحافية"، التي صنفت أول رواية سعودية بوليسية على الإطلاق. كان السؤال الأول الذي طرحته "هي" على فاطمة آل عمرو سبب كتابة رواية عن المطبخ الصحافي، فأجابت قائلة: "يبدو أن القارئ لديه فضول ليعرف كواليس العمل الصحافي. وعلاقته مع المصادر، متسائلاً عن شخصية ووضع الصحافي وحياته بشكل عام. ومن أجل تحقيق حلمي الشخصي للتحول إلى كاتبة بوليسية تنقل قضية ما في قالب تشويقي كتبت هذه الرواية". كيف تم "اغتيال صحافية" في روايتك؟ وهل فعل الإغتيال هنا رمزي أم فعلي؟ وما هي دلالته؟ مسألة الاغتيال هنا معنوية. وقد تأتي بأشكال متعددة على أرض الواقع. لكن أترك المجال للقارئ ليحل لغز الاغتيال. ومن سيقرأ الرواية سيفهم ما الذي اقصده. وعموما لا يستطيع الصحافي الخروج من ثوبه الصحافي. لكن أحب التوضيح أن جميع شخصيات الرواية خيالية. ولم أتحدث فيها عن نفسي أو عن غيري. ما هو واقع الصحافيات السعوديات؟ وما هي التحديات التي تواجههن؟ الصحافية السعودية مناضلة. خرجت من رحم مجتمع واعٍ. يدرك بفطنته معنى اغتيال النجاح في كل وسطٍ من أوساط العمل، وكل مرفق من مرافق الحياة. وأي حديث هنا عن التحديات أو غيره قد لا يكون له داع. يقال أن من تختار العمل في الوسط الصحافي من السعوديات ينظر إليها على أنها متحررة، لأنها تقبل الاحتكاك بالرجال والنزول إلى الشارع. هل تطرقت إلى هذا الأمر في روايتك؟ أخالفكِ الرأي كون المجتمع السعودي في الوقت الحالي بدأ يتقبل عمل المرأة في الصحافة، طالما لا يوجد في العمل ما يتصادم مع قيم ومبادئ المجتمع الفكرية والدينية . لماذا تفضل أغلب الصحافيات الكتابة عن قضايا النساء أكثر من التحقيقات الاقتصادية والسياسية والثقافية؟ المشكلة ليس عدم تقبل المجتمع وإنما اهتمامات الصحافية نفسها وما هو المجال الذي تُبدع فيه. لكن ما أستطيع الجزم به هو ضرورة إتاحة الفرص للصحافيات في العمل الميداني. صنفت روايتك على أنها الرواية السعودية الأولى في أدب الجريمة. هل أردت دخول مضمار تغيب عنه المنافسة بعد تخمة في النتاج الروائي السعودي؟ الجرائم التي يشهدها العالم وتقشعر منها الأبدان، ربما كانت نافذتي الأولى إلى عالم الكتابة البوليسية. لكن ما الذي يمنع النواعم من منازلة الرجال في كتابة الرواية البوليسية، والتفوق عليهم في بعض الأحيان؟! وأثق أن المجتمع السعودي رغم خصوصيته سيقبل روايتي. وأنا سعيدة بأن نتاجي الأدبي الأول رواية البوليسية.