عندما يكون الداعية مثيراً

هي – أسماء وهبة اتجهت الأنظار في أول أيام شهر رمضان المبارك نحو مسلسل "الداعية"، الذي يلعب بطولته الممثل المصري هاني سلامة في أولى تجاربه التلفزيونية. وقبيل بدء عرض المسلسل تقاطرت التغريدات في "تويتر" داعية إلى متابعة مسلسل "الداعية" على الرغم من أن العمل لم يروج له بالقوة التي حظيت بها أعمال أخرى مثل "العراف". وربما يأتي هذا الإقبال منذ اليوم الأول على المسلسل بسبب العلاقة الملتبسة اليوم بين الإسلام السياسي والدعاة المؤيدين له والعلمانيين والوسطيين المختلفين مع هذا الخط. ويأتي بالتزامن مع نجاح حركة تمرد المصرية في إسقاط الرئيس المصري محمد مرسي وما تبعه من تحجيم للإخوان المسلمين والقوى السلفية. لذلك من الطبيعي أن يكون العمل مغرياً للمتابعة من أجل معرفة الشكل العام لهذا الصراع الذي قد يتطرق إليه المسلسل أو لا يتناوله! من ناحية أخرى ينتظر الكثيرون الطريقة التي سيطرح بها المسلسل مفهوم العمل الدعوي، وتعاطي الدعاة مع الناس والتفاعل معهم، لا بل التغلغل في الأوساط الأخرى البعيدة عن الإلتزام الديني كما يرى هذا الفريق، خصوصا أن الأعمال الدرامية اعتادت على تقديم صورة نمطية جامدة للداعية في مسلسلات مثل "العائلة" و"الجماعة" وغيرها. لكن ما كان ملفتا في الحلقة الأولى من المسلسل هو شكل "الداعية". رجل غاية في الوسامة والأناقة والجاذبية. يخطب في جموع المصلين من على منبر صلاة الجمعة. هذا الصوت القوي وإن لم يكن عميقا لكنه مريح. تدور الكاميرا على المصلين الجالسين في المسجد حتى تصل إلى المنبر الذي اعتلاه "الداعية" هاني سلامة. كان يرتدي ما يسمى في السعودية بالـ "بشت" الرمادي الفاتح ذي التحديد الذهبي ونظارة فضية أضفت عليه الطابع الجدي، أما تحت هذه العباءة فالبدلة "المودرن" التي عسكت شباب هذا الداعية وجاذبيته. وهنا يطرح تساؤل: هل يمكن تصنيف الدعاة مثل النجوم بالأكثر وسامة؟ هذا ما يمكن أن يمر في البال عند مشاهدة الإطلالة الأولى للفنان هاني سلامة، بعد أن بات الدعاة نجوما في الإعلام مثل لاعبو كرة القدم والمطربون. ويجب ألا نربط بين الخط السينمائي الذي اعتاد هاني سلامة على الظهور به في أفلامه. فهو ليس "زير النساء" أو الرجل المثير الذي يجذب المرأة كما في فيلم "خيانة مشروعة" بغض النظر عن محتوى القصة. وهو تقريبا النجم السينمائي الوحيد بين أبناء جيله الذي يقدم مشاهد ساخنة مع بطلات أفلامه. لذلك يأتي دوره في مسلسل "الداعية" مخاطرة لا تحتمل الفشل. لكنه في الحلقة الأولى نجح في أن يكسر الشكل التقليدي المنفر أحيانا للداعية، مؤكدا أنه في النهاية رجل يمكن أن يكون ملفتا للإنتباه!