عمليات التجميل والعلاج بالخلايا الجذعية

د. محمود الذهبي

زميل الكلية الملكية البريطانية للجراحين FRCS

مراكز الدكتور سمير عباس

من أحدث ما توصل إليه العلم الحديث هو العلاج بالخلايا الجذعية، وعالم التجميل كان حظه وافرا من هذه التقنية. فالخلايا الجذعية هي خلايا أولية توجد في مختلف أنسجة وأعضاء جسم الأنسان، ومهمتها ترميم وإصلاح ما يتلف من خلاياه. ولم تعرف هويةهذه الخلايا ووظيفتها حتى سنوات قليلة خلت بل مازال العلم والعلماء يلهثوا ليكتشفوا جميع أبعاد وأستعمالات هذه الخلايا.

ولقد تم إختراع جهاز حديث لفصل الخلايا الجذعية من الدهون، حيث يتم سحب كمية من الدهون الزائدة من أي منطقة من الجسم ومن ثم تنقيتها من السوائل والدم وعمل تكثيف لها. ثم تقسم هذه الكمية من الدهون إلى نصفين، نصف يوضع في حضانة لفصلالخلايا الجذعية عنه، ومن ثم تضاف الى النصف الآخر من الدهون والتي يتم حقنها لإعادة شباب البشرة بالوجه والرقبة، واليدين، ولتكبير الصدر والمؤخرة، كما أن أطباء النساء يقومون بإستعمالها لعمليات التجميل النسائية والتي أصبحت مطلوبة من عددكبير من النساء سواء المنجبات أو حديثات الزواج.

إذا فما الفرق بين أستعمال الخلايا الجذعية وإبر الفلرز؟ هذا سؤال على قدر كبير من الأهمية، فالخلايا الجذعية تتميز بكونها جزء من جسمك تتمتع بقدرة جبارة على البقاء والمحافظة على حيويتها ونشاطها  لفترات طويلة للغاية لا

تقارن مطلقاً بإبر الفلرز التي لا تتجاوز فعاليتها 6-8 أشهر بل الأعجب من ذلك هو قدرة الخلايا الجذعية على تجديد خلايا البشرة بل وتحفيز عملية تصنيع الكولاجين والإلستين المسؤولان عن مرونة الجلد وحيويته. وذلك ما يحدث بعد عملية حقن الخلاياالجذعية حيث تبدأ البشرة تدريجيا في إستعادة نضارتها ومرونتها على مدى ستة أشهر. في حين أن إبر الفلرز ليس لها هذا التأثير إطلاقا فهي مادة صناعية فقط لملء الفراغات والتجاعيد. وهذه العمليات آمنة إلى حد كبير، وذلك لأن الدهون والخلايا الجذعيةالمستعملة في العلاج مأخوذة من الشخص نفسه، ولذلك فليس هناك ردة فعل سلبية من جهاز المناعة كما يحدث في حالات إستعمال خلايا من أجنة أو متبرعين أو حتى المواد الصناعية، ويستفيد المريض من هذا الإجراء مرتين فهو يتخلص أولا من الدهونالزائدة لديه، أما الفائدة الثانية فهي استعمال خلاياه الجذعية في تجديد البشرة واستعادتها لنضارتها الأولى أيام الشباب من دون استعمال مواد مصنعة كميائيا. ومضاعفات هذا الإجراء البسيط نادرة لا تتعدى حدوث بعض الكدمات والتورم البسيط والذييزول مع الوقت تدريجيا. والحاجة إلى تكرار تلك العملية يعتمد على مدى علامات تقدم السن ومدى إستجابة الأنسجة، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى تكرار هذه العملية بعد فترة طويلة، كما أن الميزة الكبيرة لهذه التقنية هي أنه أصبح بالإمكان حفظ باقيكمية الخلايا الجذعية والدهون المسحوبة بالتبريد في حضانات خاصة حديثة تحت درجات متدنية، مما يحفظها لسنوات طويلة في حالة ممتازة، بحيث يمكن استعمالها لنفس الشخص من دون الحاجة لإجراء عملية سحب أخرى للدهون منه، مما يوفر عليهكثير من المال بل والجراحة. والتقنية الأخرى هي البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وهي تقنية قديمة أعيد أكتشافها حديثا في مجال طب التجميل. هذه الصفائح الدموية تحتوي على العديد من المحفزات وعوامل النمو والتي تعمل على تنشيط الدورة الدمويةللبشرة وخلاياها المهمة، ومن ثم تحفيز إنتاج الكولاجين، وكذلك تنشيط الخلايا الجذعية في البشرة والتي بدورها تعيد إحياء البشرة وتجدد شبابها، ولذلك هذه التقنية يمكن إستخدامها مع التقنية السابقة للحصول على نتائج مبهرة. وهذه التقنية تتم عن طريقسحب كمية من الدم تتراوح بين 30-60 ملم ثم توضع في جهاز حديث خاص بفصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية، ومن ثم يتم حقنها من خلال إبر رفيعة جدا تحت تأثير مخدر موضعي في الوجه وحول العينين وبالرقبة وباليدين، وذلك لإستعادةشباب البشرة ونضارتها. كما تستخدم كذلك بحقنها بفروة الرأس لعلاج تساقط الشعر، كما تستخدم في علاج الجروح والقرح المزمنة.

هذه التقنية آمنة جدا، فالدم يتم سحبه من الشخص نفسه ولا يحدث منه تفاعلات ولا تحسس. أما عن المضاعفات فقد تحدث نتيجة الوخز بعض الإحمرار أو الكدمات أو الانتفاخ الذي يختفي تدريجيا على مدى بضعة أيام.

أما عن التحسن فيكون تدريجيا وعلى مدى ستة أشهر. وقد تكون هناك حاجة إلى تكرار هذه التقنية حسب نوعية البشرة ودرجة التجاعيد.