وداعاً يا عشرة العمر الجميل.. لمن تقولها المرأة؟

الوداع، والفراق أمر مكتوب علينا جميعا، فلنحب، ونعشق، ونخلص، ونخاف على أحبائنا كما شئنا، ولكن لنعلم أن لكل شيء نهاية، فلا بد من مفارقة من أحببناه يوما.. فليحسن كل منا لإحبائه فلا نعلم أي يوم سيكون الفراق، وليترك ذكرى طيبة تجلعه حيا في قلوبهم، وسيرة عطرة تظل رائحتها عالقة في الأذهان، وحب لا يموت أبدا في قلب من أحبوه، بل يظل خالدا ما حييت القلوب وبقيت. 
 
وداعا يا عشرة العمر الجميل.. تقولها المرأة بمشاعرها ووجدانها لرجل أعلى قدرها ولم يبخل عليها بكل ما يسر قلبها، لرجل أحبها بصدق، وأسعدها، وحافظ عليها، تقولها لمن كان لها أبا وأخا وأما وصديقا، لمن كان أقرب إليها من نفسها، لمن علم جيدا فيما تفكر قبل أن تطرحه، لمن شعر بها وقت ضيقها، لمن كان أول من أتاها مسرعا ليمسح دموعها وقت حزنها، لمن كانت يداه أول يد مدت لها العون في الشدائد.
 
وداعا يا عشرة العمر الجميل .. ينبض بها قلبها، وتعترف بها عيونها لكل من حولها قبل أن ينطقها لسانها، تقولها لمن كان رجلا لها، لا عليها، وشتان بين الإثنين، فهي ليست عبارة فحسب بل هي عهد أيضا تأخذه المرأة على نفسها بعدم التفكير في أي رجل بعد رحيل زوجها ورجلها وحبيبها،. فمن ذا الذي سيعطيها مثل ما أعطاه رجل ذو عطف، ملأ الحنان قلبه، وكانت الأخلاق الطيبة أجمل زينة تزين بها، رجل بمعنى الكلمة قلما عثرت عليه إمرأة في هذا الزمان.
 
فتحية لكل رجل علم قدر إمرأته وأخلص لها وأسعدها، ولم تر من عشرته إلا أعذب المواقف وأجمل المشاعر، فمع مشقات الحياة لم يحرمها الأنس به وبحديثه، بل كان حريصا دوما على وصالها بكل الطرق، وأحسن عشرتها بحلوها ومرها.. هكذا رجل تبكي عليه المرأة دما لا دمعا، وتحزن عليه لآخر يوم في عمرها، وتحرم عليها كل بني جنسه من بعده، فهنيئا لرجل صان العهد وأحسن العشرة وحمى زوجته، وأعطاها حقها، وخاف الله فيها، ومباركا عليه إخلاص إمرأته له حتى بعد مماته، فهو في قلبها ومن سكن القلب لم يمت أبدا.
 
هذا الرجل موجود في عالمنا وتشهد عليه قصص كثيرة من واقعنا، فلا نجعل النماذج السيئة تقتل الأمل في قلوبنا.
 
وأخيرا اللهم بارك لنا جميعا في إحبائنا وأحفظهم لنا آمين.