هكذا يعيش الحب أبداً

الحب هو الحدث الأكثر تأثير في قلوبنا وعقولنا ووجداننا، ولا يخفى تأثيره على كل منا، فله مذاق جميل، يريح النفس، ويشعرها بالأمان، ويحقق لها الإستقرار النفسي، ولكن هل ستظل هذه الأحاسيس، والمشاعر كما هي دون تغيير؟
 
للأسف كل شيء معرض للتغيير، ولكن نحن من نحدد سلبيته أو إيجابيته، بمعنى أن التغيير قد يكون ضد الحب، وسببا في قتله، وقد يكون في صالحه وذلك بإنعاشه وتجديده والحرص على بقائه حيا.
 
وهنا سنطرح سؤال هام جدا لماذا يموت الحب؟ ولماذا تبدأ العديد من القصص بسيناريوهات ملتهبة، وتنتهي بفشل مخيب للآمال؟
 
الإجابة سهلة وبسيطة جداً.. العيب فينا والسبب يعود إلينا وحدنا، فالحب مثله مثل أي شيء آخر يحتاج إلى أمرين كي يحيا في القلوب، وهما تذوق الحب وبذل مجهود للمحافظة عليه، وهما أمران غاية في الأهمية، نعلم بهم جميعنا، وأكد عليهما الكثير من الرموز الهامة في مجتمعاتنا في محاولة لحل أزمة الأزواج والزوجات وفشل كثير منهم في الإستمرار في الحياة الزوجية.
 
فتذوق الحب يعني شعورك بحبيبك وحرصك عليه، وإدراكك لقيمته الحقيقية، بل وشكر الله على وجوده في حياتك، والأمر الثاني وهو بذل مجهود كاف للمحافظة عليه، والإهتمام به ورعايته، ويتحقق ذلك بالتفكير فيه، والحرص على إسعاده وتوفير وقت له وحده في ظل مشغوليات الحياة، وإشعاره بأن هناك من يهتم به ويشعر بقيمته، ويقدره ويقضي معه أجمل الأوقات فهكذا يعيش الحب أبدا بالتذوق والتمتع به وبذل المجهود الذي يليق بقدره للمحافظة عليه، فالأقوال والكلمات المعسولة لا تضمن بقائه طويلا، بل تحقق الأفعال ذلك، فبها يدعم الحب وتعمق جذوره وتصبح راسخة أمام أي تقلب نتعرض له في حياتنا.
 
فليختلِ كل منا بنفسه ويحاورها، ويعاتبها إن كانت مقصرة في حق حبيبه، ويعزم على بداية جديدة كلها تفاؤل وأمل وحرص على تجديد الحب أجمل ما في الحياة، خاصة وأن الأجواء مهيأة نفسيا لذلك، روحانيات رمضان، وحلول أجواء العيد قريبا، فلنجتهد حتى ننعم بالحب مع من نحب.