أبي لن يقدر بمال ولن يكرره الزمان

هكذا ينطق بها لساني وتعزف بها أوتار قلبي، ويقدرها عقلي، وهذا هو الحال مع كل من يعتز بأبيه، ويقدره ويعي قيمته جيدا، فالأب هو السند، والحضن الدافئ الذي نختبئ فيه من ما نهابه، فماذا عسانا أن نقول له في يومه؟ وهل سنوفيه حقه مهما سطرنا من كلمات؟
 
ما أراه أننا لن نستطيع أن نعطي آبائنا حقهم، مهما عبرت مشاعرنا وكتبت أيدينا، ولكن يكفي أن قلوبنا عامرة بحبهم، وعقولنا معطرة بذكراهم، فهم في القلب مهما غابوا عنا، ويكفي أننا مهما كبرنا، لن ننسى كفاحهم وجهودهم معنا فهم سبب ما وصلنا إليه، ولولاهم ما كنا، وما أصبحنا كما نحن الآن.
 
وفي هذه المناسبة الغالية، مناسبة الإحتفال بيوم الأب لا يسعنا إلا أن نقدم رسالة حب ولمسة وفاء إلى كل أب على قيد الحياة، وأن ندعو لكل أب بات من سكان القبور، وأن نذكره بخير الدعاء، في كل وقت وصلاة.
 
كما يجب علينا جميعا أن نقيم علاقتنا مع أبائنا سواء كانوا أحياء أو فارقوا الحياة، نعم نقيم علاقتنا معهم.. فهل تصل أباك؟ وهل تتابع أخباره أم أنك قصرت في ذلك متعللا بضيق الوقت وضغوط الحياة؟ هل تطمئن بإستمرار على حالته الصحيه وتسعده ببرّك له وهو على قيد الحياة؟.
 
وأنت يا من مات والده هل حرصت على بره بعد موته، هل حرصت على صلة رحمه من بعده؟ هل توددت لمن أحب في حياته؟ هل أكرمته بإكرام أصدقائه وأحبائه، وأقاربه، طلبا في بره بعد وفاته؟
 
إذا كنت لم تفعل فافعل، وأحمد الله يا من لك أبا لازال حيا، فحضنه أمانك، وهو سندك، فكم من قلب يشتاق إلى عطفة الأب، ومشاعر الأبوة الجميلة، وكم من حائر يبحث عن الأمان ولا يشعر به، فالأب هو الحنان والسند والأمان..
 
رسالة إلى أبي 
رحمك الله تعالى يا حبيب روحي وقلبي، أشتقت إليك يا أبي، فالحنين إليك يمزقني، نعم اشتقت لأيامي معك، لصوتك، ولضحكاتك، ولوجهك المشرق، ولنصائحك اليومية لي، أحتاج إليك دوما وليس لي غنى عنك، أبحث عن السند ولا أجده، فلن يقدمه غيرك، وحضنك لن يعوضه أحد يا من لا تقدر بمال ولن يكررك الزمان.. أحبك أبي.
 
أترك رسالة لأبيك في يوم الأب.. وعبر له عن حبك.