عندما تهمل مشاعر الزوجات!

يقولون دوما أن الرجل طفل صغير، ويجب أن تحرص الزوجة على كسب رضاه، وتوليته أكبر رعاية ممكنة، وأن تحنو عليه كما تحنو الأم على طفلها، وينصحونها دوما بأن تكون الصدر الحنون لزوجها.. كل هذا جميل ولا أعترض عليه، ولكن أين الزوجة من ذلك؟
 
قد تفعل بعض الزوجات ذلك، وأكثر، ولكن هل من المعقول أن تعطي الزوجة وأن لا تنتظر المقابل، والمقابل أشياء معنوية بسيطة، وبعيدة كل البعد عن الماديات، فكما أن الزوج رجل وطفل صغير يحتاج إلى رعاية وعطف وحنان، فالزوجة أيضا طفلة صغيرة تسعد بإحتواء زوجها وحنانه عليها، بل أني أرى أن المرأة أولى بذلك لأن ما تحتاجه يلائم طبيعتها التي خلقت عليها، فلماذا تهمل مشاعر الزوجات؟
 
إن إهمال مشاعر الزوجات يعد كارثة كبرى ويتسبب في جروح عميقة للمرأة، تحاول جاهدة معالجتها إلا أنها تأبى ألا تطيب، فماذا تفعل؟ وهي مكسورة الخاطر، مهملة، لا تجد العطف والحنان من من تزوجت به، وكتب عليها الحياة معه لرعايته وحبه والإخلاص له.
 
ولن أتحدث عن الزوجات الضعيفات اللواتي يلجأن للخطيئة وفعل الفاحشة، عند إهمال أزواجهن لهن لأنه لا يوجد مبرر لفعل الفاحشة وخيانة الزوج، وفعل ما يهتز له عرش الرحمن، ولكني أتحدث عن الزوجات المتدينات العاقلات اللواتي يقعن أسيرات لإهمال الأزواج وإغفالهم عما يحتجن إليه، إضافة إلى عدم التفكير في العواقب النفسية التي تقلب الأمور رأسا على عقب، فمثل هذه النوعية من الزوجات تعشن في صراع مستمر بين ما هي فيه، وبين تفكيرها فيما تتمناه من زوجها، وبين خوفها من أن يميل قلبها لأحدهم حتى ولو في أحلامها، ولو بتذكرها شخص قد نبض قلبها بحبه يوما ما قبل الزواج وفي أول عهدها بالحب، ولكن شاءت الأقدار ألا يكون من نصيبها، ولكنها رضت بحكم  الله ونضجت أكثر، والتقت بزوجها وتعاهدا سويا على الحب والوفاء، فأين حكمة الأزواج؟ وأين هم من أنين زوجاتهم؟
 
قد يتعلل الأزواج بضيق الوقت وضغوط الحياة، ومشاكلها، ولكن عذرا فالزوجة قد تبتسم في وجهك رغم عذابها وألمها، وتقوم بواجباتها نحوك على أكمل وجه، وقد تكون عاملة أيضا ولها من المشاكل ما يشغل حيزا كبيرا من تفكيرها، ولكنها لا تتهاون أبدا في حقوق زوجها وما تشتاق نفسه إليه .. فلما الظلم وإهمال مشاعرها وبالإمكان إسعادها بفعل أبسط الأمور.
 
فكل ما عليك ذكرها خلال اليوم، سواء بمكالمة أو برسالة رقيقة، تجعلها تطير كالفراشة من الفرحة، وبقبلة على جبينها بمجرد دخولك المنزل، وتحيتها بأجمل تحية وبوجه بشوش غير عابس، في أخر اليوم أرفق بها، وقل لها كلمات حب وتقدير، ألا تستحق ذلك؟. 
 
فرفقا بزوجاتكم أيها الأزواج وعليكم الإهتمام بهن، فلا تنتظروا أن يعطين فقط ولا يأخذن، وأن يكن دوما هن المرسلات لكم ولكل ما تحتاجون إليه، فهن في تطلع شديد أن يكن المستقبلات في يوما ما، واعلموا أنكم ستسألون عليهن والله بكل شيء قدير، فلا تتركوهن في صراع نفسي شديد بين ما يرغبن وما لا يرغبن ويخافن حدوثه؟