هل تغيّرت نظرة الرجل للمرأة؟

لا يمكن التاكيد أن نظرة الرجل للمرأة قد تغيرت كليا اليوم، فهناك من لا يزال ينظر إليها بنظرة متدنية تحصرها في إطار من المعتقدات الخاصة بفكرة بعض الرجال عن المرأة وبعض حقوقها، وهي فكرة خاطئة مبنية على التسليم بأحقية الرجل بكل شيء على حسابها، حتى الحقوق الشرعية وذلك من وجهة نظر هذه الفئة ضيقة الأفق من الرجال، لأن الشرع لم ولن يخسف حق المرأة، فقد كرمها الله، وأعطاها من الحقوق ما يغفل عنه بعض الرجال.
 
وهذا النوع من الرجال لا يقبل أي تقدم للمرأة، بل ويسعى لهدمها وإحباط محاولاتها للتقدم والإرتقاء بمستواها سواء علميا أو عمليا أو إجتماعيا، والسبب في ذلك قد تكون تنشئة الرجل الخطأ بل وتفشي هذه المعتقدات في البيئة المحيطة به.
 
وبالرغم من ذلك إلا أن هناك من الرجال من يشجع المرأة على المطالبة بحقوقها ولا يضره تقدمها أبدا، بل أنهم يحترمون المرأة قوية الشخصية التي تملك عقلا حكيما ولديها أهداف تسعى لتحقيقها لإثبات ذاتها ولتحطم القاعدة التي ثبتتها الظروف والمجتمعات بها لفترات طويلة.
 
كما أن منهم من يفتخر بالمرأة، كإفتخار زوج بزوجته مثلا لنجاحها في العمل وفوزها بمناصب عالية ومرموقة، وذلك بإجتهادها وحرصها على تحقيق طموحها، وأعتقد أن السبب في ذلك هو العلم، فالرحل المتعلم الواعي الدارس جيدا، والحكيم يعي جيدا أن ما تسعى إليه المرأة لن يضر به أبدا، ويرى أحقيتها في أمور كثيرة كانت قد حرمت منها في السابق.
 
وقد يغار زوج آخر من نجاح زوجته، ويبدأ في وضع العقبات لها، وإصطناع الحجج لإشغالها عن أهدافها النبيلة، ولا أعلم ما إذا كان ذلك نقصا أم شيئا آخر، وأيا كان هذا الشيء فهو غير مقبول.
 
ولكن.. ماذا عن المساواة؟
أرى أن بعض الرجال قد قسى على المرأة بسبب ما حققته، وكأنه عقاب وقد تشكلت وجهة نظري هذه من خلال مجموعة من الخبرات الحياتية ومن واقع المجتمع، وتجلى ذلك في تصرفات بعض الرجال اليوم.. فمنهم من يلقى بالمسؤولية كاملة أو جزء كبير منها على أكتاف المرأة وكأنه إنتقام منها لطلبها بالمساواة.
 
كما أن بعض الشباب ممن هم في مقتبل العمر يكنون للمرأة حقدا شديدا، خصوصاً بعد أن اكتسحت سوق العمل، بل وتصدرت بعض الوظائفة المرموقة، والسبب في ذلك وجود إعتقاد سائد بينهم بأن المرأة هي السبب الرئيسي في فشلهم في إيجاد عمل لهم نتيجة مزاحمتها لهم في سوق العمل... وهذا الأمر يثير الدهشة! ألا يعلمون أن نسبة كبيرة من النساء، وعلى مختلف مستوياتهن الثقافية والإجتماعية والإقتصادية يعلن أسراً كبيرة، وتقع عليهن أحمال لا يقدر عليها بعض الرجال.
 
ولكن لا يمكن تجاهل النظرة الجديدة للمرأة، ويكفي أن هناك رجال عظماء يقدرونها ويعترفون بحقها في كل شيء، وهي الآن أفضل بكثير من السابق، ولن يوقفها شيء طالما أنها تبحث عن الذات وعن قيمتها التي لازال يغفل عنها البعض. 
 
وعلى الرغم من وجود من يحاربها وينكر وجودها في كثير من الأحيان إلا أن تأثيرها بات واضحا وظاهرا للجميع، وبدأت تخطو خطوات سريعة نحو المزيد، والمزيد من التقدم والنجاح فكم من عظماء قاموا على ثرثرة الحاقدين.
 
فالمرأة الآن وزيرة، وقاضية، وأما، وراعية لأسرة بأكملها في كثير من الأحيان، وقد أثبتت التجارب نجاحها بالرغم من تعدد الأدوار التي تقوم بها.. هكذا خلقها الله تعالى فكيف لا تكون كذلك؟