الرجل عندما يحب!

الحب بعمق معانيه، وصدقه ليس حكرا على بنات حواء فقط، فلآدم نصيب كبير فيه، فالرجل يحب ويشعر ويملك عاطفة جميلة، فكم من رجل تغير من أجل إمرأة أحبها! فيتحول آدم بالحب إلى كتلة من الحنان والمشاعر التي تقوده بشده نحو من يحب.
 
فالرجل حين يحب يصبح كالطفل الصغير يحتاج للحنان والإحتواء، ويصبح رقيقا مرهف الحس، وتتغير مفاهيم عديدة لديه، فلا مجال لجمود المشاعر والأنانية، فقد أصابته  سهام الحب، فنجده يتحدث عن محبوبته بطريقة مختلفة كما يراها هو، حتى لو خالفه الجميع، فعين المحب ترى ما لا يراه غيره، فهو يعبر عن حبه بطرق عديدة فليس عليه حرج في البوح بحبه لكل الناس، فقد جرى العرف على ذلك أن للرجل مطلق الحرية في التعبير عنه.
 
فحب الرجل يدفعه لفعل المستحيل من أجل من يحبها ويذوب عشقا فيها، وقد يدفعه حبه للبكاء والحسرة إذا ضاعت منه حبيبته، ولحبه علامات واضحة ودلالات قوية عليه، فإذا أحب الرجل إمرأة بات فكره منشغلا بها وبكل تفاصيلها، وصار يحلم بها وهو مستيقظ، صارت في فكره ووجدانه، تفضحه غيرته علىها، وتبوح عيناه بالمحبة الدافئة والمستقرة في قلبه، ويشهد عليه حنانه الذي لن يستطيع إخفاءه أبدا، .. فلا تستغربن فتيات حواء،  فكل من له قلب يدق يحب، فلماذا لن يحب الرجل؟
 
الحب عند الرجل حالة قد تختلف قبل الزواج عن بعده، وربما كان السبب في ذلك، هو الشعور بالإمتلاك، فهو الذي يقلب الأمور رأسا على عقب.. فما إن يتزوج الرجل إلا ويهدأ حبه ويشعر بالأمان، وربما نسي ما كان يلقيه على مسامع إمرأته في فترة ما قبل الزواج، فالزواج مهدئ لإنفعالات الحب عند الرجل،  ولنار الشوق التي كان يشكو منها دوما.. فلا تحزني حواء فهكذا يكون حب الرجال، مندفعا وقويا في أوله وهادئا بعد ذلك في مرحلة الزواج، وهدوؤه لم يعدمه، فهو موجود، فقبل الزواج كنت أنت شغله الشاغل .. أتعلمين لماذا؟ .. لحرصه عليك، ورغبته في الفوز بك، وبعد الزواج يبدأ في التفكير بأمور أخرى كالحفاظ على البيت، وتوفير حياة كريمة إضافة إلى عوامل أخرى كالتعود والإطمئنان، مع زيادة الضغوط من حولكما.
 
هكذا يكون الرجل بالحب، وهكذا هي طريقته قبل وبعد، ولنا أن نتفهم ذلك، وأنت خير من يقرر وجودك في قلب الرجل من خلال أمور عديدة حرصه عليك، والعمل على راحتك، وحنانه عليك الذي لن يتغير بأي عارض، وغيرته عليك، وغيرها من الأمور التي تطمئنك على حبك في قلبه، لذا وجب عليك تفهم طبيعة الرجل، فشتان بين عاطفة الرجال، وعاطفة النساء.