ما الجديد عن الرجل في العلاقة العاطفية؟

يبدو أن الرجل المعروف بجنوحه نحو علاقات عاطفية كثيرة خلال حياته وتنقَله السريع بينها، يتحول لرجل أكثر التزاماً وميلاً للإرتباط عندما يكون عدد النساء حوله قليلاً.
 
هذا ما أظهرته دراسةٌ جديدة نُشرت مؤخراً في مجلة "ذا رويال سوسايتي أوبن ساينس"، وأوضح ريان شاخت، المشرف الرئيسي على الدراسة أنه عندما يكون عدد النساء أقل، فإن العلاقة التي تتطلب الإخلاص والإلتزام تلقى تجاوباً أكبر من الرجال الذين يخافون من فكرة التخلي عنهم من قبل الشريكة الأنثى.
 
وأشار شاخت إلى أن هذا الأمر يتناقض والفكرة السائدة عن ميل الرجل لبذل جهد أكبر عندما يكون عدد النساء قليلاً سعياً وراء المزيد من العلاقات الجنسية العابرة، مؤكداً أن علماء التطور والحُكم الشعبية يؤكدان أنه في حال الحب، يختلف النساء والرجال في البحث عن أنواع مختلفة جذرياً في العلاقات.
 
وفيما يُعرف عن الرجل ميله للعلاقات العابرة، في حين تسعى المرأة لعلاقات طويلة الأمد وأكثر ارتباطاً مع شركاء مخلصين، يبدو أن السبب الذي يُعطى لتبرير هذا الموقف هو التباين البيولوجي بين المرأة والرجل. فالمرأة تركَز أكثر على موضوع الإنجاب بالمقارنة مع الرجل، ويصبح لإنجاب الأطفال تبعات كبيرة على المرأة خصوصاً عند اقترانها بالشريك غير المناسب. أما الرجل، فيترجم موضوع التكاثر كعلاقة جنسية من دون أي ثمن على المدى الطويل. 
 
لكن شاخت لا يتفق مع هذا المعتقد السائد معتبراً أنه لا يمكن الإعتماد فقط على الفوارق البيولوجية لفهم السلوكيات الجنسية. وسعى إلى اختبار تأثير معدل الذكورة أي عدد الرجال بالمقارنة مع عدد النساء في مجموعة معينة، شملت ثماني مجموعات ريفية من هنود الماكوشي الذين يعيشون في جنوب غويانا، وهي بلدةٌ صغيرة في أميركا الجنوبية. وتضمنت المجموعات معدلات ذكورة متباينة جداً بسبب النزوح من الأرياف إلى المدن. وفي واحدة فقط من هذه المجموعات، كان عدد النساء أكثر من الرجال بنسبة 0.93 في المئة، فيما تراوحت بين 1.11 و1.43 في المئة في المجموعات السبع الأخرى.
 
وسأل ريان شاخت وزوجته التي شاركته الإختبار، 300 شخص من هنود الماكاشي الذين شملتهم التجربة عن سلوكياتهم الجنسية وعن عدد شركائهم الجنسيين خلال العام الماضي وعدد الذين يرغبون به في السنوات المقبلة. ليصلا إلى استنتاج مفاده أن الرجل يظهر ميلاً لإقامة علاقات جنسية من دون التزام أكثر عندما يكون عدد النساء من حوله كثيراً، فيما يبدو أقل استعداداً للدخول في علاقات من دون التزام عندما يقلَ عدد النساء من حوله، فيما أن النساء لا يغيَرن سلوكهنَ تبعاً لتغير هذا المعدل.
 
وعليه، فإن السلوكيات العاطفية تتأثر بقوانين العرض والطلب، حسبما خلصت إليه الدراسة، وأشار شاخت أنه في حال "فكرتم لناحية العرض والطلب، فإن الجنس الأكثر نُدرةً له قوة تفاوضية أكبر".